تقرير| بسبب زراعتها العشوائية.. ألغام مليشيا الحوثي تحصد عشرات آلالاف من الأبرياء

عدن24| خاص

ذكرت منظمات حقوقية ان ما يزيد 20 الف مواطن يمني قتلوا جراء الألغام التي زرعها الحوثيين في عدد من المحافظات.

ومنذ بداية الصراع زرع الحوثيون ما يقارب مليونا لغم في عدد من المحافظات
ومعظم ضحاياها مدنيين وسناء وأطفال.

والى اليوم لا تزال الألغام تحصد ضحايا في مناطق خرج منها الحوثيين منذ أعوام.

  إجرام المليشيات

زرعت الميليشيات الحوثية منذ بداية الحرب أكثر من مليوني لغم في مختلف المحافظات متعددة المهام والأشكال والأحجام، والتي أودت بحياة أكثر من 20 ألف مدني.

إذ يتم يوميا تفكيك عشرات الألغام كما يسقط ضحايا مدنين باستمرار.

وفي شهر يناير الماضي ، تمكنت الفرق الهندسية من إتلاف ما يقارب 9آلاف لغم وعبوة وذخيرة غير منفجرة، و7 رؤوس صاروخية ولغم بحري ، وسقط في الشهر ذاته خمسة قتلى وأصيب 11 آخرون بينهم نساء وأطفال.

وكشف خبراء متخصصون ان الحوثيون يلجأون لزرع الألغام بكثافة في المناطق التي يسيطرون عليها بهدف عرقلة تقدم خصومهم.

لكن في حال طردهم من تلك المناطق، تبقى الألغام خطراً دائماً يمنع عودة النازحين إلى قراهم ومزارعهم، نظراً لتوزعها العشوائي، من دون خرائط تساعد في انتزاعها بسهولة مستقبلاً ، بحسب الخبراء.

وذكرت تقارير حقوقية إلى أنّ محافظات تعز والحديدة والجوف هي المناطق الأكثر تضرراً من الألغام التي زرعها الحوثيون، ولا يكاد يمرّ يوم من دون تسجيل إصابة أو وفاة، خصوصاً بين سائقي الدراجات النارية في الساحل الغربي.

وأفادت مراكز متخصصة إنّ مناطق يمنية واسعة تطفو على حقول من الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون .

وقالت المراكز ان الألغام تنفجر يوميا بالمدنيين ،حيث يلقى معظمهم حتفهم أثناء عبورهم الطرقات، أو في محيط منازلهم ومناطق الاحتطاب ورعي الماشية.

وتخوفت المراكز انه حتى في حال توقفت الحرب اليمنية، ستظل الألغام والمتفجرات تشكل خطر وجودي على السكان.

    أرقام مفزعة

كشف مشروع مسام المتخصص في نزع الالغام ، عن أرقام أرقام مفزعة لضحايا الالغام التي زرعتها الحوثيون في عدد من المحافظات.

وجاء في بيان نشره المشروع على موقعه ، يقول فيه إن اليمن يدفع ضريبة باهظة بسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية في مختلف مناطق البلاد.

حيث اصبجت اليمن الدولة الاولى في العالم بزراعة الالغام منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ بدء الحرب سقط ما يزيد عن 20 ألف مدني بسبب الالغام.

وقال خبراء متخصصون أن الألغام الأرضية تغطي اليمن، وأنها بلغت مستوى استثنائي ،
إذ يلبغ متوسط زراعة المليشيا الحوثية للالغام لغما واحدا لكل 30 مواطنا يمنيا ،  وبسبب الالغام يسقط ضحايا بشكل شبه يومي.. 

حيث تتعمد المليشيات الحوثية زراعة الألغام في الأحياء المدنية والطرقات والأماكن المرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة المواطنين.

وتم خلال فبراير الماضي إتلاف وتفجير 1513 لغم وقذيفة غير منفجرة في الساحل الغربي.

وبحسب احصائية حديثة فقد بلغ عدد الألغام التي تم زراعتها منذ العام 2015 الى اليوم نحو مليون و300 ألف لغم.

         زراعة عشوائية

يعتمد الحوثيين على زراعة الألغام لمحاولة كسر اي زحف تجاه مناطقهم ، ولكنهم يزرعونها بشكل عشوائي وبدون خرائط.

وبحسب تصريح المدير العام لمشروع مسام لنزع الألغام أسامة القصيبي ذكر فيه أن معظم عمليات زرع الألغام التي قامت بها الميليشيات الحوثية تمت بطريقة عشوائية دون خرائط.

وقال القصيبي لوكالات عربية ان وجود الخرائط يسهل كثيرا من مهمة نزع الألغام، لكن يتبين لنا أن الحوثيون زرعوها بشكل عشوائي وفي مناطق مأهولة بالسكان”.

ويوضح القصيبي أن الجيوش النظامية عادة ما تزرع الألغام لهدف دفاعي وهي تقوم بذلك وفق خرائط محددة وبعيدة عن المناطق المأهولة، من أجل إزالتها في مرحلة لاحقة بسهولة، لكن الحوثيين وضعوا الألغام في البنى التحتية والمزارع وبين البيوت السكنية وحتى داخل البيوت نفسها.

ويتابع القبيصي:” عندما نجد الألغام مزروعة بين البيوت أو داخل المنازل نفسها .. ان هذا ليس عمل عسكري ، بل هو استهداف الشعب والبنى التحتية وتفريغ القرى من أهلها وهي جريمة بكل معنى الكلمة ضد المدنيين.

فوضى

بحسب تقرير للباحثة إليانا ديلوزيي، في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن الحوثيون يزرعون الألغام يدويا دون اعتماد نمط أو سجل يمكن تحديده، مما يزيد من الفوضى الأمنية في اليمن ويشكل تهديدا لحياة اليمنيين.

ونتيجة لهذه الطريقة، “يمكن للأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أن تبعثر الألغام من مواقعها الأساسية.

وتقول ديلوزيي “يمكن إيجادها على طول الطرق الرئيسية وساحات القتال، فضلاً عن المنازل والآبار وحتى المراحيض.

وقد اصبحت مساحات واسعة من الاراضي في جميع أنحاء البلاد غير صالحة للسكن بسبب الألغام.

ويكشف خبراء ان هنالك شيء آخر لا يقل خطورة، حيث تعمد الميليشيات الحوثية إلى تحويل الألغام المضادة للآليات ذات المفجرات الثقيلة والمدى التفجيري الكبير إلى ألغام مضادة للأفراد، واستخدمت في ذلك دواسات كهربائية تتيح لهذا النوع من الألغام الانفجار بسهولة عندما يطأها أحد الأفراد.

ووفق الخبراء فإنه بين اللغم المزروع والآخر لا توجد إلا مسافة هامشية بما يعادل ما 20 و30 سنتيمترا، “وبذلك تحول هذه الألغام المتراصة، المناطق السكانية والمناطق القريبة من الطرقات التي تغص بها، إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها وتزرع الرعب والأسى في قلوب المهجرين عنوة عن درياهم.

هذا وتفرض اتفاقية أوتاوا التي تمت في العام 1997 لحظر الألغام المضادة للأفراد المعروفة حظرا كاملا على استخدام وتصنيع وتخزين الألغام المضادة للأفراد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى