تلاعب مليشيات “الإصلاح” بالجبهات العسكرية أطال أمد الحرب في شمال اليمن

عدن24 ـ متابعات

مثلما عمد إلى التلاعب بمسار العمليات العسكرية في المدخل الشرقي لصنعاء منذ ثلاثة أعوام وحرص على بقاء جزء من تعز تحت قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية، ليضمن استمرار هيمنته واختطافه للقرار السياسي والعسكري، فإن حزب الإصلاح الإخواني ذهب نحو تفجير معركة المحافظات الجنوبية بغية حرف الأنظار عن الفساد، الذي يمارسه واختطافه للقرار السياسي في البلاد وتوظيف الإرهاب.

منذ ثلاثة أعوام وعقب وصول قوات الجيش الوطني إلى منطقة فرضة نهم الهامة، وإدراك ميليشيا الحوثي بدنو انتهاء مشروعها الطائفي، واتجهت الأنظار نحو البوابة الشرقية للعاصمة المختطفة، إذ لم يعد يفصل قوات الجيش عنها سوى 40 كيلو متراً، ذهب حزب الإصلاح الذي يهيمن ويتحكم بقرار الشرعية اليمنية نحو التلاعب بهذه الجبهة لحسابات خاصة وحوّل الجبهة إلى مستنقع لاستنزاف قوات الجيش التي لا تدين باللواء له ولتخزين الأسلحة وضم الأفراد من أعضائه وأنصاره إلى قوام قوات الجيش ومنحهم رتباً وراتباً عالية دون أن يكون لهم علاقة بالعمل العسكري.

التلاعب بالجبهات

ولأن غالبية اليمنيين وخصوصاً القريبين من موقع القرار السياسي والعسكري يعرفون الأعداد الكبيرة التي ضمها حزب الإصلاح إلى قوام المناطق العسكرية الثلاث في هذه الجبهة، حيث يتولى قيادتها ويحتكر أعضاؤه قيادة وحداتها العسكرية والتحدث باسمها وغالبيتهم العظمي من خارج السلك العسكري وكل مؤهلاتهم هو الانتماء الحزبي، وعلى مدى ثلاثة أعوام أخفقت القوات في تجاوز مسافة الـ40 كيلو متراً أو أقل منها، لأن تجاوز الطريق الرئيسي الممتد من نقطة تمركز قوات الجيش في فرضة نهم إلى أسفل مرتفع «نقيل بن غيلان» سيجعل قوات الجيش تدق أبواب صنعاء وترغم ميليشيا إيران على تنفيذ قرارات مجلس الامن وإنهاء الانقلاب، وهذا ما لا تريده ميليشيا الإصلاح.

الأمر ذاته لا يختلف في جبهة سواحل محافظة حجة، حيث يقود ويستحوذ حزب الإصلاح على غالب قوام المنطقة العسكرية التي ظلت عامين غير قادرة عمداً عن تحرير مدينة ميدي التي لا تتجاوز مساحتها ثلاثة كيلو مترات، قبل أن تتدخل قوات التحالف وتطرد ميليشيا الحوثي منها، بعد أن خسر الجيش اليمني المئات من أفراده في لعبة حزب الإصلاح، في حين أن الصورة مختلقة على الجانب الآخر من الساحل، حيث تمكنت القوات المشتركة المسنودة من القوات المسلحة الإماراتية وخلال زمن قياسي من تحرير الشريط الساحلي ابتداء من ميناء المخا، ووصولاً إلى وسط مدينة الحديدة ولولا الضغوط الدولية لكانت الحديدة وموانئها قد حررت منذ أكثر من عام.

تجنيد بلا معارك

المشهد ذاته يمكن ملاحظته في محافظة تعز فرغم أن حزب الإصلاح جند أكثر من 35 ألفاً بالمحافظة ويتولى قيادة المحور عسكرياً وأعضاؤه يقودون ستة من الألوية العسكرية هناك، إلا أن الحزب يتعمد حتى اليوم خوض مواجهات أخرى مع رفاق السلاح من قوات الجيش التي تعارض الأيديولوجيا الحزبية الإخوانية تاركاً جزءاً من مدينة في قبضة الميليشيا الحوثية تفرض حصاراً خانقاً على السكان منذ أربعة أعوام، والأكثر غرابة أن عدد ميليشيا الحوثي في تعز لا تزيد على سبعة آلاف مقاتل فيما يتضخم كشف رواتب قوات الجيش الوطني بعنصر حزب الإصلاح ويقترب العدد حالياً من 40 ألف جندي.

ولأن التحالف العربي حدد هدفه بوضوح منذ انطلاقة وهو إنهاء الانقلاب، فقد أكد لكل الأطراف اليمنية أنه سيعمل من أجل هذه المهمة وأن مستقبل اليمن وخلافات مكوناته، شأن يخص اليمنيين بإمكانهم التحاور من أجله والتوافق على مستقبل وطنهم، إلا أنه مع الإقرار بحاجة اليمنيين لإصلاحات حقيقية في بنية الحكومة والجيش والأمن لاستكمال عملية التحرير، ذهب حزب الإصلاح نحو خلق معركة أخرى وإفشال كل مساعي الإصلاح لأنه يدرك جيداً أن أي إصلاحات ستؤدي بالضرورة إلى إنهاء احتكاره السيطرة على الشرعية وإصلاح ما أفسدته في أجهزتها العسكرية والأمنية والمدنية.

ـ البيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى