النقل الداخلي في عدن.. عشوائية غير متناهية

مواطنون: العشوائية وعدم تنظيم حركة السير يسببان لنا الكثير من المعاناة

موظفون وطلاب: بسبب الزحمة واستهتار بعض سائقي الباصات نتأخر عن دوامنا الرسمي

رجال المرور: غياب نقابة النقل عن تنظيم عمل الباصات سبب لنا كثيراً من المشكلات ومنعنا من أداء واجبنا و نطالب بعودة الفرزات

 

عدن24 | عبدالسلام الجلال – حنان يحيى:

كل من يعرف شوارع العاصمة عدن، الرئيسية والفرعية ويجوبها يعرف تمام المعرفة كيف أضحت حركة السير فيها معاناة لجميع المواطنين في المحافظة، حيث باتت العشوائية تسيطر على الحركة ما سبب مشاكل كثيرة تتخلل حركة السير الداخلية في عدن وكل هذا بسبب غياب دور الحكومة الشرعية في أداء واجباتها عبر وزارة النقل ونقاباتها المكلفة بمثل هذه الأمور، حيث أصبح وزير النقل بعيداً عن وزارته وعمله الحقيقي وانشغل بمهاجمة دول التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي .

والمتنقل بين مديريات العاصمة عدن يواجه عدة مشاكل من بينها الازدحام والتأخر في الوصول إضافة الى المشادات التي تحدث بين الركاب والسائقين لسبب او لآخر وغلاء سعر المواصلات وغياب الصرف، إضافة الى التجاوزات التي يرتكبها بعض السائقين من أجل الحصول على الركاب.

ويشتكي المواطنون في عدن سوء الأخلاق لبعض سائقي المركبات، بينما يقول سائقو الباصات من جهتهم نحن نبحث عن لقمة عيشنا ولا ذنب لنا في العشوائية التي تحدث بل على العكس نحن نعاني مثل أي مواطن إذ تخنقنا الزحمة ويزعجنا عدم التنظيم في السير وغياب الفرزات وكذلك نعاني من انعدام وجود الصرف (الفكّة) وما يسببه ذلك من مشاكل بيننا وبين الركاب، وغيرها الكثير من المعاناة اليومية التي نعانيها نحن والمواطنون على حد سواء.

ولنقل هذه المعاناة بصورة أوضح نـزلنا إلى شوارع العاصمة عدن لأخذ بعض آراء المواطنين والسائقين ورجال المرور.

فوضى وعشوائية

إن عدم التنظيم في أي أمر من الأمور يسبب الكثير من الفوضى وهذا ما يحدث لحركة النقل في العاصمة عدن فقد سبب غياب الفرزات الكثير من المشكلات في السير المروري فيها إذ أصبحت الحركة برمتها عشوائية ولا يضبطها أي تنظيم مما جعلها معاناة يومية يشتكي منها كل المواطنين وقد حدثنا المواطن راجح محمد عن معاناته في هذا الأمر حيث قال: “نحن نعاني في التنقل من مديرية لمديرية بسبب مشاكل كثيرة تحدث في الطريق مثل الزحمة التي تحدث بسبب عدم وجود تنظيم لحركة السير.

وأضاف: أيضاً أن من المشكلات التي يواجهونها بشكل مستمر هي “استهتار بعض سائقي الباصات في اتباع القوانين التنظيمية للسير والسير بعشوائية ومخالفة، كما أنهم يدخلون في اماكن لا يفترض أن يدخلوها، وأنزال الركاب في أماكن بعيدة عن مبتغاهم بسبب نزول جميع الركاب في أماكن سابقة وتعذره بأنه لن يذهب براكب واحد”.

وأختتم، قائلا: كذلك وقوفهم بأماكن لا يحق لهم الوقوف فيها، ما يسبب عرقلة السير وزحمة قد لا تنتهي لساعات.

معاناة للموظفين والطلاب

الالتزام بالمواعيد من أهم الأسباب في رقي المجتمعات الا أن الكثير من الطلاب يشتكون تأخرهم عن وقت دوامهم الرسمي بسبب المواصلات، حيث قال: إبراهيم شائع وهو طالب “نعاني من انقطاع المواصلات واغلب الاماكن لا تلتزم بالفرزات وبسبب هذا نضطر للخروج قبل مواعيدنا بساعة او أكثر بسبب عدم وجود المواصلات في بعض الاحيان وتأخر سائقي الباصات بالجولات بسبب بحثهم عن الركاب.

وأضاف: يقوم بعض سائقي الباصات بالتحميل على الماشي وعندما نركب معه يمشي لمسافة قصيرة ليجد ركاباً وجهتهم مختلفة فيقوم بإنزال الراكب أو الراكبين ويعتذر منهم بحجة أنه لا يستطيع الذهاب براكب أو راكبين او أنه يقطع نصف المسافة ثم يقول عدد الركاب قليل وسأعود لأن هذا غير كافٍ ومن ثم يقوم بإنزال الركاب في وسط الطريق.

وقال أيضا: إن الزحمة التي تخنق العاصمة عدن لأسباب كثيرة تشكل معاناة يومية نواجهها في الطرقات وتكون عادة سبباً في تأخيرنا، إضافة أنه لا يوجد تنظيم ولا رقابة ويتم قطع الكوشنات لسائقي الباصات في الجولات ويأخذون الفلوس دون تقديم أي خدمات في جانب الطريق والمواصلات.

واستطرد ابراهيم شائع قائلا: “ايضا لدينا أزمات المشتقات النفطية والتي سببت ارتفاع اسعار الاجرة ورغم انخفاض أسعار المشتقات في بعض الاوقات الا أن الاسعار تبقى مرتفعة ولا ترخص، وايضا مشاكل الصرف التي سببت للركاب والسائقين الكثير من المشاكل.

وقال إنه من المفترض أن تكون هناك فرزات في اماكن مناسبة ويلتزم فيها الجميع وهذا للتخلص من مشكلة التأخير والعشوائية.

ومن جهته قال المواطن عماد حسن “إن المواصلات تسبب لنا كطلاب الكثير من المشاكل واهمها التأخير فنحن نتأخر في الغالب بسبب مشاكل الطرقات وبسبب بعض السائقين المخالفين وبسبب العشوائية في السير وعدم التنظيم وغيره.

وأضاف: كما نعاني أيضا من ارتفاع اسعار الاجرة بسبب رفع اسعار المشتقات النفطية وانعدامها في اوقات كثيرة ما يضطر بعض السائقين للذهاب للسوق السوداء وشراء البترول او الديزل منها، ليضاعف بعد ذلك سعر أجرة الراكب الواحد ليثبت السعر هذا رغم انفراج الأزمة وعودة المشتقات النفطية إلى المحطات.

وقال: “أيضا هناك الكثير من المشكلات التي نعانيها في التنقل داخل المحافظة منها الزحمة وعدم توفر الفكة وضيق الطرقات التي تؤدي الى الحوادث المرورية وزيادة عدد المركبات واغلاق بعض الطرقات الرئيسية والهامة في بعض المديريات ما يسبب اختناقاً كبيراً في حركة السير وغيرها الكثير”.

غياب الدور النقابي

وضع النقل والمرور في العاصمة عدن يدل وبشكل كبير على غياب دور نقابة النقل فيها وهذا ما اشتكى منه كثير من رجال المرور وكذلك الكثير من المعاناة التي يواجهونها كونهم مسؤولين في الوقت الراهن على تنظيم حركة السير في طرقات العاصمة عدن الا أنهم لا يتمكنون من أداء واجبهم بسبب غياب دور السلطات المسؤولة عن هذا الأمر وقد قال لطفي الجنيدي وهو شرطي مرور في منطقة خور مكسر “إنه لابد من وجود حماية لضبط سائقي الباصات وكذلك عودة الفرزات كما كانت في السابق فهذا يساعد بشكل كبير على أن تكون الامور افضل، اما بهذا الشكل تكون الحركة عشوائية ولا نستطيع التحكم بها كما أن هذا كله يسبب ضغطاً علينا ولا نتمكن من اداء واجبنا.

وأضاف أنه “إذا وجدت حماية فهنا ممكن نقدر نضبط السائقين وعملية السير بشكل عام، كما أن الالتزام بالفرزات يحتاج الى نقابة والنقابة الآن غير موجودة، فسابقا كانت الحماية موجودة وكان الدخول الى الفرزة إجبارياً لهذا لم يكن يوجد ازدحام بهذا الشكل، كما انه مرت علينا فترة جاء فيها حماية من الشرطة وكان الوضع جيداً جدا وكان هناك التزام بالفرزات وبالأنظمة كافة لكنها كانت فترة قصيرة ثم توقفت.

واختتم: نحن رجال المرور نعاني بشكل كبير وخاصة في وقت الظهيرة لأنه وقت ازدحام الناس وعدم انضباطهم بلوائح السير وكذلك وقوفنا تحت اشعة الشمس الحارقة خاصة في فصل الصيف.

من جهته قال حسن مهدي شرطي في المرور “إنه من اجل الخلاص من مشاكل كثيرة في السير لابد من الالتزام بنظام الفرزات وتوجه الباصات والناس لها، وإذا واجهنا مشكلة مع المواطنين في تغير أماكن ركوبهم فهنا المسألة لن تكون معقدة ولن يتجاوز حلها مدة أسبوع فقط ثم سيتعود المواطنون على الذهاب إلى الفرزات من ذات أنفسهم لأن الجميع يحب النظام وخاصة أبناء العاصمة عدن.

وأضاف: أن المتسولين في الجولات يساعدون وبشكل كبير في التسبب بالزحمة حيث يتراكم كم كبير منهم في الدوار الواحد واغلبهم من الاطفال ويقومون بإيقاف الباصات والتسول من الناس ومن السائقين كما يقومون بالركض خلف الباصات ما يسبب ازدحاماً في حركة السير وعرقلته.

اما وضاح قاسم الجندي في شرطة السير بمنطقة كريتر فقال: “نعاني نحن رجال المرور من الازدحام ومن تلفظ بعض السائقين المخالفين بألفاظ غير لائقة وعدم التزامهم بقواعد المرور”.

وأضاف “أنه عند محاولتنا تطبيق القانون يتجرأ بعض السائقين لمد يده علينا بالتعدي والضرب”.

وقال: “إن سبب غياب الفرزات هو عدم وجود نقابة كما أن الكوشنات تقطع على الماشي وهناك كوشنات مسجل عليها محلي وأخرى مسجل عليها فرزة رغم عدم وجودها”.

مطالبات بإصلاحات

يطالب الكثير من أبناء العاصمة عدن بإصلاحات في مجال النقل الداخلي والطرقات حيث يشتكي الكثير من اختناق المديريات بسبب ضيق الشوارع الرسمية والفرعية وبسبب إغلاق بعض الطرقات مثل طريق البنك المركزي في مدينة كريتر، وقد طالب الكثير من أبناء المديرية بفتح هذا الخط كونه الخط الأهم في المديرية وأغلاقه سبب اختناقات كثيرة في السير.

ويطالب كثير من السائقين بتنظيم حركة السير في المحافظة وإعادة الفرزات وكذلك ترقيم الباصات غير المرقمة، وفي هذا الشأن يقول أحد السائقين: نطالب الاخوة المندوبين بإصلاح الوضع في عدن كما نطالب بتواجد النقابات العامة واللجان وعلى السلطات المحلية التحرك في هذا الأمر من أجل تنظيم عمل الباصات وإنهاء العشوائية من أجل أن يعمل الجميع دون معاناة من أجل لقمة العيش.

وأضاف: نحن وصلنا إلى حالة من اليأس بسبب هذا التهميش والوضع الذي افرزته الحرب، لذلك من الضروري إعادة الفرزات كما كانت في السابق.

بدوره قال موسى عبد الرحمن: إن تزايد تواجد الباصات غير المرقمة يعمل على عرقلة تنظيم العمل في الفرزات، أما إذا تم ترقيم الباصات وكل باص يعمل في خطه كما كان في السابق “التواهي، معلا، كريتر خور مكسر، عريش، كانت خطوط منظمة عبر طريق الفرزات وكانت النقابة تعمل في كل مديرية مع مأمورها، وكان العمل مشتركاً في ما بينهم وهذا شرط اساسي قبل أن تنظم الفرزة، لكن الآن وفي هذه الايام الكل ينزل إلى الشارع يريد أخذ فلوس وحسب”.

وأضاف “هناك معاناة أخرى للمواطنين من الباصات غير المرقمة في ظل غياب نقابة النقل إذا فقد المواطن شي في الباص لم يعرف إلى أي مكان يلجأ لا باص مرقم ولا فرزات موجودة، في السابق إذا وجد سائق باص مفقودات لراكب يبلغ مسؤول الفزرة بها فحين يحضر صاحبها يتم إبلاغ السائق بوجود المواطن ومن ثم يتم التواصل معه وتسليمها له.

اما أبو كيان وهو سائق باص من أبناء عدن فقال “إن البلاد كلها عشوائية ونطالب بتنظيم الفرزات (كريتر – خور مكسر – الشيخ عثمان – التواهي) على سبيل المثال من كريتر إلى الشيخ فرزة لنفسها، وتنظيم حركة الهايسات والباصات الصغيرة من خلال خطوط معينة للجميع، بعيدا عن العشوائية.

وأضاف: غياب التنظيم أدى إلى هذا الوضع والترتيب يبدأ من المديرية في ترتيب الفرزات لكل مديرية كما كان الوضع الأول، كل باص عليه لاصق يبن اتجاه حركة الباص حتى يتبين للمواطن الجهة التي يقصدها سائق الباص لكن حاليا العمل عشوائي والجهات المعنية هي المستفيدة من هذا الوضع القائم.

من جانبه يقول شوقي قاسم “أنا مواطن أطالب بإعادة عمل الفرزات لتنظيم عمل النقل الداخلي للباصات حتى يكون العمل منظماً ويسهل على الراكب طلوعه الباص الذي يقصد مكانه دون تخبط او عشوائية”.

وأضاف “هذه العشوائية سببت فوضى في العمل فالبعض من السائقين يتخبط بنقل الركاب من منطقة يكون قاصدها الراكب الذي يبدأ بطلوع الباص ليتفاجأ أن هناك ركاباً يلتقيهم السائق يزيدون عن اثنين يقصدون منطقة أخرى عكس الراكب الاول ما يجعل سائق الباص يحرف مسار الخط وينزل الراكب الأول في الخط لينتظر باصاً آخر”.

واستطرد شوقي “سببت مشكلة غياب تنظيم النقل ازدحاماً شديداً في معظم شوارع العاصمة عدن، معاناة حقيقة للمواطن والطالب الجامعي معاً”.

كثيرة هي الاسباب والمسببات التي أدت إلى إعاقة المتنقلين إلى مناطق متفرقة من مديريات العاصمة عدن، منها غياب تنظيم حركة الباصات في السير كما كانت عليها في السابق ورغم أن البترول انخفض سعره عن السابق إلا أن اصحاب الباصات ما يزالون يتخذون نفس القيمة دون رقيب او حسيب يذكر من وزارة النقل اليمنية الغائبة عما يدور على الارض وسبب في معاناة الكثيرين.

معاناة كبيرة

في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد يشتكي المواطنون من الغلاء في الأسعار ومن بينها ارتفاع تسعيرات المواصلات لحد كبير يفوق تحمل المواطنين وخاصة الطلاب، كما أن هناك مضاربات بالأسعار بين الفرزات إذا وجدت والركوب على الماشي، وهنا يؤكد محمد خالد طالب بجامعة عدن، المعاناة التي سببها ارتفاع تسعيرة الموصلات في الفرزات وخصوصا فرزة الهاشمي بالشيخ عثمان بفارق 100ريال عن الباصات (على الماشي) وقال: نحن في مأزق حقيقي 100ريال فارق سعر كبير بالنسبة لي كطالب اما اننا ادفع للفرزة من اجل السرعة واختصار المسافة من اجل الوصول مبكرا الى الكلية وإلا اركب على الماشي بـ200 ريال وأتأخر عن الكلية بسبب (طالع نازل) الركاب وجشع مالكي الباصات، لذلك نوجه رسالتنا للجهات المعنية بهذا الشأن أيا كان سواء السلطة المحلية او وزارة النقل بضبط الفرزات بتسعيرة موحدة من اجل مراعاة ظروف المواطنون والطلاب الصعبة.

دور حكومي معدوم

وللحديث عن الدور الحكومي وما يجب عليها القيام به لتحسين وضع حركة السير في محافظة عدن، التقينا الاستاذ / سمير وهابي رئيس لجنة التخطيط محلي التواهي الذي قال: جهود تحسين بيئة الخدمات بشكل عام في مديريات محافظات عدن بحاجة لتدخل قوي من الحكومة ممثلة بالوزارات ومكاتبها في المحافظة وهناك غياب لدورهم في تحسين بيئة الخدمات للمجتمع المحلي، واليوم تبذل المجالس المحلية دورا في تحسين الخدمات وخاصة فتح الطرقات ورفع المخلفات الصلبة ومخلفات السيارات المتهالكة التي كلما رفعناها من الشوارع تجدها تعود بسبب عدم قيام مكاتب النقل والاشغال وإدارة المرور بالمحافظة بدورهم الوطني بفتح الطرقات ورفع المخلفات والسيارات المتهالكة من الشوارع.

وأضاف: السلطة المحلية تبذل جهودا لعودة تنظيم الفرزات وتنظيم حركة السير والنقل ومانعاني منه أن رجال المرور يعملون في ساعات الصباح الاولى ويتغيبون بعد ذلك عن اداء مهامهم ونحن نبذل جهودا كبيرة في تحسين وتنظيم الفرزات ولكن غياب العمل الموحد على مستوى المحافظة في الرقابة وتحسين الايرادات وتنظيم حركة السير يعطل جهود العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى