تقرير| 2021 العام الأسود على أطفال اليمن

عدن24| خاص

يسقط سنوياً آلاف الأطفال ضحية إما للحرب الدائرة وإما للإنهيار الاقتصادي المريع والموت من الجوع.

وفي فبراير الماضي قالت الأمم المتحدة ان المجاعة تهدد مئات الآف من الأطفال في اليمن وان ما يزيد عن نصف اطفال اليمن مهددون بمخاطر المجاعة وسوء التعذية.

وذلك ما خلق مخاوف لدى الشعب وينذر ناقوس الخطر الذي لطالما حذّر منه الكثير مرارا وتكرارا.

وتأتي هذه الأزمات نتيحة للصراع الدائر للعام السادس الذي تسببت به المليشيات الحوثية أواخر العام 2014.

  استفحال الجوع بين الأطفال

تتضاعف مخاطر المجاعة في اليمن خصوصا مع الإنهيار المتسارع للعملة والغلاء الفاحش في الاسعار وانقطاع المرتبات لأشهر متعددة.

وحول استفحال المجاعة بين الأطفال في اليمن قالت مراسلة صحيفة الإندبندنت بيل ترو ان المجاعة في اليمن باتت تهدد الجميع لاسيما الأطفال.

ووفقا لمعلومات احصائية تضيف بيل ترو ان ما يقارب من 400 الف طفل في اليمن مهددون لخطر الموت جوعا.

وأضافت الكاتبة أن الأمم المتحدة حذرت من أن ما يقارب النصف مليون طفل دون سن الخامسة قد يلقون حتفهم جوعا في اليمن إذا لم يحصلوا على معونة عاجلة، مضيفة أن 50 في المائة من جميع الأطفال دون سن الخامسة في اليمن يواجهون خطر سوء التغذية الحاد هذا العام.

         كارثة وشيكة

في فبراير من العام الجاري حذرت الأمم المتحدة في أن عام 2021 سيشهد أعلى مستوى من سوء التغذية الحاد المسجل في اليمن منذ بداية الصراع، خصوصا في المحافظات التي مزقتها الحرب مثل الحديدة وعدن وتعز على أنها من بين الأكثر تضررا.

وأوضحت مراسلة الإندبندنت في تقريرها أن وكالات الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والغذاء والصحة والزراعة حذرت إنه في عام 2021 سيعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع أو من خطر المجاعة هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 في المئة عن عام 2020.

وأضافت المراسلة :” أن من بين هذا العدد، من المتوقع أن يعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ما يعني أنهم قد يلقون حتفهم إذا لم يتم علاجهم بشكل عاجل، بزيادة قدرها 22 في المائة عن الأعداد في عام 2020.

وأشارت الكاتبة أن مزيجا كارثيا من الصراع والأوبئة المنتشرة وتغير المناخ أدى إلى تدمير اليمن الذي مزقته الحروب، حيث يعتمد 80 في المائة من السكان، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، الآن على المساعدات من أجل البقاء.

وتطرقت في تقريرها الى تعثر محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران مع دخول الصراع في اليمن عامه السابع.

وتقول الكاتبة إن الأمم المتحدة تشير أيضا إلى أن الأمهات يتأثرن بالأزمة أيضًا، حيث من المتوقع أن تعاني حوالي 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد هذا العام.

وتضيف الكاتبة أنه على الرغم من خطورة الأزمة، قالت الأمم المتحدة إن الاستجابة الإنسانية لليمن لا تزال “ينقصها التمويل بشكل خطير”.

    طفل كل70 ثانية

في كل 70 ثانية يموت طفل باليمن بسبب المجاعة مع تفاقم الأزمة في البلد الذي يعيش أكبر مجاعة في التاريخ الحديث بحسب منظمات دولية.

وفي منتصف مارس الماضي قالت صحيفة تلغراف” البريطانية نقلا عن المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي، ان الوضع في اليمن الذي مزقته الحرب، “جحيم على الأرض”.

وقال بيسلي أمام مجلس الأمن الدولي، ” كنت في اليمن حيث يواجه أكثر من 16 مليون شخص أزمة تصل إلى مستوى الجوع أو أسوأ”.

وأضاف أن المعطيات التي يقدمها ليست مجرد أرقام بل تتعلق بأشخاص يتجهون مباشرة نحو أكبر مجاعة يشهدها التاريخ الحديث.
 وحذر من أن 400 ألف طفل يمني قد يموتون هذا العام أي ما يقرب من طفل واحد كل 75 ثانية في حال لم يحصل تدخل عاجل.

وأضاف “بينما نجلس هنا، يموت طفل في كل دقيقة وربع، متسائلا “هل سندير ظهورنا لهم وننظر في الاتجاه المعاكس؟”

وقال بيسلي إنه شهد صمت مميتا في أجنحة مستشفى الأطفال، حيت شهد خلال زيارته الأخيرة الوضع الصحي المتدهور للأطفال لدرجة تجعلهم غير قادرين على الضحك أو البكاء.

     تخفيض المساعدات 

نظرا لجائحة كورونا المتفشية عالميا قلصت معظم الدول من حجم مساعداتها لليمن وذلك ما خلق أزمة اخرى الى جانب الأزمات المتسلسلة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “حكم بالإعدام” على اليمنيين بعدما جمع مؤتمر للمانحين الدوليين أقل من نصف ما يحتاجه البلد الغارق بالحرب لتجنب حدوث مجاعة.

أما برنامج الأغذية العالمي فيؤكد إن ما يقرب من ثلث العائلات في اليمن تعاني من سوء التغذية ونادرًا ما تستهلك أطعمة مثل البقول والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان أو اللحوم.

هذا وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد اعلنت عن خفض مساعدتها لليمن إلى 87 مليون جنيه أسترليني أي ما يقرب 122 مليون دولار هذا العام، بعدما كان المبلغ 164 مليون جنيه أسترليني أي 228 مليون دولار في 2019/2020.

وبرر الوزراء البريطانيون ذلك بأن جائحة فيروس كورونا خلقت وضعا ماليا صعبا للجميع.

حيث كانت المساعدات البريطانية تساهم في إطعام 240 ألف يمني كل شهر وتدعم 400 عيادة صحية وتوفر المياه الصالحة للشرب لـ 1.6 مليون شخص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى