تقرير خاص | الجنوب يفضح حقد الإخوان و مراجيح الشرعية

  • بح الصوت الجنوبي وهو ينادي دول التحالف أن هادي والإخوان المسلمين بالتعاون مع قطر وتركيا يعملون ليلاً ونهاراً من أجل استنزافكم فلا تصدقوهم
  • التفاف الشعب الجنوبي حول المجلس الانتقالي جعل الرئيس اليمني هادي والإخوان والحوثيين وبعض الدول الإقليمية كعمان وقطر يستميتون بضرورة تفريخ مكونات جنوبية أخرى لوأد المجلس وهيهات هيهات أن يحدث ذلك
  • بن عطية : إعلاميون ونشطاء مدعومون من جلال هادي ابن الرئيس أصبحوا رأس حربة في التحريض ضد المجلس الانتقالي والتحالف العربي خدمة لقطر وتركيا وإيران
  • سعيد عبدالله : الإخونج يكذبون على الشمال بوعود اليمن الاتحادي، بينما يتركون للحوثي التمدد والتمكن والتشرعن في مناطق الشمال المخدر بوعود قادمون يا صنعاء، وبالمقابل هم من يشعلون الحرائق ويبثون الفتن في شوارع عدن
  • البيض : يحاولون التقليل من أي فعل سياسي جنوبي .. لا قلق من ذلك .. لكن الكل يعلم كيف كنا في ٢٠٠٧ و كيف أصبحنا في ٢٠١٩ .. هم قلقون ماذا سنفعل في السنوات القادمة.. أسهمنا في تصاعد و أسهمهم في نزول
  • بن عطاف : متى تقتنع المملكة العربية السعودية أن الإخوان المتحكمين في الشرعية اليمنية يعملون على تمكين الحوثي وأنهم يتآمرون عليها بأموالها لتمكين خصومها في المنطقة ؟!

 

 

 

عدن24 | المحلل السياسي

تتغير المشاهد والأحداث في الجنوب بوتيرة متسارعة ومع ذلك التغيير تبقى القيم الصادقة والمبادئ هي الأساس في تعميق تلك العلاقة بين الشعب الجنوبي وقيادته التي اختارها وفوضها بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي الذي وعد فأوفى بإيصال معاناة الشعب الجنوبي إلى العالم ، وتحرك يمنة ويسرة في سبيل تحقيق تطلعات شعبه باستعادة دولته الجنوبية على حدود ما قبل 22 / 5 / 1990م .

وفي الاتجاه الآخر تتوارى قيادات الشرعية خلف فضائحها التي أزكمت الأنوف وأصبح المواطن لا يثق فيها البتة واتجه ليناضل مع قيادة المجلس الانتقالي لتحقيق الحلم المشروع باستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة .

أما الرئيس عبدربه منصور هادي فغاب عن المشهد معتقدا أن لعبة القط والفار هي اللعبة السائدة في حلبة اليوم واتخذ منهج الوحدة مع أعداء الأمة حزب الإصلاح الإخونجي الذين لازالوا يدسون له المكائد المبطنة للانقضاض عليه في الوقت المناسب .

مواضيع متعددة تثار بين الفينة والأخرى والحقيقة واحدة “الاستقلال حق مشروع للجنوبيين بعد وحدة مقيتة أثبتت فشلها ولم يعد أي جنوبي يراها حلا” .

وقد بدأت مبشرات النصر الكبير المؤزر للجنوبيين بفتح العالم أبوابه للسماع عن نضال شعب جنوبي قدم الكثير وعانى من نظام الشمال الاقصائي المتطرف .

وفي هذا غرد السياسي الجنوبي/عمرو البيض بالقول : يحاولون التقليل من أي فعل سياسي جنوبي .. لا قلق من ذلك .. لكن الكل يعلم كيف كنا في ٢٠٠٧ و كيف أصبحنا في ٢٠١٩ .. هم قلقون ماذا سنفعل في السنوات القادمة. أسهمنا في تصاعد و أسهمهم في نزول.

ولولا جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ونضالات الشعب الجنوبي وتخندقهم مع اشقائهم بخندق واحد لكان الوضع أسوأ مما هو عليه غير أن بعض التعثرات تحدث هنا او هناك ويجب ان تعي دول التحالف خطورة المرحلة ، وفي هذا الصدد يتساءل الكاتب والسياسي الجنوبي /جمال بن عطاف ” متى تقتنع المملكة العربية السعودية أن الإخوان المتحكمين في الشرعية اليمنية يعملون على تمكين الحوثي وأنهم يتآمرون عليها بأموالها لتمكين خصومها في المنطقة ؟!

كما أنفقت الشرعية اليمنية أموال التحالف في الحملات الإعلامية المغرضة للتقليل من أهمية القضية الجنوبية وإيلائها مكانتها المستحقة حيث يشير الإعلامي الجنوبي وضاح بن عطية أن إعلاميين ونشطاء مدعومون من جلال هادي ابن الرئيس أصبحوا رأس حربة في التحريض ضد المجلس الانتقالي والتحالف العربي يثيرون الفوضى وينفذون أجندات قطر والإخوان المسلمين بشكل واضح وهذا أمر خطير لأن عاصفة الحزم قامت من أجل استقرار المنطقة ومن ينشر الفوضى ستقتلعه العاصفة مهما كان موقعه .

وفي الشمال اليمني لم تستطع مايسمى بالمقاومة والجيش الوطني تحقيق أي انتصار يذكر سوى الحرص على التصوير في الجبهات والتغريد بـ(قادمون ياصنعاء) وقد اثبت ذلك ماحدث مؤخرا في حجور بحجة اليمنية .

ويقول الكاتب والسياسي الجنوبي /سعيد عبدالله إن الرسالة المهمة التي يجب أن يلتقطها أبناء الشمال من التقاء لحظة خذلان حجور وانكسارها مع لحظة سعي هادي وحلفائه الدينيين والمصلحيين لتفجير الانقسامات والصراعات في الجنوب المحرر من الحوثيين.. الرسالة هي أن يستفيقوا من المخدر الوحدوي الذي يحقن به هادي والإخوان المسلمون الشمال، ووعي الناس فيه ليسلموهم للحوثيين الإماميين، كما فعلوا منذ 2011م إلى تاريخ يومنا هذا. هؤلاء ليسوا وحدويين وليسوا انفصاليين ولا مع الشمال ولا مع الجنوب لديهم مشروع خاص. يكذبون على الشمال بوعود اليمن الاتحادي، بينما يتركون للحوثي التمدد والتمكن والتشرعن في مناطق الشمال المخدر بوعود قادمون يا صنعاء، بينما هم يشعلون الحرائق ويبثون الفتن في شوارع عدن. أبسط تفكير سيقول إن من يؤمن باليمن الاتحادي سيوجه جهوده نحو الشمال اليمني لتخليصه وإقامة المشروع الاتحادي. طيلة هذه السنوات لم تقم هذه الشرعية بأي جهد لجمع أبناء الشمال على هدف واحد ومشروع واحد، بل إنها تصاب بنوبات جنون أمام كل جهد لجمع الشمال على كلمة واحدة ضد حكم المتأله الكذاب. يقولون لأبناء الشمال إن مشكلتكم في عدن والجنوب لا في حكم الإمام عبدالملك بدر الدين الحوثي وجماعته العرقية الإلهية التي تحكم بالأساطير والخرافة في القرن الواحد والعشرين. نقول لأبناء الشمال احذروا من خطر هذا المخدر عليكم أما الجنوب فقد قطع شوطاً مهماً في الوعي والمصادمة مع هذا الفراغ والفوضى والفساد والانقسام الذي يسمى هادي والإخوان وشركاؤهم.

ولعبت المصالح والايديولوجيات السياسية للإخونج دورا بارزا في السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية خاصة أنها تقوم على استخدام الدين لتحقيق بعض الأغراض الرخيصة .

ومن المهم هنا أن نشير تاريخيا إلى ان الايديولوجيا تلعب الدور الاساسي في التنظيمات السياسية في العالم الا ان انفصام الايديولوجيات الإسلامية عن اصول الإسلام نفسه اوصل المجتمع الإسلامي إلى شروخ كبيرة في وحدته ومبادئه فكانت هذه الايديولوجيات التي انتجها الاستعمار الغربي بعد خروجه من الاراضي العربية بشكل عام وبشكل او بآخر فإن تعدد وقيام الحزبية بصبغة إسلامية اضرت المسار الاجتماعي الإسلامي سواء في الداخل او الخارج اكثر مما افادت البيئة المحيطة به ويرجع ذلك لعدة اسباب السبب الاول ان المجتمع اليمني كونه احد المجتمعات العربي الاكثر تاثيرا بحركة الإخوان المسلمين في العالم العربي والاسباب الاخرى تتعلق بالارتباط الخارجي اصلا منذ نشأة الإخوان في اليمن ومن ثم تحول إلى حزب سياسي يسعى إلى السلطة والمال وغيره يعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح ذي الخلفية الإخوانية من اكبر الأحزاب السياسية في اليمن وهو يقع ضمن ما سمي في الغرب اصطلاحا بحركات الإسلام السياسي، فالحزب يعتبر بأنه صاحب ايديولوجيا عقائدية مرتبطة بفكر الإخوان المسلمين في مصر القائم على افكار المؤسس الفعلي للجماعة حسن البنا الا ان مزيداً من التعمق والدراسة عن قرب لحزب التجمع اليمني للإصلاح من الناحية التطبيقية يلاحظ اختلاف فكره وعضويته وادائه وبرامجه عن غيره من حركات وأحزاب الإخوان المسلمين في كل من مصر والاردن وفلسطين .

و يتكون حزب التجمع اليمني للاصلاح والذي انشئ في 13 سبتمبر 1990م من ثلاثة روافد مهمة ومؤثرة، الأول هو الرافد الديني المتمثل في معظم التيارات الإسلامية ويستخدمه في جانب التنشئة والتجنيد السياسي في استقطاب الافراد والانضمام إلى الحزب كما يستخدم صناعة رجال الدين وشيوخ للحزب والحركة في بث وشحذ الهمم وتجميع اكبر قدر من الانصار والثاني هو القبيلة، متمثلة في انضمام بعض رموز القبائل ووجهائها لحزب الإصلاح، من أمثال الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر الذي صار رئيسا للحزب، ورئيسا لمجلس النواب، وهو شيخ شيوخ قبيلة حاشد وخلفه من بعده ابنه الشيخ صادق الاحمر بالإضافة إلى عدد من شيوخ قبائل مارب وارحب وصنعاء وعمران وذمار وتعز واب والبيضاء. ولما اجتمع للحزب الخطاب الدعوي الديني المؤثر مع السلطة والوجاهة القبلية، كان لابد أن يكون هناك رافد ثالث للحزب، هو رافد التمويل الاقتصادي، وتم ذلك بضم عدد من كبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال للحزب. ونرى هنا أن حركة الإخوان حاولت أن تتجنب ما سقط فيه غيرها من الجماعات والتيارات الإسلامية الأخرى التي افتقدت رافد التمويل الذاتي الذي جعلها أسيرة لوجهات ورؤى خارجية عجلت بضعفها، ومن ثم فقدانها للتفاعل مع البيئة والمشهد اليمني المختلف عن غيره في البلدان المجاورة، وسلبها كذلك القدرة على أخذ قراراتها الفارقة من داخلها دون فرض آراء ووجهات نظر خارجية نجاحات حزب الإصلاح وإخفاقاته لكن حزب التجمع واجه معوقات عدة، منها طبيعة الشعب اليمني وتقاليده التي لم تجد حركة الإخوان أو حزب التجمع بسببها جديداً يقدمانه في هذا الشأن اضافة إلى اعتقاد جل الشعب اليمني بان التلبس بالدين لأجل السياسة اكثر كرها في مبادئ المجتمع اليمني .وكذلك، لم يستطع حزب الإصلاح تجنب الصدام مع مكونات الشعب الفكرية، سواء في المناطق الشمالية، حيث الوجود الزيدي، أو في المناطق الجنوبية حيث الوجود السلفي او في المناطق الشرقية حيث الوجود الصوفي لنفس سبب المتمثل بان الاصل في مبدأ حزب الاصلاح في التدين هو السياسة اصلا.

ومن الملاحظ ان حزب الاصلاح تضارب في سياسته وتحالفاته حتى مع الشركاء له في الحياة السياسية تحدده مصلحة الحزب العليا السياسية ومع ان حزب الاصلاح ظل يحكم بنفس الاشخاص ونفس الطراز وبنفس الطبقية وهذا ما جعله اكثر جموداً واكثر تنقلاً من مكان إلى آخر بحسب المصلحة وبنفس القيادة والسياسة ومع حدوث أول عملية فرز فعلي داخل التجمع بعد حرب صيف 1994، بدأ الحزب في تخليص نفسه ممن يخالف آراءه واتجاهاته السياسية والحزبية، فشارك حزب الإصلاح في تحالف مع المؤتمر الشعبي العام في حرب 1994م ضد الحزب الاشتراكي اليمني، ودخل معه في حكومة ائتلافية، للإطاحة بالحزب الاشتراكي من المشهد السياسي اليمني، ثم حدث الانشقاق بين الحليفين، وذلك بعدما كسبت السلطة معركتها مع الحزب الاشتراكي، فخرج حزب الإصلاح من الائتلاف في عام 1997م، وانضم إلى صفوف المعارضة، وتحالف مع خصوم الأمس القريب، الحزب الاشتراكي اليمني، وحزب الحق “ذي العقيدة الزيدية”، والحزب الناصري، وحزب البعث. حيث انضم الحزب لتكتل أحزاب اللقاء المشترك عام 2003م ، رغم وجود اضطرابات في العلاقة مع هذه الأحزاب. ومع وجود خلافات كبيرة مع هذه الأحزاب، كان من الطبيعي أن يكون تحالفه معها صورياً، وبالتالي لم يضف جديداً على الساحة السياسة اليمنية، ولم يمنعه هذا التحالف من إبرام الصفقات السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح.

 

موقف الحزب من أحداث 2011م

وشارك أعضاء من حزب الإصلاح في الاحتجاجات في العديد من المدن كصنعاء، وتعز، وعدن، وغيرها، ولكن ظهرت أزمة ثقة بين الثوار والقيادات القبلية والعسكرية التي أعلنت تأييدها للاحتجاجات، خاصة تلك المرتبطة بحزب الإصلاح. فقد رأى فريق من الثوار أن قيادات حزب الإصلاح لا تريد نصرة الشباب قدر ما تسعى لمكاسب سياسية جديدة. وزاد مؤيدو حزب الإصلاح من نفوذهم داخل مخيمات الاعتصام، وظهر الشيخ عبد المجيد الزنداني في ساحات الاعتصام معلنا قيام “دولة إسلامية”، وردد أعضاء حزب الإصلاح هتافات غير التي رددها الشباب المستقلون، فقالوا: “لا حوثية ولا إيران ثورتنا ثورة إخوان”، في حين كان شعار الشباب المستقل “لا حزبية ولا أحزاب.. رافضين أن يستحوذ حزب أو جماعة على ثمرة تحققت بدماء الشعب اليمني الحر، متهمين حزب التجمع للإصلاح بالتردد، وأنه يمثل الماضي بكل سلبياته. فحزب الإصلاح تعامل مع الثورة بشيء من التردد بين إسقاط النظام كليا، أو التخلي عن علي عبد الله صالح وإسقاطه وحده، ففضل الحزب الاختيار الثاني، وهو إسقاط علي عبد الله صالح وحده، مع الإبقاء على بعض أجهزة ومؤسسات الدولة التي يبسط الحزب نفوذها عليها، وهذا ما اعترض عليه بشدة الشباب المستقل. وبالتالي قبِل ان يشكل حكومة وزارية مناصفة مع حزب الموتمر الشعبي الذي نادى بإسقاطه.

 

علاقة الحزب بالحركة الحوثية

لم تكن هناك مشكلة كبيرة بين جماعة الإخوان بوجه عام والثورة الإيرانية، بل على العكس كان هناك إعجاب وتأييد للثورة الإيرانية، ثم لحزب الله، ذراع إيران في لبنان.

وفي 28 نوفمبر، 2014م، اتخذ حزب التجمع للإصلاح خطوة فاجأت البعض، حيث قام وفد رفيع المستوى من الحزب بلقاء عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد التنظيم الحوثي في صعدة، من أجل طي صفحة الماضي، وإعادة بناء الثقة من جديد، وإجراء محادثات سرية فسرها البعض بأنها لعبة سياسية جديدة لحزب الإصلاح، لتحقيق مصالحه. فيما رأى البعض الآخر أنها خطوة اضطرارية بسبب تنامي قوة الحوثيين، فضلا عن الوضع الإقليمي الصعب لتنظيمات الإخوان المسلمين، ومن ضمنها حزب الإصلاح، الأمر الذي جعل من الهدنة مع الحوثيين أمرا واجبا وقتيا وكأنها فترة “استراحة محارب”، على حد زعمهم.

غير أن الحوثي لم يُمكّن حزب التجمع للإصلاح من الاستفادة من تلك الهدنة المؤقتة، بل قام باقتحام مراكز الحزب في كل مكان سيطر عليه، وقتل العديد من أعضائه وشبابه، واعتقل البعض، وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.

 

موقف الحزب من التحالف العربي وعاصفة الحزم

لم تجد قيادة الاصلاح في اليمن بداً من ان تلتحق بالتحالف العربي فمع بداية هجمات “عاصفة الحزم”، كان متوقعا أن يشارك حزب التجمع بكل قوته في نصرة الشرعية المدعومة عسكريا من دول عربية. لكن التردد كان السمة الأساسية لحزب التجمع. فبعد صمت دام أكثر من أسبوع، لم يؤيد خلالها، أو يرفض عاصفة الحزم، نطق بتأييده لها، ولكن بدون مشاركة فعلية في الحرب الدائرة رحاها في اليمن، رغم البيان القوي الذي أصدرته أمانته العامة، وجاء فيه أن “تعنت الحوثيين وانقلابهم على الحوار، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي المنتخب وأعضاء حكومة الوفاق، وتعطيل مؤسسات الدولة الرسمية، واجتياح المناطق، دفع الرئيس هادي إلى البحث عن دعم ومساندة، تعيد الحياة إلى مسارها الصحيح”. “وعبر البيان عن الأمل في أن تعيد هذه العملية (عاصفة الحزم) الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح، وإخراج البلاد من الأزمة التي تسبب بها الحوثيون وحلفاؤهم، الذين يتحملون كامل المسئولية عن كافة النتائج المترتبة على هذه العملية”.

ولكن هذا الكلام الواضح لم يقترن بفعل من أي نوع. مع تواصل المملكة العربية السعودية مع حزب التجمع، وإجراء بعض الاتصالات مع علي محسن الأحمر، بدت بوادر انفراجة للأزمة التي يعانيها الحزب ليعود من جديد للمشهد اليمني، عبر المشاركة في مواجهة التنظيم الحوثي، لكن الحزب لم يتحرك لاستثمار هذه الفرصة حتى الآن، الأمر الذي يثير سؤالا مهما، وهو: هل الاصلاح فعلا يريد القضاء على الحوثي أم استغلال السعودية في النفوذ وتصحيح سمعته الدولية خاصة ان الحزب يلعب بمكيالين فجزء من اعضاء الحزب يوالون الشرعية وفي نفس الوقت يسيرون وفق مصالح التحالف العربي بل انهم أنكروا الصلة تماما بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي وفصلوا عدداً من اعضائه ، وهناك جزء اخر من المنتمين للحزب نفسه ويوالون الشرعية ولكنهم يجاهرون العداء للسعودية والامارات ويسيرون وفق مصالح دولة قطر الداعم الرئيسي لفكر الإخوان المسلمين بل انهم يمولون منظمات حقوقية كمنظمة سام للحقوق والحريات وغيرها.. التي ترفع تقارير مسيئة للتحالف العربي إلى الأمم المتحدة تشير إلى عملية انتهاكات حقوق الانسان وجرائم حرب تقودها السعودية والامارات في اليمن بالإضافة إلى الآلة الاعلامية للحزب والتي تشرف عليها العضوة المستقيلة من الحزب توكل كرمان كقناتي بلقيس ويمن شباب المتواجدتين في تركيا لفضح ممارسات قوات التحالف العربي ووصفها بقوات احتلال وهذا انسجاما مع سياسة قناة الجزيرة التابعة لدولة قطر وخدمة للحوثيين في اليمن.

وهذا ما يفسر العقيدة البراجماتية التي يتمتع بها الحزب منذ اول تأسيسه وتوظيفه للدين في خدمه مصالحه الحزبية بل الشخصية ومن خلال السرد السابق يتضح ان حزب تجمع اليمني للإصلاح قائم على اساس المصلحة الذاتية اولا وليس على اساس العقيدة القائمة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا اختلاف جلي بينه وبين الأحزاب الإسلامية ذات التوجه الإخواني في العالم العربي فمن تحالفه مع حزب الموتمر الشعبي بداية التسعينات والقضاء على الحزب الاشتراكي وبعدها التحالف مع الحزب اللدود لانهاء حزب المؤتمر الحاكم ومن ثم ركب موجة التغيير في احداث فبراير2011م ودخوله في تحالفات حزبية مع المؤتمر وانتخابه لنائب الرئيس صالح والمنتمي لحزب المؤتمر الشعبي الذي من المفترض انه خرج لاجتثاثه ومن مداهنته لحركة الحوثي في سبيل الحصول على مكاسب سياسية لكن صدامه مع الحوثي بدأ يعيد حسابه في تأييده للتحالف العربي واستطاع حزب التجمع خداع المجتمع العربي باللعب مع الطرفين وألا يقطع الصلة نهائيا بأحد الاطراف فجزء من اعضاء الحزب ظل بالرياض ومؤيد لتوجهات التحالف العربي بينما الجزء الآخر ظل في تركيا يؤيد ويدعم السياسة القطرية وينتقد التحالف العربي، وهذا ما كانت تعمله قيادة الحزب التاريخية فقد كان الشيخ عبدالله الاحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح المعارض وفي نفس الوقت رئيس البرلمان ذي الاغلبية الحزبية المؤتمرية بل ان كوادر واعضاء التجمع رشحوا رئيس الحزب المعارض لهم حزب المؤتمر الشعبي في الانتخابات الرئاسية 1999م و2006م و2012م وهذا مالا يدع مجالاً للشك بالدور البراجماتي الذي ينتهجه حزب الاصلاح في اليمن ليحقق مآرب واهدافاً ذاتية ليس فقط لكافة اعضاء الحزب بل لكوادر او ممن يرضون عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى