دعوة العرادة

كتب: خالد سلمان

  • ما الذي يجعل الشيخ العرادة محافظ مأرب، يدعو كل شباب اليمن إلى التطوع ، للدفاع عن مأرب؟
    الواقع الدعوة في مثل هذه اللحظة الفارقة، تميط اللثام عن الوضع العسكري في مأرب ، وان صد الهجوم الحوثي وفك الحصار من حول مدينتها، لم يعد بمقدور أبناء مأرب على الرغم من كل بطولاتهم ، إنجازه وحدهم ، وان الجيش الذي قوامه نصف مليون واكثر ، جيش بقياداته الفاسدة المتخمة غير المؤهلة ، لا يعول عليه في الدفاع عن محافظة ،هي عقدة شريان وخطوط اتصال الجغرافيا اليمنية ، صوب محافظات أُخرى هي مركز الثروات.
  • دعوة العرادة إذا نحينا جانباً العاطفة، والانحيازيات السياسية والجهوية، والتمنيات الخرقاء والبطولات الدعية ، هي إعلان خذلان رسمي يصل حد الصدمة ، وان الكماشة الحوثية تضيق اكثر فأكثر ، وان من يحارب في مأرب هم ابناءها ،في ظل وضع مشوب بالفساد المؤسسي، وغياب ابجديات الحرب الحديثة ،عن قاموس جيش شرعي ، لم يحقق طوال سنوات سبع سوى سلسلة من الخيبات والهزائم، جيش مخترق بتجار السلاح وخطباء المساجد ، وبصاصي ومخبري الحوثي، وخلاياه النشطة في اعلى مستويات القيادة، استهداف جميع القيادات وآخرهم وزير الدفاع، نموذجاً على حجم الاختراقات الأمنية المهولة، وازدواجية مواقف كبار الضباط بين الولاء للوطن ،والولاء للمذهب وكرسي الزيدية من ذمار إلى مران.
  • دعوة العرادة لفتح أبواب التطوع للشباب ،دفاعاً عن مأرب ، هي شهادة وفاة رسمية لجيش الأرقام الوهمية ،ونهب الميزانيات والسلاح ، جيش هو الغائب الأكبر عن استحقاقات المعركة.
  • من نفير تعز الذي انتهي بسرقة رواتب صغار الموظفين ، إلى الدعوة لتحشيد الشباب المدني دفاعاً عن مأرب ، تبقى النتيجة واحدة:
    لا انتصار ما لم يتم تفكيك هذا الجيش العقائدي الديني ، وإعادة بناءه مرة ثانية، على قاعدة إعادة التأهيل إثناء المعركة، والكف عن مضغ الشعارات حول استعادة صنعاء، فيما آخر معاقل الشرعية شمالاً في مأرب ،تقاوم السقوط.
    من يعطل استحقاقات التحرير، ويحارب إلى صف الانقلاب ، هو الجيش الشرعي بفساد وعدم آهلية كبار قياداته ، لا الحوثي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى