صحيفة دولية: شكوك حول إمكانية انطلاق الهجوم على المنشآت السعودية من الأراضي اليمنية

عدن24-العرب اللندنية


تسود قناعة عامّة لدى أغلب الدوائر المهتمة بشؤون الشرق الأوسط بأنّ ظاهرة استهداف المواقع والمنشآت المدنية داخل الأراضي السعودية مرتبطة عضويا بحسابات إيران وصراعاتها الإقليمية والدولية بشكل يتجاوز بكثير الأوضاع الداخلية في اليمن والعراق، حيث أذرع إيران التي تُستخدم في تنفيذ تلك الهجمات على المملكة وآخرها الهجوم الأخير على منشآت تابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة، والذي لا تزال الشكوك تحوم حول إمكانية أن يكون منطلقه الأراضي اليمنية.

وجاء في تقرير حديث لمركز ستراتفور الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية تحت عنوان ” خطر المسيّرات قائم سواء أجاءت من اليمن أم من العراق أو من إيران”، أنّ ذلك الهجوم يذكّر بالهجمات التي وقعت سنة 2019 على مواقع تابعة لشركة أرامكو في بقيق وخريص وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها في البداية، قبل أن يتمّ التشكيك بقوّة في أن نوعية الهجمات وما أحدثته من أضرار يختلف عن نمط الهجمات الحوثية ويتجاوز قدرات الجماعة اليمنية التابعة لإيران.

وقال أحد مستشاري الديوان الملكي السعودي لصحيفة وول ستريت جورنال، إنّ الهجوم الأخير لم يأتِ من جهة اليمن وإن جميع الدلائل تشير إلى إيران، دون اتّضاح ما إذا كان الهجوم جاء مباشرة من الأراضي الإيرانية أو من الأراضي العراقية.

ويبدو منطقيا، بحسب التقرير المذكور، أن لا يكون الهجوم قد جاء من اليمن على الرغم من أن توقيته مناسب لتكتيكات الحوثيين وأهدافهم في الفترة الراهنة لكنّ قدرتهم على ضرب أهداف بعيدة مثل رأس تنورة والظهران بشرق السعودية تظل في حاجة إلى الإثبات.

وجاء أحدث هجوم على أهداف سعودية في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة في 23 يناير الماضي على القصر الملكي في الرياض قال مسؤولون أميركيون إنه انطلق من العراق.

وبحسب هؤلاء، فقد نقلت إيران صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى وطائرات مسيّرة إلى الميليشيات العراقية في السنوات الأخيرة.

ووقع الهجوم على أرامكو بعد أن زار رئيس الأركان العامة السعودي فياض الرويلي بغداد في 2 مارس الجاري، حيث التقى بوزير الدفاع العراقي جمعة عناد.

وقالت وسائل إعلام إن زيارة الرويلي إلى العراق جاءت على خلفية مخاوف من استخدام ميليشيات الحشد الشعبي أنفاقا تحت الأرض في محافظة الأنبار المتّصلة جغرافيا مع السعودية واستخدامها بعد ذلك في تهديد المملكة.

ويظل من المستبعد أن تأتي أي هجمات بحجم تلك التي استهدفت السعودية من قبل ميليشيات مدعومة من إيران دون تدخّل أو علم من الحرس الثوري الإيراني. كما أنه من المؤكّد أن طهران تدرك مسبقا أن اللوم سيقع عليها في الأخير.

وما يمكن استنتاجه أن إيران وقفت وراء أنشطة هجومية في منطقة الخليج العربي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية من خلال ثلاث حوادث منفصلة، هي تلغيم ناقلة نفط قبالة سواحل العراق، والاستيلاء على ناقلة كورية، وإحداث تفجير في حاملة المركبات الإسرائيلية.

لكن هذا الهجوم الأخير على أرامكو يظل واحدا من أكثر الهجمات جرأة منذ عام 2019. ويمكن ربطه بحسابات تتجاوز كثيرا الصراع في اليمن وأيضا الوضع في العراق، وتتعلّق بنفاد صبر طهران من عدم قيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برفع العقوبات عنها رغم خطابها الذي بدا مختلفا عن خطاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبالنظر إلى ذلك يصبح من المحتمل حدوث المزيد من الهجمات على الأراضي السعودية مصدرها اليمن والعراق، رغم احتمال تناقص تأثير مثل تلك الهجمات في ظل تطوّر وسائل الدفاع السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى