تقرير خاص| هروب الحكومة إلى حضرموت .. هل تدفع “الانتقالي” إلى تشكيل حكومة ذاتية..؟

عدن24 | تقرير خاص

يمثل اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية في عاصمتها الرياض في الخامس من نوفمبر من العام 2019م بصيص أمل للخروج من الوضع الحالي، وضع اللا سلم اللا حرب.

وكان قد تمخض عن الاتفاق العديد من البنود، منها تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال، وهو البند الذي تم تنفيذه من الاتفاق حتى الان، فيما يسيطر الخلاف على بنود الاتفاق الأخرى.

ولكن بعد عامين من الاتفاق إلا أن هناك الكثير من العراقيل والصعوبات التي قد تهدد بفشل الاتفاق، ولعل من أهم هذه العراقيل، هو تعدد اللاعبين والاجنحة والأهداف في الشرعية، حيث يلعب كل فريق لأهداف الخاصة، مما شكل للملكة العربية السعودية معضلة كبيرة في تنفيذ وانجاح الاتفاق.

يعد جناح الإخوان المسلمون، هو الجناح الأبرز والمسيطر على قرار الشرعية ورئاستها، حيث يتحكم بمفاصل القرار فيها، وبحسب مراقبين فأن هذا الجناح والذي يحمل أهداف وأجندات معادية لدول التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية يعمل وبكل الأساليب على إفشال الاتفاق خدمة لدول وجهات عربية واقليمية.

بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فأن اتفاق الرياض وبحسب تصريحات مسؤوليه وبياناته يمثل ممرا آمنا للخروج من الوضع الحاصل الذي تعيشه البلاد.

هروب الحكومة إلى حضرموت
منذ أكثر من شهر مازال اغلب أعضاء حكومة المناصفة، المنبثقة عن اتفاق الرياض، يمارسون أعمالهم من محافظة حضرموت باستثناء الوزراء المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين مازالوا في العاصمة عدن.

لجوء الحكومة إلى حضرموت وهروبها من العاصمة عدن، وصفه المجلس الانتقالي بأنه يعد تصعيدا جديدا بغية افشال اتفاق الرياض وتنصل الحكومة عن مواجهة استحقاقاتها والقيام بواجباتها تجاه المواطين.

ووجه الرئيس عيدرس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في كلمة له بمناسبة ذكرى فك الارتباط 21 مايو، عدة رسائل، منها بخص الحكوخة وواجباتها، حيث حملها مسئولية التنصل عن ما اتفق عليه بشأن توفير الخدمات وتشغيل محطة الحسوة2 ومحطة بترومسيله ” أن الالتزامات التي كان أبرزها إدخال محطة بترومسيلة ومحطة الحسوة 2 إلى الخدمة قبل شهر مارس 2021م، لم تنفذ، بل استمرت عملية التعطيل والتأجيل غير المبرر، وإننا في المجلس الانتقالي الجنوبي وإزاء معاناة شعبنا، نؤكد بأننا لن نكون بعيدين عن ملامسة هموم المواطنين، وتقديم الخدمات العامة، وتأمين الاحتياجات الأساسية، وستكون لدينا مجموعة من الخيارات والاجراءات الإدارية اللازمة لمعالجة أوضاع الخدمات، بما في ذلك إعادة النظر كلياً في مصادر الطاقة.”
ووصف الزبيدي أن مايعانيه الجنوب اليوم جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي المتعمد “ما هو إلا امتداد لممارسات قوى الاحتلال الساعية لتحطيم معنويات الجنوبيين، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وفي مقدمة ذلك قيامهم بتعطيل الخدمات العامة، وقد عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء هذا الملف أولوية من خلال مشاركتنا في حكومة المناصفة، وحرصنا أن يكون ملف الكهرباء والمياه في مقدمة المشاريع الخدمية التي كان يجب أن تقدمها الحكومة فور وصولها إلى العاصمة عدن.”

هل يشكل الانتقالي حكومة ذاتية
من الخيارات المطروحة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل عدم عودة الحكومة إلى العاصمة عدن، وفق كثير من الخبراء هو الاقدام على تشكيل حكومة ذاتية لإدارة الجنوب.

يرجح الخبراء المهتمون بالشأن الجنوب خيار تشكيل حكومة جنوبية وفقا لعدة عوامل، ولعل أبرزها التحركات الأخيرة لقيادة الانتقالي والقيادات العسكرية والاستعداد القتالي للقوات المسلحة الجنوبية.
وكان الرئيس الزبيدي قد ترأس يوم السبت الماضي اجتماعًا موسعًا بالقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية.
وشدد الزبيدي على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ورفع درجة الاستعداد القتالي، منوهًا بأهمية المرحلة التي يمرّ بها الجنوب وقضيته العادلة.
ودعا خلال اللقاء كافة أبناء الشعب الجنوبي إلى التعاون مع منتسبي القوات المسلحة الجنوبية لتسهيل عملية تأمين العاصمة عدن خاصة، ومحافظات الجنوب عامة، كما تم خلال اللقاء تقييم مستوى الجاهزية العسكرية والأمنية للوحدات والمحاور القتالية للقوات المسلحة الجنوبية، ومدى استعدادها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار الجنوب، وكل المحاولات الساعية إلى النيل من قضية شعب الجنوب، وحقه في استعادة دولته الحرة كاملة السيادة على كامل ترابه الوطني.

وشدد الزبيدي على ضرورة رفع اليقظة الأمنية والقتالية العاليتين لدى كافة الوحدات والمحاور القتالية للقوات المسلحة الجنوبية لمواجهة أي تحديات في الفترة القادمة.
كما زارت قيادة المجلس وقيادات سياسية وعسكرية مواقع القوات المسلحة الجنوبية في الجبهات وفي في معسكراتها خلال أيام العيد بتوجيهات مباشرة من الرئيس الزبيدي.

رئيس شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو هيئة الرئاسة، الدكتور ناصر الخبجي، أشار أثناء تفقد جاهزية القوات المسلحة الجنوبية في ردفان إلى ماوصفها بالمفاجآت، حيث أكد “هناك مفاجآت قادمة سيشهدها الجنوب سياسياً وعسكرياً، سوف تتوج بالنصر إن شاء الله”

مراقبون يرون أن هذه التحركات هي إشارة لما قد يقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة القادمة، وفيها قد يقلب الطاولة على الجميع، في حال رفضت الحكومة العودة إلى العاصمة عدن للقيام بواجباتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى