ترجل الفارس المقدام عن صهوة جواده…جواس أيقونة الحب والحرب


كتب / عبدالله الظبي
ترجل الفارس المقدام والمقاتل الشجاع ترجل الأسد الضرغام الذي يزأر فلا تكاد ترى للأعداء منقذ، ترجل القائد الإنسان الذي لطالما كان لاسمه صداه في طرق الخير وطرائقه، ومن منا لا يعرفك أيها المناضل الغيور والوطني الجسور والمجاهد الصبور، رحلت من بين أوساطنا على حين غرة وأي رحيل ذلك أدمى قلوبنا جرحاً يكاد لا يندمل ونزيف دماً، سمو الرحيل وعظيم الموقف أبا سامح رحيل الهدوء وسط صخب الترهات وادعاء النضالات والتباهي بالانتصارات، رحل الفذ ولم ترحل عنا مكارمه ودماثة أخلاقه وحسن تعاملاته رحل البطل الأسطوري صباح اليوم في شهر التوبة والفضائل، كان معنا وبالقرب منا واليوم يرحل عنا دون سابق انذار برحيله الأبدي وحزننا الأزلي إلى رحمة الله فقد اختاره الرحمن في أفضل الأشهر وأقربها إليه ليكون بجواره، لقد كان اليوم صعباً بالنسبة لي فقلبي تفطر تماماً بين جوانحي، أبا سامح أنا بين الخيبة والريبة بين الحزن والأسى الذي تملكني واحكم سيطرته علي معلناً حزناً سرمدياً بلغ جله ومنتهاه، ماذا عساني اكتب لأصف فاجعة رحيلك جواس الإنسانية والعطاء، لقد فقدت أبين والجنوب اليوم هامة وطنية فذة عملاقة كان الجميع يعلق عليها آماله في قيادة دفة السفينة الأبينية وايصالها إلى بر الأمان ومرسى الأطمئنان.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره انتقل اليوم قائدنا وزعيمنا المُلهم وقبس الهدى الذي نقتفي به الأثر ونلتمس به الطرق فقيد الوطن العميد ركن محمد جواس الحسني، ذلك الأسطوري الأبيني قائد ومهندس معركة اجتثاث الإرهاب، صاحب الصولات والجولات الذي تعرفه صحاري ووديان الشيخ سالم والطرية ووادي سلا والساحل الغربي، القائد الذي يعرفه الصغير قبل الكبير في محافظة أبين، كم كان رحيلك فاجعة حلت على قلبي كالصاعقة صعقتني فشلت جسدي عن التفكير والتدبير وأبسط فريسة الحيرة، لم أتوقف عن البكاء منذ الصباح، سوف أفتقد تلك الرسائل التي أجدها منك كل يوم وأنت تسأل عني، أكتب لأرثيك وأدمعي تفيض لتملأ أعيني فلا أكاد أرى ما تنسجه أناملي في وصف هول الرحيل.
يا أبين اليوم غادر فارسك حامي عرينك أسطورة ميادينك وهازم أعادينك، عليك ولمثلك فلتبكي البواكي ويُندب حظها، مرحوم يا من بعد رحيله رحمة مرحوم يا منهج وسيرة وتاريخ..
#وداعاًجواسالحب_والحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى