عاصفة الحزم .. انتصارات قضت على  شهوة إيران وقطر التخريبية وتحولات استراتيجية في الجنوب 

  • عاصفة الحزم كنست المشروع الإيراني إلى مزبلة التاريخ
  • عاصفة الحزم مثلت فرصة ثمينة للجنوبيين على طريق استعادة الدولة
  • قطر استغلت مشاركتها في عاصفة الحزم لتغطية دعمها للإرهابيين
  • كل المحاولات الإرهابية للإخوان انكسرت امام إرادة الجنوبيين
  • لا يمكن نسيان سخاء السعودية وعطاء الإمارات ونصرتها للقضية الجنوبية

 

عدن24 | خاص

حلت علينا الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم وبحلولها نتذكر أولا وبإجلال تلك الدماء الزكية لقوافل شهداء الجنوب التي روت تربة وطنهم التي طهرتها من دنس المحتلين الحوثيين وداست على المشروع الإيراني المجوسي وعلمتهم درسا لا ينسى في التضحيات والفداء.

أبناء الجنوب اليوم يتذكرون أيضا اللحظات الأولى لإعلان عاصفة الحزم عندما هبوا من كل حدب وصوب للذود عن حياض وطنهم الجنوب الحر الأبي ودكوا كل معقل من معاقل الحوثي الذي لم يلق الا رجالا من شباب الجنوب وقفوا بصلابة الأشداء في مواجهته ومرغوا انفه في التراب.

فجر 26 مارس 2016م كان إيذانا للخلاص من أولئك الذين أرادوا الويل للجنوب فارتدوا على أعقابهم خاسئين مهزومين منكسرين، فتحول الحزن الى انتصار وفرح كبير، استبشرت به الأرض بميلاد جديد يثير عزائم الرجال لتثمر نصراً جديداً مؤزراً يتمثل بدولة جنوبية تلوح تباشيرها اليوم في الآفاق مهللة مبشرة بالجنوب الحديث المرتقب .

أربع سنوات منذ لحظة الاعلان عن الحزم والعزم والأمل تفاعل معها ابناء الجنوب بكل وجدانهم وتعزز اليقين لديهم في تحقيق الهدف المنشود الذي طالما حلموا به طويلا والذي يتحول اليوم الى حقيقة ماثلة أمام الجميع ولذلك عندما أغاظ هذا الأمر المرجفين المتآمرين الإخوانيين ومن لف لفهم لجؤوا الى انتهاج أساليب الخبث المختلفة بما في ذلك محاولات اثارة الفتن لكنها ما أن تنفك تموت في مهدها ، فلم يستطيعوا النيل من إرادة شعب الجنوب لأنه يحمل قضية عادلة وجاء اليوم الذي ينتصفون فيه لحقوقهم المشروعة في استرداد ما سلب منهم واستعادة الوجه الجنوبي المشرق بدولة حديثة مدنية فيدرالية .

لجأ الإخوان ومن ورائهم تحالف الشر وعلى رأسه قطر الإرهابية التي حاولت اختراق عاصفة الحزم وتفجيرها من الداخل والتمكن من الجنوب لتمرير المخطط والمشروع الإيراني الا انها انتكست وارتد كيدها الى نحرها.

دولة قطر سعت من خلال مشاركتها في التحالف بعد إعلانه عاصفة الحزم الى الاجهاز على أهداف العاصفة والتغطية على دعمها للإرهاب في اليمن بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة وقد تمثل ذلك بعمليات إرهابية عدة وتنفيذ سلسلة اغتيالات على يد داعش والقاعدة قادها حزب الإصلاح بتمويل قطري انكشف منذ اللحظة الأولى .

قطر رعت كل التنظيمات الإرهابية تحت غطاء شرعي وبما يتناقض مع أهداف التحالف، فقد جاء دعمها لهذه التنظيمات الإرهابية وبقوة في ذروة  عاصفة الحزم، استكمالاً للدور الذي لعبته في سنوات سابقة، عبر دعم مالي مقدّم من شخصيات ومؤسسات ووسطاء وجمعيات خيرية تؤويها الدوحة، مثل مؤسسة “البلاغ الخيرية”، وجمعية “الإحسان الخيرية”، ومؤسسة “الرحمة الخيرية”. والمؤسسات الثلاث مصنفة على لائحة الإرهاب، وتربطها علاقات وثيقة ورعاية مالية مقدمة من مؤسسات قطر الخيرية.

ورغم كل الاعمال الإرهابية والاغتيالات التي نفذتها قطر في الجنوب مستغلة عاصفة الحزم لم ينكسر الشعب الا أن عوده تصلب وقاوم بكل بسالة هذه المخططات والاعمال الإرهابية الوحشية ومن قلب معاناته وركام الحرب انبثق المجلس الانتقالي الجنوب ليشكل متنفسا وحاملاً حقيقياً لقضية شعب الجنوب .

إذاً بقدر المحاولات الوحشية البائسة للإرهابيين والمال القطري مثلت عاصفة الحزم تحولاً مهماً واستراتيجياً في التاريخ النضالي للجنوب ، وكان قراراً تاريخياً شجاعاً اتخذته دول الخليج برئاسة السعودية فالعاصفة بأبعادها المختلفة تعد مرحلة جديدة في المنطقة عامة واليمن والجنوب بشكل خاص، ولعل من ابرز أهدافها حماية الأمن القومي الخليجي والعربي ، ومن خلالها تمكن الجنوبيون من تحرير الجنوب وقدموا الدماء من اجل مواصلة الانتصارات في الساحل الغربي ،اذ كان الإسناد الجوي والدعم من التحالف العربي خير عون للمقاومة الجنوبية بعد الله سبحانه وتعالى في تطهير الجنوب والمضي قدما بثبات نحو إلحاق الهزائم بالحوثيين في الساحل الغربي .

الجنوبيون اليوم وهم يعودون بذاكرتهم الى الوراء ويحيون الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم لم يتبقَ لهم سوى خطوات يسيرة بعد أن وطئت أقدامهم أرضية الطريق الصحيح للانعتاق من ماض بغيض والتحرير صوب استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بل ويمضي بخطوات متسارعة للوصول اليها في أقصر مدة زمنية خاصة أن الشعب يلتف حول قيادته الشرعية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي متكامل الأركان وقد نجح في التعاطي مع المجتمع الدولي الذي ابدى تفهما لقضية الجنوب ونجحت الدبلوماسية الجنوبية المكثفة للانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم عبدالعزيز الزبيدي الذي ابدى حنكة فريدة وجميع أعضاء قيادة الانتقالي ولعل زياراته الأوروبية الأخيرة التي استهلها بلندن وذلك الترحيب في القبة البريطانية للعموم البريطاني  ثم روسيا واعترافهم بأن الانتقالي يمثل حاملا حقيقيا للجنوب ذلك بحد ذاته نصر كبير مؤزر يفتخر به كل جنوبي .

بعد انطواء اربع سنوات من عاصفة الحزم يكون امل الجنوبيين قد اتسع اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد هذه التطورات الإيجابية التي شهدها الجنوب على الصعيد الديبلوماسي والسياسي رغم التآمرات الداخلية والخارجية وخاصة بعد أن طردت قطر من التحالف العربي التي تعرت امام الملأ بأنها تمضي عكس الأهداف التي جاء من أجلها هذا التحالف ناهيك عن تآمراتها على الجنوب واستمرارها وبشكل كبير في دعم التنظيمات الإرهابية .

ان الهزيمة النكراء التي مني بها الاخوانجيون وقطر على وجه الخصوص دفعت الدوحة الى اتخاذ أساليب أخرى تمثلت بخطاب اعلامي خبيث لكنه يتقزم أمام الإرادة الفولاذية لشعب الجنوب وأصبح الخطاب الإعلامي القطري لعبا على المكشوف إذ تستخدم وسيلتها الإعلامية المتمثلة بقناة الجزيرة لبث سمومها لكن كل تلك المحاولات قد باءت بالفشل الذريع فلم يعد ينفعها خطابها الإعلامي المسموم ولا أساليب الدجل والتشوية التي تتلون وتتنوع فيها ، ويكفي أنها قد طردت شر طردة من قبل قوات التحالف خاصة بعد دعمها وتمويلها لقنوات تهاجم دول التحالف أكثر مما تهاجم الحوثيين، مثل قناة الإخوان “سهيل” التي تبث من تركيا، وقناة “بلقيس” وصاحبتها الإخوانية توكل كرمان، والتي تتكفل قطر علانية بجميع رواتب إعلامييها ونشاطاتهم ومؤتمراتهم، التي تعمل لصالح قطر والإخوان في اليمن.

مراقبون سياسيون كانوا قد أكدوا مرارا وتكرارا أن قطر عملت منذ انطلاق عاصفة الحزم على استكمال توفير الدعم لتلك التنظيمات على مختلف المستويات، عبر الشخصيات والمؤسسات التي تؤويها الدوحة على أراضيها وعبر وسطاء محليين، وفق المراقبين.

ولعبت قطر دور الوسيط في سنوات ما قبل عاصفة الحزم للإفراج عن عدد من الرهائن الغربيين الذين كانت تحتجزهم القاعدة، مقابل فدية مادية طائلة، إذ أشارت تقارير أممية رسمية إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن جمع في عام واحد أكثر من 23 مليون دولار، كان الجزء الأكبر منها من قطر.

على الجانب الآخر نلاحظ أن الإخوان تتناغم خطواتهم العدائية للجنوب مع الحوثيين فهم مثلا وكما أكد مراقبون سياسيون بسياستهم تخلوا عن المواجهة المباشرة مع الحوثيين كما يتعاونون مع أعوان المخلوع صالح الذي ظل متحالفا مع الحوثيين ويتفقون معا على الجنوب ، فالجنوبيون قد أدركوا هذه الحقيقة في وقت مبكر ولم تعد تنطلي عليهم الالاعيب السياسية الممقوتة التي تعج في داخلها بالأحقاد على شعب الجنوب.

يحق لكل جنوبي أن يفتخر بانجازات الشعب وما سطره مناضلوه وشهداؤه من ملاحم بطولية من أجل تطهير الوطن كمرحلة أولى والتي تليها مرحلة النضال لاستعادة دولته التي أصبحت اليوم قاب قوسين أو أدنى ، ولا ينسى الجنوبيون أيضا ذلك الدعم السخي الذي قدمه التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية وذلك العطاء الزاخر لدولة الامارات نصرة للقضية الجنوبية ودعما للشعب الذي لن يألو جهدا في مبادلة الامارات الوفاء بالوفاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى