تقرير| ارتفاع اسعار ملابس العيد يعكّر فرحة المواطنين في العاصمة عدن

عدن24| خاص

بعد أيام قليلة سيأتي عيد الفطر المبارك، في ظل هذه الأوضاع التي يتجرعها المواطنون مع ارتفاع الاسعار في كل شيء، وعلى وجه الخصوص ارتفاع سعر الملابس الجنوني الذي أصبح معه المواطن عاجز عن شراء كسوة لأطفاله وأسرته.

إذ تشهد أسواق العاصمة عدن موجة من الغلاء وارتفاع أسعار الملابس هذا العام، حيث باتت الفرحة بقدوم عيد الفطر منقوصة بالنسبة لكثير من المواطنين ذوي الدخل المحدود، بعدما أفسدتها الظروف الاقتصادية، في ظل غياب الرقابة على التجار، وهم يبررون ذلك بتراجع سعر تداول العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي والريال السعودي.

        أريد الجزمة يا ماما

تحت هذا العنوان كتب الصحفي عبد الله جاحب قصة حدثت معه في أحد باصات النقل الخاص فقال: “مر علي موقف اليوم في أحد باصات ” الأجرة ” ، تمنيت إلا أكون أحد شهود عيان عليه ، ونعلت ” فضولي ” كثيراً الذي وضعني في موقف ” مؤلم” ، لم يبارح ذاكرتي ماحيت”.

واضاف: “كفرت بوطن فقد أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم للمواطن ، وانتزع من الأطفال الإبتسامة والفرحة حتى في مناسبات ” الأعياد الدينية ” .

واستطرد: “لن أسرد كثيراً من المفردات اللغوية ، لأن الموقف كان بحد ذاته خير ” مقالة ” تختزل واقع ” مؤجع ” تعيشة الأسرة البسيطة المتواضعة في العاصمة عدن ،التي تعتمد على ” مرتب ” شهري ضئيل جداً لايسمن ولايغني من جوع ، والأمر من ذلك بكثير بأنه يعيش الاحتظار جرى وباء وجائحة الإنقطاع المستمر”.

وقال في مقالته: “الحكاية والرؤية التي كتبت فصولها صراخ طفلة لا تتجاوز عمارها ” 8″ سنوات في باص الأجرة من كريتر عدن إلى خورمكسر ، وكنت ” أنا ” أحد الركاب فيه ، وأمها التي تبلغ من العمر ” عتياً ” ، الطفلة كانت تبكي ” بشدة ” وحرقة وألم ، وآلام تحاول اساكت الطفلة بكل الوسائل حتى لا تشد انتبة من في ” الباص ” ، فكانت الأم تارة ” تضرب ” الطفلة وتارة أخرى تضغط عليها إلى أحضانها حتى لا يرتفع صوتها ، وأنا أرقب ” الموقف ” ، لأني كنت بالمقعد المجاور لهم ، المهم ظل الحال عليه بين صراخ وبكاء الطفلة التي تقول لأمها ” أريد الحزمة يا ماما ” ، أرجوك أريدها أريدها”.

واضاف: “شدني الفضول و حاولت استدراج ” الأم ” الكبيرة في السن بالحديث، و الذي يظهر على جسدها المغطى بالاعباءة تعب وإرهاق وضغوطات حياتية كبيرة وهائلة جدآ ، قلت للأم : مال الطفلة يا أمي هل هي مريضة … هل تعاني من شيء ؟ .. قالت الأم ” لا ” يا ولدي ولكنها تريد ” جزمة ” رأتها في السوق ، ولم أتمكن من شراءها … قلت لها ولماذا ؟
قالت دع ” السرارير ” لله يا ولدي ، وأترك ” الحال ” له وربك كريم وبتصلح الأمور بمشيئة الله تعالى .

واختتم: “شدني الفضول مجدداً ، بالتكرار على الأم بالأسئلة ، وإعادة سؤال .. ولماذا لم تشتري ” الحذاء ” يا أمي هل ثمنها غالي لهذي الدرجة .. قالت يا ولدي لدي ” 6″ بنات و ” 2 ” من الأولاد ، وابوهم متقاعد ومقعد في البيت وكبير في السن ، ونعيش على الراتب الشهري .. قالت الذي كان ” شهري ” وانتة تعرف الآن وضع وأوضاع البلاد والعباد ، و 6 بنات و 2 أولاد ، ولا يمكن أن يتوفر لهم كل المتطلبات اللازمة لملابس ” العيد ” ويجب أن نسقط ” اشياء ” كثيرة ، ونحذف بعض منهم من كسوة ” العيد ” ، ولا نستطيع أن تكسي الكل ، والحياة تمشي يا ولدي”.

      استغلال مواسم الاعياد

علق الإعلامي ياسر اليافعي على ارتفاع سعر ملابس العيد في ظل الظروف التي يمر بها المواطنين، فقال: “ليس كورونا وحدها من تقتل الناس، غلاء الأسعار يقتل الناس ايضاً، الارتفاع في الأسعار غير طبيعي ولا منطقي ولا يتناسب حتى مع تغيرات سعر الصرف”.

واضاف: “منذ اشهر وسعر الصرف يتراوح بين 235 للسعودي و 880 للدولار، ايش تغير حتى ترتفع الاسعار بهذا الشكل بما فيها اسعار المنتجات المحلية مثل الدجاج البلدي واللحوم واسعار الملابس”.

واستطرد متهكماً: “استغلال التجار لموسم العيد ورفع اسعار الملابس بشكل كبير جداً الواحد يحتاج علاقي فلوس على شان يلبس اولاده، وصلت البدلة العادية الى اكثر من 20 الف ريال يمني حق طفل لا يتجاوز سنتين. وتخرج السوق وبجيبك مائة الف ريال ترجع بثلاثة علاقيات شبه فاضية”.

واختتم: “إلى وين رايحين بالناس في هذه البلد، وكيف يعيش اصحاب الدخل المحدود والرواتب التي لا تدفع بانتظام”.

وفي ذات السياق تقول أم عبد الله: «أقل سعر لبدلة طفل رضيع باتت تتجاوز الـ10 ألاف ريال، بعدما كانت لا تتجاوز الـ4 ألاف ريال”.

واضافت: “هذا شيء لا يعقل، كما ان الناس بلا رواتب، ويالله اننا دبرنا مصاريف رمضان بصعوبة، واللي عنده أكثر من طفل أيش يعمل،؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى