حقائق مدونة في صفحات التاريخ الجنوبي

كتب/ مسعود أحمد زين

تلعب الحسابات الإقليمية لكثير من القيادات السياسية المستقرة في الخارج الدور الأساسي في تحديد مواقفها السياسية المعلنة تجاه مسارات القضية الجنوبية وان كان ذلك عكس الرغبة الذاتية لتلك القيادات.
1) هذا الاعتبار الموضوعي هو المتحكم بالمواقف اكثر من اي اعتبار شخصي لهؤلاء او اي حجج لسد الأعذار ولن يتغير الا بتغيير واضح في لعبة التحالفات الإقليمية.
2) وعليه يجب التعامل بواقعية مع نتائج الحوار المأمول للجنة الانتقالي بالخارج مع تلك القيادات ( بهدف تشكيل جبهة جنوبية عريضة من الجميع مع احتفاظ كل طرف بكيانه التنظيمي وليس مسألة تدجين هولا تحت معطف الانتقالي)، يجب التعامل بواقعية دون تحميل لجنة الحوار فوق طاقتها برفع سقف النتائج.
3) لماذا الاختلاف مع الانتقالي حتى قبل بدء الحوار مع ان كثير من تلك القيادات ذهبت للحوار مع المحتل في صنعاء دون أي شروط مسبقة وتحت إشراف السفير البريطاني خطوة بخطوة كراعي اجنبي واضح لهم؟
4) السبب ليس خلاف وطني حول القضية الجنوبية ، بل صراع واضح على من يمثل الشرعية السياسية لتمثيل الجنوب ،
إذ يعتقد بعض من حكم الجنوب قبل الوحدة واستقر بالخارج لأسباب مختلفة انهم الأجدر في أن يكونوا الممثل التاريخي للجنوب في اي ترتيبات ممكنة للحل السياسي الشامل مع الاخوة في العربية اليمنية ،
كما يعتبر كثير من رموز جنوبيي الشرعية انهم الطرف الأجدر بهذا التمثيل باعتبارهم شركاء بالحكم مع صنعاء منذ حرب ٩٤م
5) هذان الطرفان ينظران الي الانتقالي او اي فصيل حراكي اخر لا يخضع لقيادتهم المباشرة كمنافس غير مرغوب في مقاسمتهم التمثيل للجنوب ،. ومن اجل ذلك يجتهدوا في صياغة الحجج لتبرير مواقفهم.
6) تقول الوقائع المشهودة والتاريخ ان من يقف خلف العمل السياسي المضاد للمجلس الانتقالي من ما يسمى فخريا بالقيادات التاريخية انهم كانوا شركاء اصلا في صراعات الجنوب الدامية التي قتلت كل ذي ثمرة ناضجة من الكوادر والقيادات بمراحل مختلفة على مدار عقدين ونيف والتي كانت السبب التراكمي الأساسي في فشل استمرار الدولة بالجنوب واعسرها ما حصل في يناير ٨٦ وان قرار الوحدة الخاطئ لم يكن الا نتيجة لتلك الأسباب.
وتقول الحقائق والتاريخ كذلك ان من مثل الجنوب في دولة الوحدة بعد حرب ٩٤ كان فاشلا بدرجة امتياز في فرض الندية بدولة الوحدة مع الاخوة بالجمهورية اليمنية ، ليس ذلك فقط ، بل كانوا شركاء اصلا في تفكيك كل مؤسسات الدولة القائمة بالجنوب مقابل فتات بعض منها وترك الامر كله غنيمة لرموز صنعاء العسكرية والقبلية والحكومية.
7) هذه الحقائق مدونة في صفحات التاريخ الجنوبي ولايستطيع انكارها من شارك فيها من الطرفين ( من حكم قبل الوحدة او من حكم بعدها من تلك القيادات الجنوبية) ، فعلام استمرار الصراع للاحتفاظ بكرت تمثيل الشرعية السياسية للجنوب؟
ما هو رصيدكم السياسي تجاه هذا الوطن؟
8) يراهن الكثير على المجلس الانتقالي في أن يكون ممثل للشرعية السياسية الجنوبية بالتحالف مع بقية الاطراف السياسية التي اعلنت بوضوح انها مع خيار استعادة دولة الجنوب المستقلة ،
9) ولن يكون الانتقالي ممثلا حصريا ، ولم يدعي ذلك في ادبياته او خطابه السياسي، بل يسعى من خلال الحوار لتشكيل جبهة عريضة يجمعها هدف وطني واضح مع احترام الخصوصية التنظيمية لكل طرف مشارك فيها ،
وسوف ينجح هذا الهدف رغم التقاطعات الإقليمية الواضحة والمؤثرة على مواقف بعض من يعارض الانتقالي خوفا من ضياع مستقبل سياسي شخصي وليس حرصا على قضية وطنية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى