تقرير| معارك الإخوان في تعز.. تصعيد دخاني وانتهازية مفضوحة

عدن24| خاص

للعام الخامس على التوالي يعمل الإخوان في تعز على ابتزاز التحالف بطرق ووسائل متعددة.

فتارة يتم ابتزازه بفتح معارك وهمية وتارة اخرى بإشاعتهم عن انتصارات وتقدمات لا وجود لها.

ومع كل معركة يفتحها الإخوان في تعز يسعون من خلالها لجلب مبالغ طائلة وأسلحة متنوعة، وهي معارك تنتهي مع انقطاع الدعم والأموال.

وفي الأونة الأخيرة عاود الإخوان مجددا إبتزازهم للتحالف من خلال معارك دخانية وإنتصارات وهمية لا أساس لها.

        إنتهازية بلا حدود

يتعامل إخوان اليمن مع التحالف بانتهازية لا حدود لها ، ولكن في تعز ظهرت تلك الإنتهازية في أبهى الصور والأشكال.

ففي الخمسة الأعوام الماضية نهب الإخوان ملايين الدولارات ومرتبات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة مقابل معارك وانتصارات وهمية لا حقيقة لها.

ورغم تحريضهم المستمر ، عاود الإخوان م ابتزاز التحالف مجددا ، تحت يافطة معركة التحرير من الحوثيين ،غير انها لا تهدف إلا للحصول على دعم عسكري ومادي.

وأحدث تلك المحاولات جائت على لسان الناطق الرسمي لمحور تعز العقيد الاخواني عبدالباسط البحر الذي ناشد التحالف بالدعم الجوي والعسكري.

وكان الناطق الإخواني قد أعرب عن أمله بنجاح تواصلهم مع الشرعية والتحالف لعودة الإسناد الجوي ودعم جيشهم بالأسلحة النوعية لإستكمال عملية التحرير.

وأقر البحر خلال حديثه لإحدى وسائل الإعلام بتوقف جبهات تعز الخاضعة لسيطرة الاخوان ضد مليشيات الحوثي منذ اكثر من 4 أعوام ، بحجة أن الغطاء الجوي متوقف منذ العام 2017م.

             إزالة الحرج

اتى تصريح ناطق الإخوان في تعز عبد الباسط البحر ، بعد ايام قليلة فقط من اعلانهم التحرك العسكري لتحرير تعز، وجاء بعد انتقادات لاذعة وجهت اليهم حول جمود جبهات تعز في ظل الهجوم العنيف الذي يشنه الحوثيون على مأرب.

وفي وقتا سابقا اطلق الإخوان عدة اشتراطات لعودة فتح المعارك في تعز والتي اشترطوا فيها ان يمنحهم التحالف أسلحة نوعية من بينها طيران “أباتشي” لتحريك الجبهات ضد مليشيات الحوثي المتوقفة منذ سنوات.

إذ تزامنت تلك الإشتراطات مع الحملة الشرسة التي شنها الحوثيون آنذاك على أهالي منطقة “الحيمة” في مديرية التعزية والتي خلفت عشرات الضحايا وتفجير عشرات المنزل.

وبحسب مراقبون فإن تلك الإشتراطات كانت تعجيزية لا غير ولم تك سوى ذر الرماد على العيون ومحاولة ازالة الحرج الذي وقعوا فيه.

             معركة الطربال 

سخر ناشطون وسياسيون من معارك الإخوان في تعز والتي وصفوها بمعارك الطرابيل ، نسبة الى قيام الإخوان بوضع طربال يفصل بين مناطق سيطرتهم ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

وتحت عنوان من رفع الطربال كتب الناشط شهاب الحامد مقالة ساخرة حول تلك المعارك الوهمية.

وذكر الحامد انه في الوقت الذي يتفق فيه الجميع على ان معركة مأرب يمكن ان تحدد مستقبل الشرعية وأن دعم صمودها وانتصارها سيقيهم شر مآلات السقوط ، وبأنها أخر القلاع المستميتة وانبوبة الاكسجين الأخيرة التي تتنفس الشرعية منها.

يقوم الإخوان في بفتح معارك مطربلة -بحد وصفه- لإرباك تلك الحسابات ، وهم لم يحركوا ساكنا منذ سنوات ، حتى ان الحوثي لم يدس لهم على طرف الا في موعدين او ثلاثة وكل ذلك من وراء الطربال الذي يحول بينه وبينهم.

وأضاف الحامد متسائلا ما الذي استجد في تعز حتى ترفع طربالها وتعلن المواجهة المباشرة مع مليشيات الحوثي بل وتعلن ضمنياً ان تعز محافظة شرعية محررة وليست محاصرة ولا خاضعة للمليشيات.

            التصعيد الدخاني

وفي مقالته قال الحامد ان التصعيد الدخاني الذي نحت إليه تعز في الأونة الاخيرة إنما يأتي في سياق سياسة التخادم وتبادل الادوار والإبتزاز وإعادة التموضع وضمن سياسة الاستنزاف التي انتهجتها قوى الشر اليمنية في إدارة الأزمة بين الإخوان والحوثي من جهة ، وبينهما والمجتمع الدولي والتحالف من جهة أخرى.

وفي اي حال لا يمكن النظر الى الاخوان والحوثي كطرفي صراع (شرعي وانقلابي) لان الوقائع على الارض تنسف ذلك وتبدده ، فهما شركاء في الثورة والساحة والخيمة وبالتالي شركاء في صناعة المستقبل الذي مازالت اصابع النظام السابق ممسكة بتلابيبه.

كما ان المتغيرات الدولية والاقليمية لعبت دور في إعادة ضبط ضبط سياسة المنطقة ، وذلك الأمر الذي استنفذ كل مناوراتهم وتكتيكاتهم وحيلهم، فكانت مأرب أكبر مسارح الاستعراض الراديكالي الذي انتجته “ثورة الشباب المتوكلية” وكان السقوط المريع في تعز على النحو الذي نرى.

أما الناشط شهاب الحامد فقد واصل مقالته ساخرا بألا نستغرب إذا سمعنا غدا عن الوية عسكرية قادمة من حضرموت وشبوة تتجه الى عدن في طريقها لدعم صمود تعز.

واختتم مقالته قائلا “بعد ان ينقشع دخان تعز ويسدل الطربال عنها ، سنسمع عن كذبة خضراء تدعى (إب) وتدّعي بأنها أخر الكرامات.

          مأساة تعز المستديمة

الى جانب فوضى الإخوان وعبثهم في المدينة ، لا تختلف محافظة تعز عن غيرها من المحافطات في المعاناة والأوجاع ، بل اخذت النصيب الأكبر ووقعت بين كماشة الحوثيين والإخوان ، اللذان اثخنوا فيها الجراح.

حيث لا تزال المنافذ المؤدية الى المدينة مغلقة للعام الخامس تواليا ، ويتحمل مواطنوها عبئ السفر والتنقل لساعات طويلة عبر طرق وعرة للوصول الى عدن او اي محافظة أخرى.

كما انه لا يخفى على احد أرقام الجرائم والإنتهاكات التي يرتكبها الإخوان في تعز ، والتي تنشرها منظمات حقوقية محلية وخارجية.

ويعاني اليمن عموما من إنهيارات متسلسلة في كل القطاعات ، لا سيما الجانبان الإقتصادي والمعيشي اللذين فاقما من معاناة المواطنين ، في ظل صمت مريب وألا مبالاة من الجهات الرسمية المختصة والمعنية بالأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى