فيروس كورونا: فرنسا تتهم بريطانيا بـ”الابتزاز” بشأن صادرات اللقاحات 

اتهمت فرنسا المملكة المتحدة بـ”الابتزاز” بشأن كيفية تعاملها مع صادرات لقاحات فيروس كورونا، وسط استمرار التوترات بشأن سلاسل التوريد.

وسُئل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، عما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد “خدع” بإرساله ملايين الجرعات إلى المملكة المتحدة، بينما يواجه طرح اللقاحات في دول الاتحاد تعثرا.

وقال لراديو فرانس انفو: “نحن بحاجة لبناء علاقة تعاونية”. وأضاف: “لكن لا يمكننا التعامل بهذه الطريقة”.

ودعت فرنسا الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق ضوابط أكثر صرامة على الصادرات.

وبدأت عمليات طرح اللقاحات ببطء في شتى أنحاء التكتل، وألقى الاتحاد الأوروبي باللوم على شركات الأدوية – وعلى أسترازينيكا في المقام الأول – لعدم تقديمها الجرعات الموعودة. ونفت أسترازينيكا أنها فشلت في احترام اتفاقها.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي أن يتلقى حوالي 30 مليون جرعة من أسترازينيكا بحلول نهاية مارس/آذار، أي أقل من ثلث ما كان يأمل فيه.

وفي غضون ذلك، فإن حملة التلقيح في المملكة المتحدة حتى الآن أكثر نجاحاً من تلك التي حققتها الدول الأعضاء، في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس، عقب قمة عبر الإنترنت ناقش فيها قادة الاتحاد الأوروبي إمدادات اللقاح، إنّ الكتلة هي “المنطقة التي تصدّر معظم اللقاحات في جميع أنحاء العالم”، ودعت الدول الأخرى إلى “مواكبة انفتاحنا”.

وقالت أيضاً إنه يتعين على أسترازينيكا “إكمال” عمليات التسليم إلى دول الاتحاد الأوروبي، قبل تصدير الجرعات إلى مكان آخر من العالم.

ماذا قالت فرنسا؟

قال لو دريان يوم الجمعة إنّ الاتحاد الأوروبي “لا ينبغي أن يدفع الثمن” لسياسة التلقيح في المملكة المتحدة.

كما انتقد نهجها في شراء الجرعات، مضيفا أنّ المملكة المتحدة ستواجه صعوبة في توفير جرعات ثانية لمواطنيها.

وقال إنّ: “المملكة المتحدة تفتخر كثيراً بالتلقيح الجيد بالجرعة الأولى، إلا أنها تعاني من مشكلة في توفير الجرعة الثانية”.

وأضاف: “لا يمكن للمرء أن يلعب بالابتزاز”. وأضاف: “لا يمكنك التصرف بهذه الطريقة”.

ولم يحدد وزير الخارجية ما يراه ابتزازاً، لكنّ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، حذر في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن قيود الاتحاد الأوروبي الصارمة على الصادرات قد تضر بالاستثمارات في الدول الأعضاء.

وقال: “أود أن أوضح بلطف لأي شخص يفكر في فرض حصار… أن الشركات قد تنظر في مثل هذه الإجراءات وتتوصل إلى استنتاجات حول ما إذا كان من الجيد أن تقوم باستثمارات مستقبلية أم لا”.


صدر الصورة،REUTERS

التعليق على الصورة،
حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من حرب لقاحات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي

ولودريان ليس الشخصية الفرنسية البارزة الوحيدة التي دعت إلى تشديد الضوابط على الجرعات المرسلة من الاتحاد الأوروبي.

فقد قال الرئيس، إيمانويل ماكرون، للصحفيين يوم الخميس إنّ القمة عبر الإنترنت تمثل “نهاية التعامل بسذاجة” من قبل التكتل. وقال: “أنا أؤيد حقيقة أننا يجب أن نمنع كل الصادرات طالما أنّ بعض شركات الأدوية لا تحترم التزاماتها”.

وفي الوقت نفسه، خصّ مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون شركة أسترازينيكا بالنقد.

وقال: “لقد شكلت أسترازينيكا مشكلة”. وأضاف: “أذكّر أننا كنا نتوقع الحصول على 120 مليون جرعة… وفي النهاية حصلنا على 30 مليونا. كانت لدينا مشكلة مع هذه الشركة”.

ماذا حدث في قمة الاتحاد الأوروبي؟

أبدى زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، بعد ساعات من المحادثات، دعمهم من حيث المبدأ لصالح تشديد ضوابط تصدير اللقاحات.

لكنهم لم يصلوا إلى حد حظر الصادرات تماماً. وشدد بيان بعد القمة على أهمية الحفاظ على سلاسل التوريد العالمية اللازمة لإنتاج اللقاحات.

ومع ذلك، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن إحباطها من شركة أسترازينيكا وهددت بمنع الصادرات من الشركة السويدية البريطانية حتى تقوم بتسليم الجرعات الموعودة إلى الاتحاد الأوروبي.

وقالت: “يتعين على الشركة أن تحترم العقد الذي أبرمته مع الدول الأوروبية الأعضاء، قبل أن تنخرط مرة أخرى في تصدير اللقاحات”.

ويتم تصنيع عناصر من لقاح أسترازينيكا في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتي، إنه بينما وجد قادة الاتحاد أنّ إجراءات التصدير الأكثر صرامة للمفوضية “مقبولة”، فإنه يأمل ألا يتم استخدامها أبداً – وهي رسالة رددها نظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو.

ووافقت الدول الأعضاء أيضاً على محاولة تكثيف إنتاج اللقاحات داخل الكتلة. ودعوا المصنّعين إلى “ضمان إمكانية التنبؤ بإنتاجهم للقاحات واحترام مواعيد التسليم النهائية المتعاقد عليها”.

ما مدى سوء فيروس كورونا في أوروبا؟

تجتاح موجة ثالثة من الإصابات الكثير من أنحاء أوروبا.

وشهدت دول الاتحاد الأوروبي بعضاً من أكثر حالات تفشي الوباء فتكاً، حيث سجلت إيطاليا أكثر من 106 آلاف حالة وفاة، وفرنسا 93 ألفاً وألمانيا 75 ألفاً وإسبانيا 73 ألفاً.

ومع ذلك، تظهر الأرقام الأخيرة أنه تم إعطاء 12.9 جرعة من اللقاح فقط لكل 100 شخص في الاتحاد الأوروبي، مقارنة بـ 44.7 في المملكة المتحدة و37.2 في الولايات المتحدة.

وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، إنّ 400 ألف شخص تم تلقيحهم يوم الجمعة، وهو أقل بقليل من المتوسط ​​اليومي في المملكة المتحدة. وتأمل فرنسا تكثيف برنامج التلقيح في الأسابيع المقبلة.

ووافقت هيئة تنظيم الأدوية في أوروبا يوم الجمعة أيضاً على منح ترخيص لثلاثة مصانع لإنتاج لقاحات فيروس كورونا. وتمّ إخلاء موقع في هولندا لإنتاج لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، بينما حصل مصنع ألماني على الضوء الأخضر لإنتاج لقاح فايزر-بايونتك.

كما تمت الموافقة على موقع تصنيع للقاح مودرنا في سويسرا.

وفي وقت سابق من الأسبوع المنصرم، قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن السلالة البريطانية من فيروس كورونا أصبحت السلالة المهيمنة المنتشرة في ألمانيا، وأنها وصلت إلى حد اعتبارها “جائحة جديدة”.

وأكدت أنّ “الوضع خطير”. وأضافت: “أعداد الحالات آخذة في الارتفاع بشكل كبير وأسرّة قسم العناية الفائقة تمتلئ مرة أخرى”.

وأُعيد فرض الإغلاق أو تمديده في دول مثل بلجيكا أو هولندا، لكن هناك قلقاً خاصاً بشأن الوضع في دول شرق الاتحاد الأوروبي.

وستغلق بولندا دور الحضانة وبعض المدارس وصالونات تصفيف الشعر لمدة أسبوعين، اعتباراً من يوم السبت، بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى