حيثيات ومؤشرات التغيير في سياسات التعامل الدولي مع الملف اليمني

بقلم: العميد الركن ثابت حسين صالح

يشهد التعامل الدولي مع الملف اليمني تغيرات كبيرة في استراتيجات العمل والسياسات المتبعة وإدارتها.
ظل المجتمع الدولي يتعامل مع الملف اليمني بجمود في إطار دبلوماسي لم يفض إلا لمزيد من الأزمات وتعطيل كل مسارات وسبل الحسم حربا أو سلما.
وكشفت وسائل اعلام غربية عن توجيه الامانة العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي رسالة الى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وضعتهم أمام خطورة الوضع في اليمن وان الأمر بات يشكل قلقا كبيرا لدى الامم المتحدة خاصة بعد تجاوز كل من الحكومة اليمنية والحوثيين كثيرا من شروط وقواعد إدارة الحرب والأزمات.
وحثت رسالة الامم المتحدة على ضرورة عمل حلول تنهي الأزمة الانسانية وتوقف شراسة الحرب والتدهور الكبير في الاوضاع الأمنية والاقتصادية ولو تطلب الأمر ان تقوم الامم المتحدة بدور فعال في إدارة الموارد في البلد خاصة مع تقارير وتحقيقات كشفت عن إهدار فاسدين إيرادات الدولة وعدم حصول الموظفين على مرتباتهم بشكل مستمر مما يفاقم الوضع المعيشي ويسرع من ضرب المجاعة لملايين اليمنيين.
حراك دولي مكثف يجري على مستوى صناع القرار الدولي بمعية ممثلين عن دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية لبحث مخارج الازمة والحرب المزمنتين في اليمن بعد ان تلاشى دور الحكومة اليمنية واضحت عاجزة عن النهوض وتحول الأمل بلعب دور ايجابي سياسي تجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي المرتبطة بإيران الى دور سلبي يعرض مناطق حررها التحالف العربي والمقاومة الجنوبية للخطر والفوضى والارهاب.
الفشل في تطبيق ( اتفاق السويد ) الذي يشمل ( تبادل الاسرى واعادة الانتشار بالحديدة وملف تعز ) كان سبباً في تغيير الاستراتيجية الدولية في التعامل مع الوضع اليمني وتعقيداته. حيث بات من الضروري عزل المناطق الأكثر حساسية واهمية استراتيجية في اليمن عن جماعة الحوثي المرتبطة بإيران لمنع ايران من استخدام أي مناطق باليمن للضغط على المجتمع الدولي بشأن خلافات ( الاتفاق النووي ) او تحقيقها أي مكاسب في هذا الجانب .
اجتماعات سرية عقدت في أكثر من دولة برعاية بريطانية لمناقشة وضع اليمن شمالا وجنوبا وأفضت كل الاجتماعات بإيكال الأمر الى الرباعية الدولية المكونة من ( الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – السعودية – الامارات ) بالاضافة الى منح روسيا ممثل في الاجتماعات الضرورية بالرباعية. الرباعية الدولية بحسب وكالات ووسائل اعلام دولية وضعت خارطة طريق جديدة أمام المجتمع الدولي وتم تزويد الأمم المتحدة بها وتفضي لإتباع استراتيجية فكفكة الأزمة اليمنية ومعالجتها بطرق جديدة تتوائم وقضايا البلد السياسية الرئيسية ومصالح دول المنطقة بالاعتماد على ضرورة إحداث تغيير باليمن يتوائم ونتائج واقعية أفرزتها الحرب وغيرت الخارطة السياسية في البلد تغييرا كليا.
من أجل ذلك، أرسلت عدة وفود أمنية وسياسية رفيعة الى اليمن لتقييم الواقع تحت اسماء مختلفة كان آخرها لجنة بحثية أمريكية برئاسة السفير السابق فاير ستاين زارت عدن لتقييم آخر نتائج التقارير التي رفعتها الوفود السابقة بشأن تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة في اليمن.
وفي خارطتها التي لم تعلن حتى الان ولا تزال قيد السرية والتداول لدى أصحاب القرار ، إعتمدت الرباعية الدولية على ثلاثة أسس رئيسية لتحقيق الحل السياسي في اليمن وهي : ( 1- أن السلام لن يتحقق إلا بالغاء اي شروط مسبقة -2- تجزئة الحلول ومناقشة كل قضية على حدة – 3- الاعتماد على نتائج القوة على الأرض للتعامل مع الاطراف اليمنية ).
ما المقصود ب شروط “مسبقة” و “تجزئة الحلول” وغيرها من النقاط الثلاث؟
يتبع إن شاء الله في منشور لاحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى