تقرير خاص | الحكومة اليمنية تعيق تنفيذ اتفاق الرياض

عدن24 | خاص

لازالت الحكومة اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإرهابي تعرقل اتفاق الرياض حتى اللحظة، وتدفع بتعزيزاتها نحو أبين وشقرة، في حين لم تقم بصرف الرواتب كما هي أولى بنود الاتفاق، وفشلت في الاتفاق مع ندّها في الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي في تعيين المحافظين وتشكيل حكومة جديدة بدلا عنها.

ولحرف مسار الأحداث تعللت حكومة الشرعية اليمنية بأن الانتقالي هو من يعرقل اتفاق الرياض برفضه تسليم السلاح الثقيل، وهو ما ينفيه التحالف العربي، حيث انفتح الانتقالي الجنوبي على كل ما من شأنه إنجاح الاتفاق وتوصيله لبر الأمان.

أبواق الإخوان تؤلب الرأي العام

حاول أبواق قطر وتركيا تأليب الرأي العام الجنوبي ضد المجلس الانتقالي في أعقاب الانتهاكات المتتالية لاتفاق الرياض، وتلعب تلك القنوات والصحف على وتر أن المجلس يصمت أمام خروقات الشرعية للاتفاق، ومحاولة الإيهام بأنه لن يستطيع الدفاع عن الأراضي الجنوبية، وهي ممارسات اعتاد الجنوب عليها من تلك الأبواق التي تسعى لتحقيق خطط إخوانية لإفشال اتفاق الرياض.

في حين أن التزام المجلس الانتقالي بالاتفاق يحمل جملة من الأهداف السياسية التي يأتي على رأسها تفويت الفرصة على محور الشر (القطري الإيراني التركي) لتجاوز اتفاق الرياض، والعودة إلى أوضاع ما قبل التوقيع عليه، إذ أن تلك الرغبة تضمن بقاء الشرعية بهيئتها الحالية، وتسمح بانفلات الأوضاع الأمنية في الجنوب مرة أخرى.

بالإضافة إلى أن المجلس الانتقالي يدرك جيداً أن إقدامه على خرق الاتفاق من جانبه سيعطي تبريرات مجانية للشرعية والتي تبحث عن أي ثغرة للتأكيد على عدم مسؤوليتها عما يجري حالياً من أحداث، وكذلك فإن التجاوب مع ممارسات الشرعية يصعّب من مهمة التحالف العربي في تنفيذ الاتفاق على الأرض ويمنع تضييق الخناق على الشرعية.

وإلى جانب الأهداف السياسية فإن هناك أسبابًا أخلاقية بالنسبة لأبناء الجنوب، والذين يلتزمون بالعهود والمواثيق التي وقّعوا عليها طالما أن شك ولو قليل في أن الطرف الأخر قد يلتزم مرة أخرى بالاتفاق، وهو جانب أخلاقي يقوي من علاقة المجلس بالتحالف العربي.

الرئيس يؤكد ضرورة إنجاح الاتفاق

ولعل ذلك ما دفع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي، يوم السبت الماضي، لتوجيه أعضاء الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بالعاصمة عدن بضرورة تعزيز العمل لإنجاح اتفاق الرياض.

وترأس الرئيس الزُبيدي اجتماعاً للهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن، وشدد على أن اتفاق الرياض هو المفتاح واللبنة الأولى لإنجاز الهدف الأسمى لشعب الجنوب المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، داعياً إلى مزيد من العمل الميداني وتلمس احتياجات أبناء العاصمة والعمل على توفيرها وفق ما هو متاح من إمكانيات.

ونوه إلى وقوف قيادة المجلس الانتقالي مع القيادة المحلية في العاصمة، ودعمها بما يمكنها من أداء مهامها لخدمة أبناء العاصمة الذين عانوا أكثر من غيرهم في جميع المجالات.

فيما قدم أعضاء الهيئة التنفيذية للرئيس الزُبيدي شرحًا مفصلًا عن البرامج والأنشطة التي نفذتها الهيئة خلال الفترة الماضية لتطبيع الحياة في العاصمة.

وتبدي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالمجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق؛ إدراكًا منها لأهمية هذه الخطوة على صعيد ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترِق لحكومة الشرعية.

ومن جانبه جدد المجلس، الأسبوع الماضي، التزامه بتنفيذ اتفاق الرياض الموقّع مع حكومة الشرعية وفقًا لآلياته المحددة، لكن ذلك جاء بالتوازي مع استعدادات عسكرية لمواجهة خروقات الشرعية، حيث استقبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عددًا من قيادات الألوية العسكرية على رأسهم قادة اللواءين 11 صاعقة، وتدخل سريع المتمركزين بمحافظة أبين.

ناشطون: الشرعية تعيق الاتفاق

عبالقادر أبو الليم قال: “إن نقض وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن يناير 1994م بحضور الملك الحسين بن طلال – رحمة الله عليه – وعدد كبير من وفود وزراء خارجية الدول العربية. واليوم نفس منظومة 7/7  وعصابتها وعلى رأسهم حزب الإصلاح الإرهابي ناقض عهد الأمس، هم أيضاً ناقضو عهد اليوم”.

د. صدام عبدالله، الأكاديمي الجنوبي، قال: “منذ دعوة المملكة للحوار ومليشيات الإخوان المسيطرة على الشرعية تحاول جاهدة إعاقة التوصل إلى أي اتفاق، وبعد الاتفاق بثت إشاعات تحريضية ضد التحالف وحرّكت  قواها المخترقة للشرعية بعدم تنفيذ أي بند بشكل كامل والانتقائية في التنفيذ رغم تزمين البنود، بهدف إفشاله”.

العميد خالد النسي قال: “عناصر حزب الإصلاح القادمه من مأرب لم تنسحب من أبين وشبوة ولم يتم صرف المرتبات أو تغيير الحكومة أو تعيين محافظ ومدير أمن لعدن، وعندما تسمع وسائل إعلام الشرعية والإخوان يقولون (الانتقالي يعرقل اتفاق الرياض) وهذا ليس مفاجئًا منهم لأنهم عنواناً للكذب”.

الأكاديمي الجنوبي د. حسين لقور قال: “من يعملون ليل نهار على إعاقة تنفيذ إتفاق الرياض سيدفعون ثمنًا غاليا لعملهم هذا”.

مشيرا بأنه لا يمكن لاتفاق الرياض الذي رعته السعودية – قائدة التحالف العربي – أن يُترك لعبث العابثين.

وأضاف: “إن لم يفهم المعيقون هذا الأمر وإلا هناك من سيلقنهم درسا في احترام العهود والمواثيق”.

الخبير والمحلل العسكري خلفان الكعبي قال: “أتفهم أن اتفاق السويد بين الشرعية والمتمردين أن الحوثة عملوا على عدم تنفيذه وهذا كان متوقعا”.

وأضاف: “اتفاق الرياض تم برعاية المملكه – حفظها الله – بين الشرعية والانتقالي لتوحيد الجهود ضد الحوثة وحقنًا للدماء ولتحرير محافظات الشمال”

وأضاف متسائلا: “ما هدف من يسعى لعرقلة تنفيذ الاتفاق؟”

الناشط مالك اليافعي قال: “الشرعية عائق أمام كل شيء يصب بمصلحة المواطن، فلولا شرعية المنفى كان انتهى الحوثي، فهم من يسهلون له البقاء والاستمرار، الشرعية هدفها النهب، وعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض خير شاهد، همهم ثروات وجمع الأموال وليس هدفهم إسقاط الحوثي، فإذا ذهب الحوثي ذهبت مصالحهم”.

وأضاف: “حاولت الشرعية إعاقة تنفيذ اتفاق الرياض لأنها وجدت من الحرب على الحوثي طريقة استرزاق ونهب دول التحالف، بينما تتجاهل أي اتفاق أو خطوات تسارع في القضاء على الحوثي، فهم شركاء بالنهب وجمع الثروة”.

عبدالصمد باوزير قال: “حزب الإصلاح الإخواني الذي يتستر بعباءة الحكومة اليمنية يستهدف إفشال اتفاق الرياض دبلوماسياً وعسكرياً بإطلاق رصاصة الغدر والخيانة على جهود المملكة العربية السعودية لمنع تطبيق وتنفيذ اتفاق الرياض”.

الإعلامي حسين القملي قال: “اتبع نظام الشرعية المخترق من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي في تعامله مع اتفاق الرياض بمقولة (اكذب ثم اكذب ثم اكذب، حتى يصدقك الناس) وعلى الرغم من الخروقات المتواصلة من المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية إلا إنه يدّعي التزامه ببنود الاتفاق”.

عضو الجمعية الوطنية الشيخ جمال بن عطاف قال: “الشرعية تعيق اتفاق الرياض، والحل عند قيادة المملكة.. رواتب الناس غير قابلة لمغامرة وزير الداخلية!”.

وأضاف: “شبوة وأبين لا يمكن أن تظل مفتوحة للجماعات الإخوانية بساحل  للدعم والتهربب، فجبهات الضالع والجنود لا يمكن أن يظلوا بدون دعم إلى ما لانهاية!”.

وأكد بن عطاف أن تجاوز الفترة الزمنية يسيء للاتفاق ويفشله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى