المجاري والقمامة بعدن .. الشكوى لغير الله مذلة

عدن24 | عبدالسلام الجلال

القمامة والنفايات كارثة تتجسد بين أزقة وحواري عدن بعبارات مؤلمة وحكايات مؤسفة ، حيث نطالع في حياتنا اليومية مواقف وحكايات ومظاهر تنبعث منها جيفة لا تحتمل فتقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين انها المأساة عينها التي نعاني منها جميعا في العاصمة عدن التي ألفنا فيها الحب والابتسام والنقاء والصفاء كيف تتحول من جوهرة الى ركام من الاوساخ والاوبئة التي تفتك بالإنسان.

في عدن العاصمة اليوم ما تشاهده من صور مؤلمة فانك تقف امام قصص محيرة عن معاناة هذه المدينة العريقة المتألقة عبر الزمن فكيف تبدل حالها اليوم وهي بهذه الحالة المليئة بالآلام اشبه ما تكون صور الموت الابدي وخاصة مع غياب الكثير من حقوق مواطنيها كغيرهم في البلدان الأخرى، التي تعمدت غيابها وتهميشها الحكومة اليمنية التي ابتعدت كل البعد عن حالة المدينة والمواطنين.

عندما تقابل المواطنين في العاصمة عدن تشاهد الف معنى ومعنى تحدثك بها حدقات عيونهم وهي تذكرك بالماضي البعيد مقارنة مع حاضر ملؤه البؤس والشقاء وما حل بهم اليوم من واقع مرير.

 

عند تجولك في شوارع وأزقة مديريات العاصمة عدن لا تفارقك روائح النفايات التي تتكدس في الطرقات وعلى الأرصفة لفترة طويلة بسبب عدم التخلص منها ونقلها إلى اماكنها المخصصة ما ينتج عنها روائح كريهة تزكم الانوف.

 

استياء المواطنين

واستاء الكثير من المواطنين في العاصمة عدن إزاء ظاهرة تكدس النفايات التي تحولت إلى مشكلة عصية الحل بسبب تهاون الجهات المعنية في الحكومة اليمنية المتجاهلة تبعات تلك المعاناة التي باتت خطرا تهدد حياة الجميع، خصوصا مع انتشار العديد من الامراض والسبب تكاثر النفايات التي تكون مرتعاً للعديد من الحشرات الناقلة لتلك الأمراض منها حمى الضنك والكوليرا التي غزت أغلب المنازل وأصبحت تهدد حيوات الكثيرين لاسيما صغار السن والشيوخ.

وبسبب تدهور الاهتمام بنقل النفايات من الشوارع والازقة تزداد المعاناة ويرجع البعض السبب في ذلك إلى نقص الآليات الخاصة بنقل النفايات.

وتفشت هذه المعاناة لتصل إلى باحات المدارس التعليمية فهي الأخرى تعاني تكدس القمامة بسبب غياب آليات النقل رغم المطالبات الحثيثة من إدارات تلك المدارس للجهات المعنية بسرعة رفعها لما لها من مخاطر صحية لدى الطلاب.. الا أنهم لم يلقوا إي استجابة من تلك الجهات وكان الأمر لا يعنيها في شيء.

 

 الجهات المسؤولة

يعرف الجميع أن الجهات المسؤولة عن التخلص من هذه الآفة “القمامة” إلى مكانها المخصص من اختصاص صندوق النظافة المتمثل في كل مديرية، والذي يبدو مغيباً في متابعة هذه الإشكاليات والبحث عن وجود آليات لتغطية احتياجات المناطق.

وفي هذا الجانب تحدث رشاد سعيد رئيس مجلس الآباء لمدرسة ابن الهيثم بالقول: نحن نشكو الكثير من السلبيات في المدارس ولم نجد اهتماماً من الجهات المختصة ومن تلك المعاناة النظافة وبالذات في مدارس الأولاد فليس هناك نظافة فعالة فتشاهد تكدس أكياس النفايات بسرعة كبيرة بسبب أعداد الطلاب الكبيرة، المدارس بحاجة إلى متابعة مستمرة ودائما للنظافة ونقل النفايات بصورة منتظمة وذلك نتيجة لما يمكن أن تخلفه بقايا تلك النفايات من أضرار صحية بالطلاب، كما أن تواجدها في ساحة المدرسة او في جانبها يعكس صورة سلبية وغير حضارية للمدرسة ولأهميتها فإذا كانت تلك الصورة في مكان العلم وتربية الأجيال لجميع الصفات الإيجابية فكيف ستكون منازلنا ومحيطنا؟

وتابع “نشكو أيضا من طفح المجاري في المدارس وهذا شيء لافت للانتباه في هذه الأيام، واجهنا شكاوى المدرسين والطلاب من هذه المعاناة إلى الجهات المعنية وتابعت بعض الجهات المختصة لكن لا جدوى، رغم أن تلك الجهات توجه أوامر إلا ان الجهة الموجه اليها الامر لا تستجيب بحجة عدم وجود الأدوات اللازمة التي يمكن العمل بها اثناء نزولهم إلى المكان المعني.

وفي بعض الأوقات إذا تمت الموافقة على النزول من الضروري ان يكون هناك مقابل لهذا النزول وكأن الأمر لا يعنيهم، لذلك تبقى المشكلة قائمة مادامت الجهات المعنية تفتقر إلى الاليات الضرورية حد قولها.

 

غياب الوعي لدى الأسرة

هناك صور كثيرة معبرة عن مدى غياب الوعي او الممارسات اللا أخلاقية من قبل بعض اولياء الامر فتشاهد أكياس القمامة مرمية على جنبات الطرقات وفي الأركان والأزقة وفي خارج اماكنها المخصصة.

ومن أسباب رمي المخلفات خارج اماكنها والتي تعكس صورة سلبية عن المدينة، يقول نبيل محمد مدير علاقات العدل العامة لمدرسة ابن الهيثم”: للأسف الشديد ان بعض الآباء والامهات يرسلون أولادهم لرمي أكياس القمامات وتشاهد أن هذه الأكياس تمتلئ ببقايا الاكل وغيرها ما يصعب رميها في اماكنها المخصصة “البراميل” بسبب عدم قدرة الطفل على رفعها لتلك البراميل واغلب الأطفال يكتفي بأخذها إلى ركن الشارع ويرمي بها.

وأضاف “نرجو من الآباء والامهات عدم جعل الأطفال يقومون بأخذ القمامة من المنزل كونهم غير قادرين على التخلص منها في مكانها الصحيح بسبب ثقلها او عدم وعيهم بخطورتها عندما يتم رميها في الشوارع والازقة.

 

أهمية النظافة

من المعترف به دوليا وفي جميع بقاع الأرض ومنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها أن النظافة هي عنوان الإنسان ووجه المكان وحضارة الزمان.

فالالتزام بنظافة ومتابعتها بصورة دورية ومنتظمة حسب اليات ولوائح تتخذ من قبل الجهات المعنية يبرز الوجه الحضاري للمدينة وكذا للمجتمع ككل ولا يأتي هذا إلا بتضافر جهود الجميع فحضارة الأوطان لا تقاس الا من خلال الاهتمام بنظافة.

 

معاناة العملية التعليمية

عدم اهتمام الجهات المعنية في جانب النظافة والبحث عن المعالجات وإيجاد الحلول المناسبة فاقم المعاناة ليصل الحال إلى الواقع المرير بسبب غياب النظافة عن المدارس، ليست الشوارع والازقة والارصفة وحدها من تشكو من بقاء أكياس القمامة بل طالت المعاناة المدارس فأصبحت هي الأخرى تعاني مما يعاني الجميع مع صمت وتقاعس الجهات ذات الاختصاص.

وقال عبدالحليم الحاج عضو في اللجان الأمنية ورئيس مجلس الآباء في مدرسة ابن خالدون: وصل إهمال النظافة من قبل الجهات المعنية الحال الى تكاثر القمامة داخل المدارس لفترة الشهر تقريبا ولم تحضر سيارات القمامة لأخذها حتى انه نتج عن ذلك انتشار كثير من الامراض المعدية كالحصبة وحمى الضنك وغيرها من الامراض المنتشرة داخل المدارس نرجو الاهتمام من الجهات المعنية بهذا الجانب.

بدورها قالت زينب حميد مواطنة إن القمام المنتشرة في شوارعنا امام المنازل والمدارس هي سبب انتشار الأمراض فعدم الاهتمام بالنظافة يؤدي إلى انتشار كثير من الأمراض في المنطقة مثل حمى الضنك والامراض الوبائية المضرة للأطفال والكبار والصغار.

وأضافت” يجب من الجميع التعاون من أجل رمي القمامات هذه والاهتمام بالنظافة ورميها بالأماكن المخصصة، للتخفيف من خطر التعرض للأمراض التي تصيب الأطفال بدرجة رئيسية وذلك لعدة عوامل منها تكاثر الذباب التي تنتشر في هذه النفايات بسبب تكدسها لفترة طويلة في الشوارع وغيرها من الإمكان التي يتم رميها فيها.

 

تكدس القمامة مرتع للحيوانات

أما المواطن فهد الصبيحي فقال إن تكدس القمامة يعاني منه المواطن إضافة لما تخلفه من مشاكل مثل كثرة الحيوانات من الكلاب الضالة والقطط والبعوض والذباب، وكل هذا طبعا ناقل لأمراض الملاريا والكوليرا التي لطالما سمعنا عنها كثيراً وعن انتشارها.

وأضاف “تكدس هذه القمامة لفترة طويلة في الشوارع والارصفة والحارات ينتج عنه تلوث بيئي عام يؤثر إلى درجة كبيرة بالنسبة للإنسان.

وتابع “نحن بحاجة إلى المزيد من الجهد في النظافة خصوصا وواقع الحال بشكل عام مرير، لذلك لابد من النظافة بشكل يومي وأن يكون هناك مراقبون على النظافة في عدن.

واختتم قائلا “نعاني من تكدس كبير للقمامة خصوصا خلف سور المطار مباشرة لذلك نطالب الجهات المعنية بان تسرع بعملية النظافة لهذه الأماكن والاهتمام بها لأن النظافة مظهر حضاري للمدينة وهي من الايمان .

من جانبه قال عبدالله التميمي طالب جامعي: إن النظافة اهملت بشكل كبير في العاصمة عدن، إذ اصبحت تتكدس في كثير من الشوارع لفترة طويلة بسبب عدم حضور سيارة النقل الخاصة برفعها إلى مكانها الخاص.

وأضاف “واقع الحال الذي نعيشه هذه الايام مع غياب الدور الحكومي وعدم قيامه في اداء واجبه كما ينبغي يضعنا امام واقع مليء بالمآسي والأوبئة، فالبيئة التي نعيش فيها صارت سيئة للغاية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى