تقرير| مع تسلسل الأزمات النفطية ومشتقاتها.. تبرز الأهمية القصوى لتشغيل مصافي عدن

عدن24| خاص

نتيجة للأزمات المتسلسلة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي ،عاد الحديث مجددا حول أهمية إعادة تشغيل مصافي عدن وإعادة دورها الهام الذي ظلت تلعبه طول العقود الماضية.

وكان المحافظ احمد حامد لملس قد زار المصافي الشهر الماضي واطلع على ابرز مشاكلها وأهم متطلبات التشغيل.

وبعد اسابيع من تلك الزيارة وصل وفد هندسي من الصين لإعادة تأهيل وصيانة المصفاة وتشغيلها.

وذلك ما بعث الآمال للمواطنين وسط تفائل الكثير بتلك التحركات التي ستسهم في تخفيف المعاناة المتكررة وترفد الخزينة بملايين الدولارات..

      بداية التأسيس

تعد مصافي عدن من اوائل مصافي التكرير في المنطقة العربية والجزيرة. حيث تأسست على يد شركة بيرطانية في العام1954.

وفي العام 1977 وبموجب القانون رقم 15 لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تم تأسيس شركة مصافي عدن بعد ان اصبحت المصافي من املاك الدولة الجنوبية.

وظلت المصافي تكرر النفط القادم اليها من دول شبه الجزيرة ومن روسيا وإيران الى ان طالها الدمار والعبث في العام1994.

ورغم ما طالها من عبث أبان الغزو الشمالي لعدن إلا أنها استمرت في عملها الى 2015.

ودخلت بعدها المصافي في سلسلة من العبث والتدمير والخصصة على عصابات يتزعمها المتنفذ احمد العيسي.

        صرح عريق 

كانت المصافي ولا تزال احد أكبر الأصرح العريقية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كما تعد رمزا يشير الى آثار المكانة التاريخية التي تحظى بها العاصمة عدن.

ما بين العام 1952 الى العام 1954 قامت شركة الزيت البريطانية المحدودة (BP) بإنشاء مصفاة عدن وبدأت بتشغيلها في يوليو 1954م بطاقة تكريرية تصل إلى 150 ألف برميل في اليوم.

حيث صممت هذه المصفاة لتكرير النفط الثقيل (كنفط الكويت) ولتنتج عدد من المنتجات كوقود السفن والمازوت الخفيف والديزل الثقيل (البحري) والبنزين والكيروسين وسولار ووقود لاستعمال المصفاة ووقود المحركات النفاثة وقود الآلات الثقيلة.

كما تكونت المصفاة عند انشاءها من عدة وحدات ومنافع وملحقات منها وحدتان متطابقتان للتقطير الجوي بطاقة 75 ألف برميل في اليوم (نفط الكويت) للواحدة ووحدة تهذيب البنزين بطاقة 12000 برميل في اليوم.

وايضا وحدة ثاني أكسيد الكبريت بطاقة : 8800 برميل في اليوم ووحدة الاوتوفاينر بطاقة : 3000 برميل في اليوم.

إضافة الى وحدات كوبركلورايد بطاقة 6000 برميل في اليوم للواحدة ووحدات سولوتايزر بطاقة 6000 برميل في اليوم للواحدة.
وكانت المصفاة تعمل على توليد الطاقة للعد من الحقول كتوليد الكهرباء ل 3 مولدات بطاقة 7.5 ميجاوات للواحد ولإنتاج بخار الغلايات بسعة 160 ألف رطل في الساعة للواحدة ولللتموين بمياة التبريد ب3 مليون جالون في الساعة.

وللمصافي عدد من الحقول منها حقل النفط الخام وحقل المشتقات النفطية، بسعة إجمالية حوالي : 75. 0 مليون طن ، وميـناء الـزيت ، ومراسي بطاقات مختلفة للشحن والتفريغ للنفط الخام والمشتقات النفطية باستخدام الخراطيم المطاطية.

         دور إستراتيجي 

في العام 1977تأسست شركة مصافي عدن بموجب القانون رقم (15) لتكون المسؤولة والمشغلة لمصفاة عدن ومنافعها وملحقاتها الواقعة في مدينة البريقة وكذلك لإدارة عدن لتموين البواخر بالوقود الواقعة في التواهي بعد أن صبحت ملكيتها ا بجميع منافعها وملحقاتها إلى الدولة الجنوبية في عدن في مايو من ذات العام .

ولعبت المصفاة دور استرتيجي هام لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي سخرتها لمنفعة الشعب ولرفد الخزينة العامة بموادرها الهائلة.

فقد كانت المصفاة تقوم بكثير من الأدوار منها تكرير النفط الخام وتموين السوق المحلية بالمشتقات النفطية.

وكانت تقوم ايضا بخزن النفط الخام والمشتقات النفطية لدول خارجية كما انها تملّك إدارة وتشغيل ناقلات النفط وتأجير واستئجار الناقلات عند الطلب والحاجة.

وظلت المصفاة في عهد الدولة الجنوبية تعمل على نقل النفط الخام من موانئ التصدير في دولة الجنوب إلى المصفاة ونقل المشتقات النفطية من المصفاة إلى الموانئ الجنوبية.

وكذلك كانت تقوم بالمتاجرة بالمشتقات النفطية محلياً وخارجياً بما يؤمّن احتياجات السوق المحلية من هذه المشتقات وتوفير المنافع اللازمة لتشغيل المصفاة من كهرباء وبخار وغيرها وبيع وقود البواخر مباشرة أو بواسطة الغير.

ولعبت ايضا دور التخطيط والتنفيذ بشأن ترميم وتحديث وتطوير المصفاة بما يمكنها من المنافسة في الأسواق العالمية من المنتجات والمصنوعات التي يدخل النفط في تركيبها ومتطلباتها وتدريب وتطوير الأيدي العاملة والكوادر فنياً وإدارياً.

وفي الجانب المدني كانت المصافي تقوم بتشغيل مستشفى المصافي لعلاج العاملين وأسرهم وعملت كذلك على إدارة وتشغيل الاندية الاجتماعية الخاصة بالعالمين لدى المصفاة مع ضمان سيادة الدولة في هذا المجال ضمن الإستراتيجية العامة للبلاد.

وخلال مشوارها الطويل نجحت المصفاة في التكرير لعدة أنواع من النفط الخام من مختلف المنابع كالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن روسيا وإيران .

وايضا من النفط المحلي كنفط مأرب الخفيف ” والذي استمرت على تكريره منذ وصوله إليها منتصف التسعينات من القرن الماضي.

       خصخصة وتدمير

بعد تحرير المحافظات الجنوبية في العام 2015 قامت بعض القوى والعصابات المتنفذه بالإستحواذ على المصافي وتدميرها لأهداف شخصية خاصة.

فقد كان التاجر المتنفذ احمد العيسي ابرز المستفيدين من تدمير مصافي عدن لكونه يقوم باستيراد النفط وتوزيد السوق المحلية من الخارج.
وعمل العيسي خلال الاعوام الماضية على خصخصة المصافي وجعلها مخازن خاصة للمشتقات التي التي يقوم باستيرادها بأسعار رخيصة ويبيعها للسوق المحلية بأسعار مضاعفة.

ففي العام 2018 كشفت وثائق عن توجيه حكومة بن دغر بالتخلص من املاك مصافي عدن تمهيدا لتسليم المصفاة وخصخصتها وجعلها من املاك تاجر النفط أحمد صالح العيسي.

وقام مظوفو المصافي حينها بتوزيع بيان يستنكر فيه مت اسموها بـ”إدارة ممنهجة في تدمير شركة مصافي عدن تحت مظلة ديوان حكومة بن دغر”. 

صرخة عن أكبر عملية فساد وتدمير ممنهج وبغطاء حكومي لم يسبق له مثيل بداءات مؤامراتها تحاك لتدمير هذا الصرح الكبير والآن يتم استكمال مراحلته الاخيرة دعما للمتنفذ اليمني الإخواني أحمد صالح العيسي وشركائه”.

وقال بيان الموظفين “إنه من الغريب أن يتم اتخاذ قرار من قبل قيادة مصافي عدن في التخلص من السفن و القاطرات البحرية التابعة لها تحت رعاية و تشجيع ديوان رئاسة الوزراء وذلك ما يؤكد قطعا على المساعي في القضاء على المرفق الحيوي الذي ظل مشلولا طوال السنوات الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى