الشباب وصعوبات الزواج

كتب / اللواء/ علي حسن زكي:

ارتفعت في الآونة الأخيرة تكاليف الزواج بصورة مذهلة بسبب ارتفاع الدولار والأسعار بما فيها أسعار معدات وأدوات وأثاث المسكن ومتطلبات الزواج، وكذا مغالاة ومباهاة ومفاخرة الأُسر، كُل أسرة تُريد أن يكون زواج ابنها أو ابنتها أفضل من الآخرين تجنباً للعتب! إذ يقع على الشاب الذي يُريد الزواج وعلى والديه توفير مبلغ عشرة مليون ريال تقريباً لمواجهة تكاليف الزواج ومتطلباته منذُ الخطوبة حتى الزفاف، وبمثله على البنت التي ترغب بالزواج وعلى والديها توفير مبلغ خمسة مليون ريال تقريباً لمواجهة تكاليف الزواج ومتطلباته منذُ الخطوبة حتى الزفاف أيضاً، اما إذا أراد الشاب بناء مسكن فحدّث ولا حرج!

وهي مبالغ خيالية بكل المقاييس وبالنظر لظروفهم الاجتماعية والمعيشية الصعبة لقد نشأت بفعل وضع هكذا مصاعب ومعاناة حقيقية تقف في طريق زواج الشباب ومستقبلهم، لكل ذلك حان الوقت أن يتقي الآباء والأُسر اللَّه في أنفسهم وفلذات أكبادهم، الزواج سُنة اللَّه في خلقه، قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).

لا مناسبة للمغالاة والمباهاة والمفاخرة، وأن ينهض المجتمع وفي المقدمة رجال الإعلام والصحافة والثقافة والدين بواجبهم الديني والإنساني تجاه هذه المشكلة الاجتماعية لارتباطها بحياة ومستقبل الأبناء، وأن يؤدي من بأيديهم أمور البلاد والعباد أمانة المسؤولية ويعملوا على معالجة ارتفاع سعر الدولار والأسعار ويعيدوا للعملة المحلية قيمتها الشرائية وإيداع عائدات النفط والغاز والميناء والأسماك والضرائب والمنح والمساعدات الخارجية وغيرها من العائدات والإيرادات الأُخرى إلى البنك المركزي، وصرف رواتب القيادات العُليا بالعملة المحلية ووقف عبث الفساد وستكون الأمور بصورة عامة وبإذن اللَّه تعالى بخير.

لقد بلغ السيل الزُبى وبلغت الأنفُس الحناجر، فهل من مُجيب؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى