إهمال كورنيش كود النمر يخدم من؟

كتب / أحمد راشد الصبيحي :

(صدفة ويا محلى الصدف، لما لمحتك من قريب على طريق البريقة) هكذا كان يتغنى الشعراء والفنانون بالبريقة لجمال سواحلها التي تبهر الزائر من أول نظرة وأول زيارة، وكذا طيبة أهلها، فهم عنوان للكرم والنخوة والشهامة.

إن الحديث عن البريقة ذو شجون، ولكن اليوم نتحدث فقط على كورنيش كود النمر، فلو وجد ساحل مثل ساحل كود النمر في أي بلد غير بلدنا سوف يكون جوهرة تجذب السياحة والاستثمار فيها، وفي عهد اليمن الجنوبي كان ساحل كود النمر يجد اهتمامًا من قبل الدولة، ويحظى  بإعجاب مسؤولي الدولة بمن فيهم الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم  الجنوب، كان   كورنيش كود النمر في البريقة هو المكان الملائم والمفضل للنزهة والسياحة لما فيه من النقاوة والصفاء والرمال الناعمة.

وعندما نقارن كورنيش كود النمر بغيره من سواحل  عدن سنجد أنه يفتقد لكثير من الخدمات الأساسية التي توجد في سواحل عدن، ومثال ذلك الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية التي تضيء وتجعل  الساحل أكثر أمانا وجمالا للمرتادين،  وخاصة العائلات التي تخرج لتقضي وقت الراحة من عناء وهموم وضنك العيش التي أفرزتها الحرب، فصار الكورنيش المتنفس الوحيد لقضاء وقت الراحة، وعندما توجد الإنارة على الكورنيش ذات الأضواء المتنوعة تظهر المكان بمظهر حضاري جميل ورائع يجذب كل زائر يأتي  للنزهة، وغياب الإنارة يشكل الخوف وعدم الأمان للعائلات.

كما أن الحمامات العامة  تفتقد للنظافة والاهتمام  برغم أن الدخول إليها غير مجاني وتدفع مائة ريال وعند دخولها تشعر باكتئاب نفسي واختناق من الرائحة الكريهة للحمامات وتشكل مصدر إزعاج لكل من يدخلها تشم الرائحة من مسافة أمتار، لماذا لا يتم تنظيفها بالمطهرات المخصصة لتبدو الحمامات لائقة للاستخدام عندما يرتادها الزوار؟!

والأمر الثالث الذي يزعج الأسر والعائلات المرتادة أن بعض الشباب المخزنيين ومنهم أكبر سنًا تراهم متكئين على حجارة يمضغون القات، وهذا منظر مقزز وغير حضاري، ثم تراهم يحدقون بأعينهم على اليسار واليمين تجاه الأسر التي تذهب للراحة لتستمتع بالجو الجميل تأتي من منازلها لتتنفس من كتم الحمى على أنفاسهم، لكن للأسف تجد المخزنين في الكورنيش يعكرون مزاج كل أسرة بسبب نظراتهم وسلوكهم في مضايقة الأسر المرتادة للكورنيش.

كما أن هناك انزعاج كبير من أهالي المديرية لِما يشاهدوا  من إهمال السلطة المحلية الذي أوصل الكورنيش لهذا المستوى، فهل يعلم مدير مديرية البريقة إلى ما وصل إليه الكورنيش؟

وأهمية الإنارة على الساحل مثل غيره من سواحل عدن، وكذا الاهتمام بالحمامات وتنظيفها وتخصيص عمال نظافة لها للحفاظ على نظافتها باستمرار، ومنع هؤلاء الذين يمضغون القات ويشكلون مصدر إزعاج للأسر التي تأتي للكورنيش لقضاء بعض الوقت للراحة.

وفي الأخير نضع سؤالًا: إهمال كورنيش كود النمر يخدم من؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى