تقرير| في الذكرى الثالثة لمحاولة الإجتياح.. الضالع تمرغ انوف الحوثيين

عدن24| خاص

مع حلول الذكرى الثالثة لنشوب معارك الضالع مع الحوثيين الذين حاولوا اجتياح المحافظة في اواخر مارس من العام 2019 لا تزال القوات الجنوبية تحافظ على صلابتها وتحقق انتصارات متتالية.

ورغم ان المليشيات اتخذت عنصر المفاجئة في الحرب اضافة الى قيام الإخوان بتسليم مواقعهم ومعداتهم وأسلحتهم في دمت ومريس وقعطبة آنداك.

لكن القوات الجنوبية بمساندة ابناء الضالع وقفوا بصلابةفي صد تلك الهجمات العنيفة ،وتمكنوا من تغيير موازين المعركة من الدفاع الى الهجوم.

فقدت نجحت القوات الجنوبية من استعادة الاطراف الشمالية لمحافظة الضالع ، وتمكنت كذلك من التوغل الى عمق مناطق شمالية كانت تسيطر عليها المليشيات.

ولا تزال القوات الجنوبية متمسكة بصلابتها ومحتظفة بقوتها وعنصر الهجوم الى اليوم .

ويأتي ذلك رغم رتوقف الإمداد والغذاء عنها وانقطاع المرتبات وبدون اي اسنادا جوي.

               هزائم مذلة

تدفع المليشيات الحوثية بكل ثقلها العسكري والسياسي والإعلامي لمحاولة اجتياح محافظة الضالع والتقدم الى المحافظات الجنوبية.
لكنهم يفشلون في كل مرة ويتكبدون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ويخسرون مواقعهم تباعا.

إذ وصل حجم ما يخسره الحوثيون الى ارقام مرتفعة جدا مع تراجعهم المستمر إلى مناطق بعيدة وخسارتهم عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم.

وقال صحفيون ان مراهنة البعض على اجتياح الحوثيين للضالع ووصلوهم إلى بقيه المحافظات هو رهان خاسر، لإن المتتبع للاستراتيجية العسكرية للحوثيين  ومن هم على دراية  بسير الحروب سيعلمون بأن الحوثيين فشلوا في حربهم على الضالع.

ويعود ذلك- بحسب الصحفيون -كون الحوثيين عند فتحهم اي جبهة فإنهم يضعون خطة عسكرية  لاحتلالها   خلال مدة لا تتجاوز اسبوع ويعتمدون بذلك على جانبين ، الجانب العسكري والتكثيف  الناري والحشد الضخم لمحاولة إحداث رعب وهلع للطرف الأخر.

والجانب الأخر الإعلامي إذ يبدأون بنشر الإشاعات اثناء سير المعارك  عن تقدم قواتهم ، والتحدث عن انهيارات  في صفوف الطرف الآخر وبذلك يصنعون دراما إعلامية تولد الإحباط في صفوف مقاتلي الطرف الآخر وأنصارهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت تلك الأساليب التي اتبعها الحوثيين قد نجحت على مدى الأربعة أعوام في جبهات اخرى.

لكنها فشلت فشلا ذريعا في جبهات الضالع ولم يتمكنوا من تحقيق اي انتصار يذكر سواءا على الصعيد العسكري او الإعلامي.

وهو الأمر الذي سبب لهم انتكاسة كبيرة وأصبحوا يغيرون من تكتيكهم  العسكري كل يوم، خصوصا بعد ان فشلت حملة الإجتياح الأولى.

      تعرية جيش الإخوان

تحدث السياسي الجنوبي صلاح السقلدي حول تفجير الحوثيين لجبهة الضالع ومساندة الإخوان لهم.

وكتب السقلدي قائلا ان معارك الضالع كشفت عورة حزب الإخوان وعرّتْ نوايا ما يسمى جزافاً بالجيش الوطني التابع لحزب الإصلاح.

وقال السقلدي ان معارك الضالع كشفتْ ما بقي من حقيقة غامضة لدى البعض أن جيش الإخوان يتم تجهيزه للتوجه الى الجنوب وإنه لا يأبه بالتوجّــه صوب صنعاء إلّا من البوابة السياسية وليس العسكرية.

وأضاف السقلدي :” ان ذلك ليس لأنه لا يقوى على مواجهة الحوثيين (برغم الإمكانيات العسكرية الهائلة والغطاء الجوي واسع النطاق والدعم المالي والمادي والسياسي الذي يحصلون عليه) ولا لأنه يحرص أن يظل محتفظا بطاقاته العسكرية والمادية والبشرية بل لأنه يرى في دخول صنعاء سواءً عسكريا أو سلميا أمرا ثانويا -بل ويرى فيها مضرة عليه وعلى وحدة 94م كونها وفق حساباته ستجعل الشمال منشغلاً بنفسه وستمنح الجنوب فرصة لترتيب وضعه.

وتابع السقلدي قائلا : انه لكي يتسنى لجيش الإخوان سد عورتهم ، فقد حاولوا مرارا ركوب موجة انتصارات الضالع وكانوا يدعون بتلك الإنتصارات وينسبونها لجيشهم الخرافي زورا وتدليساً.

وذلك بحسب السقلدي كي لا تبدو هذه الانتصارات فاضحة ومقزمة لانتصار التباب الكاذبة، ولكي لا يتم وضع ما جرى بالضالع- برغم شحة الإمكانيات – موضع المقارنة مع الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها جيش الإصلاح بمأرب، وكيف يتثاقل ويتهيب بالشمال، ويكشّـــر عن أنيابه بالجنوب كما فعل مؤخرا في شبوة.

            تكتيك ناجح

رغم استقدام المليشيات الحوثية لحشود من المقاتلين الى الضالع ورغم العتاد العسكري الضخم ومساندة الإخوان لهم ، واستقدامهم خبراء من لبنان وإيران.

لكن التكتيك العسكري الذي اتبعته القوات الجنوبية كانت حاسمة ونجاحة وافشلت كل المساعي والمخططات.

حيث تعاملت القوات الجنوبية مع المليشيات الحوثية باتباع عدد من الخطط ، منها رصد تحركات المليشيات منذ الوهلة الأولى.

كما عززت القوات الجنوبية من تواجدها في الخطوط الأمامية لجبهات القتال المشتعلة.

كما انها ايضا تعاملت بحسب قواعد الاشتباك مع كل الحملات الميدانية التي نفذتها المليشيات.

ولا تزال القوات الجنوبية بذلك التكتيك صامدة وثابتة في العام الثالث للمعارك ، بل وتحقق تقدمات كبيرة.

       تغيير موازين القوى

نجحت القوات الجنوبية في تغيير موازيين المواجهات في جبهة الضالع بعد ان ظلت محتفظة بموقعها الدفاعي طوال الفترات الماضية.

وقد حققت القوات الجنوبية تقدمات كبيرة ووصلت إلى البوابة الجنوبية لمحافظة إب وحدود ماوية بتعز.

ولم تعد مهمة القوات الجنوبية في محافظة الضالع عن مدينة عدن والمحافظات المجاورة فحسب ، بل يتم التقدم شمالاً للسيطرة على مناطق في إب وتحرير مناطق شمالية.

وتصدرت جبهات الضالع كل ساحات القتال ، من ناحية اشتداد المعارك وعدم توقفها، إذ خسرت المليشيات فيها المئات من عناصرها ما بين قتيل وجريح وأسير.

وكان المتحدث الرسمي باسم محور الضالع فؤاد جباري قد صرح في وقت سابق بالقول :” ان المعركة مع الميليشيات الحوثية عسكرية وسياسية طويلة، وان القوات الجنوبية تمكنت من وقف زحف الحوثييت باتجاه الضالع التي أصبحت مؤمّنة، بل ودحرتها شمالاً عشرات الكيلومترات.

حيث تحوّلت المقاومة من موقع الدفاع إلى الهجوم -بحسب جباري – وتمركزت في مواقع استراتيجية عسكرية هامة.

واضاف المتحدث مؤكدا انهم حققوا تقدماً كبيراً بالوصول إلى البوابة الجنوبية لمحافظة إب وسط اليمن، والى حدود ماوية بتعز، بعد تم دحر المليشيات لأكثر من 20 كيلومتراً نحو إب.

وأكد جباري ان لديهم القدرة للتقدم أكثر، وان هنالك خطط استراتيجية جاهزة.

والى جانب الإنتصارات العسكرية ، فقد أحرزت القوات الجنوبية تقدماً في الجوانب اللوجستية والتنظيمية، وكذلك الفنية ، مع اكتسابها خبرات قتالية وإنشاءها معسكرات وتدريب آلاف من الرجال على مختلف الفنون القتالية، الذين أصبحوا على اتم الجاهزية.

ورغم شحة الإمكانيات وانقطاع الدعم والتمويل عن القوات الجنوبية المرابطة في جبهات الضالع ، لكنهم يسطرون أروع ملاحم النصر ويحققون نجاحات متتابعة على جميع الأصعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى