تقرير| الانتقالي ودوره البارز في الوقوف إلى جانب شعبه بالجنوب والتحالف العربي

عدن24| خاص

شعب الجنوب يعاني طيلة السنوات الأخيرة، ويلات ممارسات التعذيب المتعمد من حكومات الشرعية وادواتها بسياسة العقاب الجماعي الممنهج والتجويع والإقصاء، في استمرار للنهج السابق منذ 1994م.

ولم يكن الانتقالي يوماً إلا مع شعب الجنوب وتطلعاته وحريصاً على الوصول به إلى اهدافة المنشودة في تقرير المصير والاستقلال.

ولأنّ اتفاق الرياض كان المسار السياسي الذي علقت عليه الآمال من أجل ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لم يكن المجلس الانتقالي الا ملتزماً ببنوده ومنفذ لها في اشارة واضحة إلى وقوفه بجانب التحالف والمحافظة على الاستقرار وانهاء الأزمة في اليمن برمتها.

      يداً بيد مع التحالف العربي

للمجلس الانتقالي دور بارز في وقوفه بجانب التحالف العربي حرباً وسياسة، ولم يرفض يوماً دعوة او حل طُرح لحل الأزمة اليمنية، مع محافظته على حق شعب الجنوب وعدم التهاون بالمطالب المشروعة.

وما ترحيبه بدعوة المملكة العربية السعودية بعد خروج المواطنين الجنوبيين في الساحات خلال الايام الماضية واقتحام قصر المعاشيق إلا دليلاً اخر على وقوفه بجانب التحالف، حيث رحب المجلس الانتقالي بالدعوة الصادرة عن وزارة خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقال: علي الكثيري المتحدث الرسمي بأسم المجلس في منشور له على فيسبوك، “يثمّن المجلس الانتقالي الجنوبي الحرص المشترك تجاه تثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، وضمان حياة كريمة للمواطنين كأولوية قصوى”.

“ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي على أهمية اكمال تنفيذ اتفاق الرياض بما في ذلك بدء مشاورات تشكيل الوفد التفاوضي المشترك المنصوص عليه في اتفاق الرياض والذي سيعنى بتفاهمات وقف اطلاق النار والملف الانساني ومشاورات العملية السياسية، بما يضمن حقوق الشعب الجنوبي وتطلعاته الوطنية المشروعة”.

من جانبه قال نائب الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك: “أن من يستغل اعتصام الشعب ومطالبه العادلة ليصف السعودية والإمارات بالعدوان والاحتلال والناهبين، إنما يحقق للحوثيين ما يريدون”. في اشارة منه إلى الموقف الثابت مع التحالف.

وتابع ساخراً: “هذا لم يكن في جبهات القتال عندما عززنا الله بالسعودية والإمارات، وأقولها بكل وضوح أيّ شخص يتهم السعودية والإمارات بالعدوان إنما يستهدف الجنوب والقوات الجنوبية”.
 

          الانتقالي مع شعب الجنوب

من جهة اخرى لم يترك المجلس الانتقالي شعب الجنوب يصارع المواقف وحيداً، بل كان بجانبهم ومطالباً بتوفير حقوقهم وتلبية مطالبهم، وندد واستنكر لكل الممارسات القنعية والتعسفية بحق المتظاهرين؛ حيث قال رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك، “الخطة (ج) أبين ولحج اليوم، وغداً سنقلب الطاولة ولا مجال للمراوغة، والبيان رقم (1) من ساحة التحرير بخور مكسر سيكون بعد فترة وجيزة لاحقاً، وشعب الجنوب ملتف حول قيادته في المجلس الانتقالي”.

من جانبه عزا عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي الأحداث التي شهدتها مدينتا عدن وسيئون شمال حضرموت إلى تراكمات من المعاناة الشعبية وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية وسياسات العقاب الجماعي التي انتهجتها منظومة الفساد في مدن الجنوب المحرّرة.
 
وقال العولقي في تصريح لـ”العرب”، “سبق وأن حذرنا من انتفاضة شعبية في ظل عجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاق الرياض، وخاصة ما يتعلق بصرف المرتبات وتحسين الخدمات”.
 
وأكد على أن الأمور زادت سوءا وتعقيدا عما كانت عليه قبل عودة الحكومة إلى عدن.
 
ولفت عضو هيئة رئاسة الانتقالي إلى “عدم فاعلية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمجابهة الاستحقاقات المطلوبة منها ما تسبب في انهيار شبه كلي للخدمات وارتفاع العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية، وهو ما ضاعف من معاناة المجتمع واتساع رقعة الفقر في مقابل تغول الفساد”.
 
وعن موقف الرسمي إزاء هذه الاحتجاجات التي بلغت مستوى تصعيديا بعد اقتحام عدد من المتظاهرين للبوابات الرئيسية لقصر معاشيق قال العولقي “الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي الانحياز إلى صف الشعب وتأييد مطالبه والوقوف معه مع حرصه على منع أيّ محاولات لاختراق الاحتجاجات الشعبية وتوظيفها بعيدا عن هدفها”.
 
وأدان العولقي “ما تعرض له الشبان المحتجون من قمع واستخدام مفرط للقوة ضدهم من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون معتبرا ذلك انتهاكاً صارخا لحق التعبير”.

وفي ذات السياق أعرب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، عن رفضه لاستهداف أبناء سيئون بالرصاص الحي، مؤكدًا أن ما حدث طعنة جديدة لاتفاق الرياض من الأدوات التي تحاول الانقلاب على مضامينه. وقال في تغريدة عبر حسابه “بتويتر” : “التحية لأبناء سيئون الأحرار ونرفض بشكل قاطع تلك الجرائم التي استهدفت احتجاجاتهم السلمية بالرصاص الحي، وهي طعنة جديدة لاتفاق الرياض من قبل تلك الأدوات التي أخذت على عاتقها توجيه الطعنات للاتفاق والانقلاب على مضامينه من تطبيع للأوضاع وتحسين للخدمات”.

واستنكر أحمد ‏عمر بن ‏فريد، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، صمت الكيانات الوهمية المتاجرة باسم حضرموت عن أحداث سيئون.

وتساءل بن فريد في تغريدة على منصة “تويتر” : “لماذا لم نسمع اليوم صوتا للذين تعودوا على استغلال اسم حضرموت وطرحه في سوق المزاد السياسي العلني في حضرة الأحمر وأركانه ودولته الاتحادية المزعومة خاصة من قيادات الإخوان؟!”.

وتابع: “ألم يؤلمهم ما حدث اليوم؟ ألم يشعروا ولو بقدر ضئيل من الخجل والحياء جراء كل هذا القمع والإهانة التي حدثت اليوم؟”.

وفي إشارة لتردي الوضع المعيشي والخدمي في المحافظات المحررة قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إن “الوضع لايزال صعبًا في عدن والمحافظات المجاورة”.
 
وأضاف أن “تحسين الخدمات الأساسية، بما يتضمن القدرة على الحصول على الكهرباء وضمان دفع الرواتب لموظفي الحكومة وضمان الأمن واستقرار الاقتصاد سيتطلب المزيد من الموارد التي تعاني أصلاً من نقص في الوقت الحالي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى