لن يعقد في عدن

عدن 24/المحرر السياسي

في الوقت الذي تناقلت فيه أنباء منذ أيام استعداد الشرعية لعقد جلسة البرلمان اليمني في عدن عقب تلقي رئيس حكومة ما يسمى بالشرعية تكليفا من الرئيس اليمني هادي، بإنهاء كافة الترتيبات لذلك.

 انتفض الجنوبيون من الداخل الجنوبي وخارجه مستنكرين هذا الاستفزاز والتماهي مع مخططات وأد القضية الجنوبية التي لن يكتب لها النجاح طالما والارادة الشعبية الجنوبية صلبة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني الاباء والشموخ والعزم المتين ، فأي برلمان هذا الذي يتحدثون عنه؟ وماذا يرمون من خلاله؟ وماهي مراميه ومقاصده التي لاتمت للجنوبيين وللجنوب بصلة؟.

 أهو سفسطاء الشرعية أم الحوثيين أم حلم زبالة العفاشي أم مظلة قطر وأدواته ممن ينتسبون للإصلاح والرشاد التي يتخذون لها مسميات واهية باسم الجنوب !! لقد أضحت هذه المسرحيات مكشوفة كالشمس في ضحاها والقمر اذا تلاها بعد أن أميط اللثام عنها منذ سنوات مضت عندما بدأ نظام الشمال توزيع الأدوار فيما بينه لابتلاع الجنوب ، ولقد ارتفع صوت الجنوبيين في وقت مبكر منذ أن نسجت خيوط المؤامرة عليه وصولا الى محاولات نقل جلسة البرلمان الشمالي في عدن التي رفضها شعب الجنوب وأكد ذلك أيضا ممثله الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي وأفصح عنه غير مرة الرئيس القائد عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي الذي رفض محاولات عقد جلسات البرلمان في عدن أو في أي منطقة جنوبية، وطالب باتخاذ موقف حاسم وحازم تجاه “عبث الشرعية” في الجنوب.

وعلى كل حال أن هذه الدعوة لعقد جلسة للبرلمان في عدن التي أطلقتها الشرعية انما تعبر عن افلاس ملموس يشهد عليه الجميع فالدعوة تمثل كذلك تغطية للفشل الذريع الذي منيت به الشرعية وأعوانها أولئك الذين يغرقون في بحر الفساد الذي أثقل الناس بكثير من المعاناة ودمر ما تبقى من الاقتصاد ولعلهم يعلمون ذلك علم اليقين ويأبون الا عنادا في عدم اخلاء المجال لهذا الشعب ليتنفس الصعداء حتى يعيد دولته الجنوبية المسلوبة والتي ستعود حتما شاءوا أم أبوا فهي قادمة لامحالة لكنهم لا يدركون بأنهم مازالوا في غيهم يعمهون ولم يعلموا قط أن الوقت ليس في صالحهم ولكنه مع الارادة الشعبية للجنوب الذي قدم قوافل من الشهداء وعشرات آلاف الجرحى فعبثهم سيحفظه شعب الجنوب في سويداء الذاكرة وسيبدل الليل نهاراً والظلام نوراً تسير على هداه اجيال الجنوب على تعاقبها في المستقبل المنظور والبعيدة الم يعلموا بأن اعلانهم عقد جلسات البرلمان الشمالي قد مثل استفزازا للضمير ،للعقل ،للقلب، والروح، للثقافة وللتاريخ الجنوبي واستهتارا لدماء الشهداء والجرحى التي روت بطهرها تربة الجنوب التي طالما نشدناه ومازلنا لنعيد على ثراها الوجه المشرق للوطن الجنوبي.

 عودة إلى ذي بدء فيما يتصل بردود فعل الشارع الجنوبي الغاضب على محاولات الاستفزاز وما اعلنته قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريحات رافضة لعقد جلسات البرلمان في عدن كانت قد أفصحت عنها والتي أكدت أن الأمر سيكون غاية في الخطورة ولن يسمح بذلك مطلقا، وأن شعب الجنوب هو الذي سيرد على أي قرار حكومي بهذا الشأن، وسيخرج على الأقل مليون واحد بالشارع وسيغلقون المطار والشوارع ولن يسمحوا بدخول عضو واحد إلى عدن، وهذا هو الرد السلمي الواقعي الذي يمكن أن ينفذه الجنوبيون في عدن والمحافظات الجنوبية.

 على العموم فإرادة الشعوب هي دائما الغالبة مهما كلفها ذلك من ثمن فأولئك الذين يتحدون ارادة شعب الجنوب كمثل الذي يضرب برأسه جدارا أصم فلن يجدي نفعا ما يهدفون اليه فلن يكون هناك لا برلمان شمالي ولا مخرجات حوار شمالية تآمرت على الجنوب ومقدراته فمخرجات المرجفين الملتفين حول شرعية زائفة هي هذه الحرب العبثية وما يكسبون ويجنون من ورائها الأموال الطائلة ، فليرفعوا أياديهم عن الجنوب ويعقدوا جلساتهم البرلمانية في صنعاء وكفى المؤمنين شر القتال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى