اخشى أن يقول لنا قيادات اليوم ماقالوه أولياء الأمس للفلاح المسكين

كتب: حسين بن دينيش القعيطي

كان الكثير من الناس في قديم الزمان يصدقون الشائعات التي يطلقها المتكسبون من ورى حكايات الاولياء وهم القائمين على اضرحة وقبب الاولياء وهم من يأخذ النذورات التي ينذرها الناس
وقد تختلف مسمياتهم من منطقه الى اخرى الا ان مهمتهم واحده وهي ترويج الاشاعات للاولياء من اجل الارتزاق بأسم النذر

والنذورات كثيره ومتنوعه منها الفلوس والمواشي ومن ثمار الارض ،،فمن الفلاحين من جعل جزء من ارضه وقف للاولياء
وكان في يقولوا في احد الامثال
(القبقبه للولي والفيد للقيوم )
وهذا ليس موضوعنا بل هي مقدمه بسيطه لما سنتحدث عنه وتعريف سريع للمسميات والمهمات المنوطه بالقائمين على اضرحة من قالوا عنهم اولياء الله الصالحين وكل ما نريده هو تذكيركم بقصة الفلاح المسكين الذي كان يأتيه كل اسبوع قيوم فيسأله هل عليك نذر؟ او تريد ان تنذر؟؟
فيقول الفلاح نعم سانذر لاني سمعت ان الجراد قادمه الينا فيقول له هات ما انذرته واذا جائت الجراد قول ياولي الله اصرف عنا الجراد و اجلس في بيتك وانت مطمأن فيصدقه الفلاح..
وحين جائت الجراد كان الفلاح واخوانه جالسين في بيتهم فقال احدهم لاخوانه هيا بنا نحمي الزرع من الجراد لكن اخوهم الاكبر منعهم من الخروج بحجة انه قد انذر واعطاء ما نذره للقوامه وهم سيوصلونه للاولياء والاولياء سيحمون الزرع من الجراد
وقال لاخوانه ماعلينا الا ان نردد الصرخه اقصد الهتافات باسماء الاولياء وان يقول كل واحد منا ياولي الله الفلاني اصرف عنا الجراد ثم نعود نتفكر بكراماتهم الخارقه وبركاتهم
وكانت الجراد قد حطت بارضهم واكلت الاخضر واليابس ولم تترك لهم شي من الزرع واراد الفلاح ان يرى فقط كمية الجراد التي ستمر فوق ارضهم مرور الكرام فا ندهش من هول ماشاهد امامه في ارضهم التي كانت خضراء واصبحت جرداء لم يتبقى فيها الا التراب فتعجب !!وقال في نفسه لو ان الجراد حطت في ارضنا لاكلت شي وتركة شي اما ان تاكل كل شي فهذا لا يمكن وقد حوطناها بثلاثه اولياء!!!
وفي تلك اللحظه تحركت الخرافات المعششه براسه و التي تقول ان الاولياء قادرين على حجب الزرع عن عيون الجراد وثقته بهم كبيره
وقرر ان يروح الى اماكن القوامه ليشكرهم ويخبرهم ان الاولياء اضهروا كرامات فاقة الخيال فذهب اليهم فوجدهم كلهم في بيت احدهم واخبرهم بما شاهده من المعجزات وطلب منهم ان يستعجلوا برفع الحجب عن الزرع كي لا يتأثر في الظل لان الجراد فقد رحلت ولا داعي للخوف منها..
فشعروا انهم قد وقعوا في مشكله وخافوا ان يكون الفلاح قد فقد عقله بعد ان اكلت الجراد ارضه فجائهم لينتقم منهم وقالوا لبعضهم علينا ان نخرج للتشاور في ما بيننا للبحث عن حيله جديده نقنع بها هذا الفلاح

فقالوا للفلاح سنعود اليك بالخبر اليقين بعد ان نسأل الاولياء عن موضوعك فخرجوا ومن خلال النقاش الذي دار بينهم قالوا مادام اعطى لكل واحد مننا نذر وهو يعرف ان كل واحد منا تابع لولي مؤكد انه بايهتف باسماء الثلاثه الاولياء وهذا ما سوف نتخذه ذريعه ونرجع الحجه عليه ليعفينا من المسؤليه
فعادوا الى الفلاح واخبروه بان الزرع غير محجوب بل اكلته الجراد بالفعل
والسبب انه لم يهتف بولي واحد بل هتف باسماء الثلاثه الاولياء وكل منهم اعتمد على الآخر فاستغلت الجراد الفرصه واكلت الزرع ،،،
فصدم الفلاح المسكين وخاب أمله ثم عاد الى اخوانه وهو يصرخ باعلاء صوته اصبحنا واصبح الزرع في خبر كان
اذا كثروا الاولياء حصل الخذلان
انا الغلطان انا الغلطان
فرددوا اخوانه ما سمعوه من اخوهم ضناً منهم ان الاولياء اطلقوا شعاراً جديد
وهكذا تستمر الحكايه الى مالا نهايه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى