لا يُلدغ المرء من جحرٍ مرتين

كتبت/ ياسمين مساعد

لاشك إن من يراقب الحراك الإقليمي والدولي الخاص بملف الحرب الدائرة في اليمن يعلم جيداً إن جميع الأطراف بمن فيهم أمريكا إتخذوا قرار ضرورة إنهاءالحرب فأتخذت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وقف دعم التحالف العربي المشارك في الحرب بالسلاح وتعيين واشنطن مبعوثاً خاصاً لها في اليمن وزيارة المبعوث الأممي جريفث إلى طهران ودعوته لها بضرورة مشاركتها المحورية في المشاورات كما أكد برلمان الإتحاد الأوروبي على أهمية إحلال السلام في اليمن عن طريق إجراء حوار شامل مع جميع الأطراف اليمنية يعمل على إرساء قواعد متينة لحل الأزمة اليمنية.

واليوم ومن الأهمية بمكان يجب أن يدرك الجنوبيين إن أمريكا قد ألقت عرض الحائط بقرار تصنيف أنصار الله الحوثي كمنظمة إرهابية وناشدها وأيدها بذلك المجتمع الأممي برمته بينما إشترط الحليف الإقليمي (إيران) الإعتراف بحكومة الحوثي بحكم إنه السلطة المسيطرة على الأرض في الشمال.

في خضم كل مايجري أي مصير ينتظر الجنوب وهل سيقف الحلفاء مع من شاركهم وقدم الغالي والنفيس من أجل تحرير الأرض إن كانوا صادقين يتحتم عليهم اليوم أن يدعموا المجلس الانتقالي وأن يشترطوا ضرورة وجوده في مشاورات الحل النهائي لإنهاء الحرب بصفته المفوض شعبياً والحامل السياسي لقضية الجنوب.

لأنه لم يعد مقبولاً أن يقف التحالف مع حزب الإصلاح الإخونجي الجناح المختطف لقرارات الرئاسة والمعرقل لتنفيذ إتفاق الرياض والذي سلم الشمال بأكمله للحوثي وضل يستنزف التحالف ولايحصد إلا الفشل الذريع والمخزي وكل ماأنجزة هو سقوط المحافظات الشمالية الواحدة تلو الأخرى بأيدي الحوثي.
حتى صارت الشرعية الأخونجية بلاوطن وأرض تضع لها موطئ قدم عليها.

يجب أن لايلدغ الجنوب من جحرٌ مرتين ويجب أن لايقبل الانتقالي والشعب الجنوبي أن تجلس الشرعية الإخونجية المشردة في الفنادق وحركة أنصار الله الحوثي في طاولة المفاوضات دون وجود الانتقالي كطرف أساسي ومفاوض ندي يمثل الجنوب أرضاً وإنساناً وينتصر لقضيته لأنه الطرف الأقوى والمسيطر الفعلي على الأرض
نتمنى أن لايلدغ الجنوب مرةً أخرى كما حدث في صيف حرب ١٩٩٤م الشعب الجنوبي معلق الآمال بمحيطه الإقليمي والعربي الذي يتمنى عليه أن لايخذله لأنه إن حدث ذلك سيعود الجنوب شعباً وقيادتاً إلى المربع الأول ولكن هذه المرة سيكون بإعلان الكفاح المسلح بنكهةٍ جديدة ومزلزلة وفي موقع يدرك العالم جيداً أهميته وسيجعلهم صاغرين يتهافتون لإقناع الجنوب بقبول الجلوس على طاولة التفاوض وإحلال السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى