رغم مرور ما يقارب العام على وعود الحكومة بتعوضيهم.. متضررو السيول في عدن بلا مأوى ولا غذاء! (تقرير)

عدن24| خاص

في مطلع العام الماضي وفي منتصفه ضربت الأمطار الغزيرة مدينة عدن مرات عدة ، وتضررت الكثير من المنازل والأملاك جراء السيول المتدفقة التي جرفت كل شيء ، كما أودت بخسائر في الأرواح والعديد من الإصابات.
تلك السيول خلفت وراءها جملة من المآسي التي لا تزال تلفح ذويها الى اليوم دون ان تُقدم لهم اي حلول ملموسة.
حيث اصبحت مئات الأسر بلا مأوى بعد أن جرفت السيول منازلها وأملاكها وباتوا يقطنون الفنادق او في مخيمات بعيدة عن المدينة ، وسط عجز كبير منهم عن العودة الى منازلهم او إعادة إصلاحها.
ورغم الوعود الحكومية الكثيرة التي قُطعت بشأن تعويض المتضررين ، غير ان شيء من تلك الوعود لم يُنفذ الى اليوم ، وغدت معظم الأسر تنتظر التعويض وتنفيذ الوعود التي لا تعدو ان تكون حبر على ورق بحسب متضررون.

عام كارثي
كان العام الماضي 2020 من أقسى الأعوام التي شهدتها البلاد بشكل عام ومدينة عدن على وجه الخصوص.
حيث تفاقمت عدد من المآسي والكوارث التي ضربت البلاد بطولها وعرضها ، وعلى رأس تلك المآسي موجة الامطار الغزيرة وتفشي الأوبة والأمراض التي نتج بعضها عن المياه الراكدة للأمطار او وباء كورونا الفيروسي الذي تفشى في جميع المحافظات.
وأخذت مدينة عدن النصيب الأكبر من تلك الكوارث لا سيما من الامطار والسيول التي حولتها الى مدينة شبه منكوبة وخلفت الكثير من الاضرار.
ففي 26 مارس 2020 هطلت الأمطار على على العاصمة عدن بشكل لم تشهده المدينة منذ اعوام قبل ذلك ، وأودت بخسائر في الأرواح والممتلكات وجرفت السيول عدد من المنازل .
ولقي جراءها شخصان مصرعهما وأصيب 4 أخرون من اسرة واحدة بعد ان انهار المنزل على رؤسهم.
كما أصيب فيها شخصان نتيجة الانجرافات في مدينة كريتر وغرقت حينها معظم شوارع مدن المحافظة وبعض المنازل بمياه الأمطار، وجرفت السيول المنحدرة من الجبال عددا من السيارات، خاصة في مديرية المعلا.

مدينة منكوبة
أما في 21 ابريل من ذات العام فقد اعُلنت العاصمة عدن مدينة منكوبة نتيجة الكارثة الغير مسبوقة التي خلفتها الأمطار والخسائر المضاعفة.
فقد خيم الحزن يومها على معظم شوارع وأزقة مدينة عدن عقب كارثة السيول التي ضربت المدينة، وأدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وتسببت السيول حينها بمصرع 8 أشخاص، بينهم 5 أطفال، مع انهيارات كاملة وجزئية لأكثر من 66 منزلا، بحسب بيان رسمي.
ففي غضون ساعات من تلك الامطار وجدت الكثير من الأسر نفسها بلا مأوى ولا غذاء، بعد ان دمرت السيول منازلهم وجرفت ممتلكاتهم.
وخرجت الحكومة حينها لتعلن ان العاصمة عدن باتت “مدينة منكوبة”.
وصرح رئيس الحكومة معين عبد الملك، في تغريدة عبر تويتر، قائلا ان مدينة عدن منكوبة بسبب حجم الخراب والخسائر الهائلة بفعل المنخفض الجوي.
ودعا عبد الملك حينها الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات الإغاثة إلى مساعدة الحكومة في مواجهة هذه الكارثة واحتواء أثارها المدمرة على حياة وممتلكات المواطنين.
ولم تمر شهران على تلك الكارثة حتى عادت الأمطار مجددا لتضرب المدينة بشكل مماثل وخلفت اضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات.
وتدفقت السيول الجارفة يومها في مناطق كريتر والمعلا وفي الشوارع ما ادى الى دخولها الى مساكن المواطنين واغراقها . 
حيث غُمرت الشوارع وسارت السيول بقوة في مديريتي كريتر والمعلا ،وتضررت منها مئات الأسر وخصوصا الأسر النازحة التي كانت تقطن في المرتفعات.

1024أسرة بلا مأوى
تضررت نحو 1024 أسرة نازحة في العاصمة عدن جراء الأمطار التى شهدتها مديريات المدينة في العام الماضي.
وجاء ذلك بحسب تقرير اصدرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، التي أعلنت حينها ان السيول هدمت مخيمات النازحين في الفارسي والشعب والحفرة، وعمران، وبئر أحمد، وقرو، ورأس عباس، وكبجن في مديرية البريقة، والصوامع في مديرية المعلا، وحوش المخيمات بمديرية خور مكسر.
وباتت معظم تلك الأسر التي يتجاوز عددها الألف الى اليوم بلا مأوى ومشردة في الفنادق والمخيمات البعيدة عن المدينة.
وتحدث الكثير منهم انهم باتوا يترددون على منازلهم المهدمة وسط عجز كبير منهم على إعادة إصلاح تلك المنازل التي يحتاج اعادة تأهيلها الى تكاليف باهظة .

تبخرت الوعود
عقب كارثة السيول التي ضربت مدينة عدن في منتصف العام الماضي ، وعدت وزارة المالية في موقعها الإلكتروني بتعزيز محافظة عدن بمبلغ مليار ريال لمعالجة الأضرار الناجمة عن آثار المنخفض الجوي بصورة عاجلة، إضافة إلى مبلغ المليار الريال السابق الذي أودع في حساب السلطة المحلية، مطلع أبريل/ نيسان 2020؛ لتمكينها من مواجهة تبعات كارثة السيول.
كما وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حينها على العمل وبشكل فوري بعيدًا عن الروتين ورصد عاجل للأضرار التي تسبب بها المنخفض الجوي، وتعويض المتضررين.
لكنها وعود تبخرت قبل ان يرى لها المتضروون أثر ، إذ لا تزال الأسر المنكوبة من الأمطار بلا مأوى ولا غذاء ، ولا حتى آمال للعودة الى منازلهم التي تهدمت جراء تلك الكارثة.
وتسائل المتضررون عن مصير تلك الأمول التي قالت المالية انها أودعتها في حساب السلطة المحلية.
وهي التي لم يرى المتضررون منها شيء ولم يتم العمل على تعوضيهم رغم مرور ما يقارب العام على تشردهم من منازلهم.
وذلك ما ذكرته اسرة الحاج محمد محسن الفلاحي، وهي أحد الأسر التي طال الدمار منزلها الصغير بعد حصار فرضته السيول على افرادها.
حيث دام الحصار لأربعة أيام متتالية، دون مأكل أو مشرب إلا ما كان يتفضل به عليهم جيرانهم من نافذة الدور الثاني لمنزلهم التي كادت هي الأخرى معرضة للإجتثاث من السيول المتدفقة لو العناية الإلهية ، بحسب حديث احد افراد الأسرة.
فقد غمرت المياة المنزل وجرفت السيول كل ما كان أمامها ، فيما بقيت بعض ممتلكات الأسرة مبعثرة في الأرجاء ، وحتى مقتنيات كبار السن والأطفال وألعابهم بعثرتها السيول قبل ان تبعثر احلامهم وآمالهم.
وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسرة لم يقدر افرادها على اعادة إصلاح المنزل وإعادته الى هيئته السابقة.
وتفاجئت الأسرة عندما أورد المهندسون تقريرا بعد زيارتهم الى المنزل ، اوضحوا فيه ان المنزل لم يعد صالح للسكن.
اما الصدمة الأكبر فكانت عندما وجدت الأسرة نفسها مضطرة لترك المنزل ، فلولا بعض اهل الخير الذين استأجروا لهم بيتاً لباتوا يفترشون العراء وأرصفة الشوارع.
والى جانب أسرة الفلاحي هنالك أسر اخرى كثيرة جبلت على العيش في منازل متهالكة قد اخذ فيه الزمان مأخدهُ.
فالحاجة والفقر وارتفاع إيجارات المنازل تزامنا الظروف الصعبة ، هي ما دفعت تلك الأسر للعيش في منازل من متوقع سقوطها في أي لحظة على رؤوس ساكنيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى