التلوث النفطي في سواحل العاصمة عدن وضررة على البيئة

تقرير/أ.عنتر الشعيبي

ان التلوث النفطي في سواحل العاصمة عدن ينذر بكارثة بيئية تهدد الحياة البحرية.
وكان التلوث النفطي قبالة سواحل البريقة في العاصمة عدن ناتج غرق سفينة مخصصة لنقل الوقود، مما أدى إلى تسرب حمولتها من زيوت ومواد بترولية،مما أدى إلى تسرب حمولتها من زيوت ومواد بترولية، تسببت في تلوث مناطق واسعة من البريقة حتى محمية الحسوة على بعد كيلومترات شرقاً.
واكدت بعض المصادر ان ناقلة النفط “ديا” متهالكة، ضلت راسية في ساحل البريقة منذ سنوات، وتعود ملكيتها لشركة “عبر البحار”، التابعة لرجل الأعمال أحمد العيسى.
ويعد التلوث بالنفط من اخطر الكوارث على الإنسان والبيئة لما تحتوي الملوثات النفطية من عناصر ومركبات سامة وملوثة ومنها الديوكسين وعناصر ثقيلة وزيوت ومركبات عضوية غير متطايرة.
وتعتبر الحياة البحرية مورداً ضخماً للحياة حيث توفر الأغذية والأدوية والمواد الخام. وبشكل أساسي فإن الحياة البحرية تساعد على تحديد طبيعة كوكبنا. كما تساهم الكائنات الحية البحرية مساهمة كبيرة في دورة الأكسجين، وتشارك في تنظيم مناخ الأرض. والشواطئ هي جزئيا محمية من الحياة البحرية حتى ان بعض الكائنات البحرية تساعد على تجديد دورة الأرض.
تأثير التلوث النفطي على الكائنات الحية البحرية
يؤدي تلوث البحار والمحيطات بالنفط إلى مجموعة كوارث حقيقية في غاية الخطورة فمنها مايمكن ملاحظته وحصره والسيطرة عليه منذ بداية التلوث وخلال عدة أيام وإلى شهور ومنها لايمكن حصره والسيطرة عليه لأن أثاره الخطيرة لا تظهر إلا بعد عدة سنوات ولايمكننا السيطرة عليها .
يتوزع ضرر التلوث بالنفط على كافة أشكال الحياة ” الإنسان والكائنات الحية البحرية والبرية والطيور والنباتات” و يؤدي بالنهاية إلى موت وإنقراض الملايين من الكائنات الحية البحرية ومن كافة الأجناس والأنواع والأحجام وإلى تعطل أغلب الخدمات الملاحية وإلى تدمير السياحة من خلال تلويثه المياه و الشواطئ وإلى إلحاق الضرر بمحطات تحلية المياه ووصول بعض المواد الكيميائية الناتجة من النفط إلى مياه الشرب وإلى إنخفاض كبير في إنتاجية صيد الأسماك ، كما يدمر الأيكات النباتية وعلى رأسها غابات المانجروف بالإضافة إلى إلحاق الضرر بألاف الأنواع من الطيور حيث يؤدي النفط إلى قتل الطيور من خلال قتله الأحياء البحرية كاليرقات التي يعتمد عليها في غذاؤه وأيضا من جراء تلوث الطيور ذاتها بالنفط عند قيامها بصيد تلك اليرقات.
بالإضافة إلى تأثيرات أكثر خبثاً وهي الوصول إلى غذاء الإنسان, حيث تتجمّع وتخزن مركبات النفط في الكائنات الحية البحرية من أسماك وغيرها من الأصداف والقشريات والروبيان .. وتصلنا نحن البشر عبر سلسلة الغذاء عندما يأكلها الإنسان. كما أن المركبات النفطية الخطيرة و الأكثر ثباتاً تنتقل إلى الإنسان أيضاً عن طريق السلسلة الغذائية.
تأثير التلوث النفطي على الثروة السمكية و صيد الأسماك :
يؤدي تلوث البحار والمحيطات بالنفط إلى إلحاق الضرر بكافة الكائنات الحية البحريه دون إستثناء ” الحياة المجهرية والنباتات والطحالب واللافقاريات البحرية والأسماك والزواحف والثدييات البحرية والشعاب المرجانية وطيور البحر” والتي تعيش بكافة الأعماق من ( القاعية او التي تعيش قرب القاع أو التي تعيش قرب السطح ) وينتج عن ذلك خسارة فادحة بكافة هذه الكائنات وبالثروة السمكية لمنطقة التلوث والمناطق المجاورة لها وإلى إنخفاض كبير جدا في إنتاجية صيد الأسماك الذي تعد مصدر زرق ألاف من السكان نظراً لعدة أسباب:
1- نفوق كميات هائلة من الأسماك وبكافة الأنواع والأعمار نتيجة التسمم أو الإختناق بالنفط.
2- نفوق بيض ويرقات العديد من الأسماك التي تعيش في مناطق قريبة من سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منه.
3- عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفا من أخطار إستهلاكهم للأسماك الملوثة.
4- توقف الصيادين عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم.

أثار التلوث النفطي على سطح المياه
إن انتشار النفط على سطح الماء يشكل طبقة تمنع التبادل الغازي كما تمنع وصول الضوء الكافي للأحياء النباتية مما يسبب خلل في السلسلة الغذائية. وهذا يؤدي إلى انخفاض حاد في المخزون السمكي.
تأثير التلوث النفطي على العوالق والطحالب والهائمات النباتية البحرية
إن مجموعة “الطحالب والهائمات البحرية والكائنات النباتية الدقيقة من العوالق النباتية ” تمد الارض بالجزء الأكبر من الاكسجين الذي نتنفسه اذ تطلق مايزيد عن 150 مليار كيلوجرام من الاكسجين سنويا.وتشكل المصدر الأساسي للسلسلة الغذائية لكافة الكائنات الحية في البحار والمحيطات كما تعتبر هذه المجموعة من أهم المنتجين الاساسيين على وجه الأرض.
بعض تأثيرات التلوث النفطي على العوالق والطحالب والهائمات النباتية البحرية.
1- تعتبر الطحالب والكائنات وحيدة الخلية والهائمات النباتية مصادرغذائية هامة غنية بالأحماض الأمينية والدهنية سهلة الامتصاص لكافة أنواع الأسماك بشكل عام ويرقاتها بشكل خاص وبفقدها تفقد الأسماك الغذاء مما يؤدي إلى ضعفها وموتها في أغلب الأحيان.
2- تعتبر الهائمات النباتية المسؤول الأول عن تثبيت الطاقة وإنتاج الأوكسجين في البيئة البحرية بوساطة عملية التركيب الضوئي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى