تقرير خاص|معركة الانتقالي الديبلوماسية تحصد ثمارها

عدن24|خاص

يستمر المجلس الانتقالي الجنوبي في حصد ثمار النجاحات الدبلوماسية التي حققها منذ تأسيسه، والتي أفضت لأن يكون طرفاً في حكومة المناصفة الحالية، بتوقيعه اتفاق الرياض قبل عام ونصف تقريباً، واستمراراً لمعركة الانتقالي الدبلوماسية جأت زيارته إلى روسيا يوم أمس الأحد، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

حيث تعد هذه هي الزيارة الثانية للرئيس عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو، لكنها تختلف عن سابقتها بعد أن أضحى الانتقالي طرفاً ممثلاً عن الجنوب بشكل رسمي، وهو ما يجعل الزيارة تأخذ أبعاداً مختلفة هذه المرة لأن الانتقالي يسعى إلى حشد دولي يدعم خطوات استعادة دولة الجنوب، في ظل مواجهته حملات عدائية من قوى يمنية وخارجية تستهدف الجنوب وهدفها أن يظل الجنوب في مربع الفوضى.

واليوم يستمد المجلس الانتقالي قوته من النجاحات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي حققها خلال العامين الماضيين، بعد أن استطاع طرد المجاميع الإرهابية من العاصمة عدن، واستطاع أن يصل إلى محطة اتفاق الرياض والتوقيع عليه والتصدي لممارسات الشرعية الإرهابية على مدار أكثر من عام من توقيعه حتى تنفيذ الجزء الأكبر من بنوده على الأرض.

      اهمية الزيارة إلى روسيا

هناك عدة اهداف من زيارة رئيس المجلس الإنتقالي وبعض أعضاء المجلس إلى روسيا، لخص جزءاً منها المحلل السياسي مسعود احمد زين حيث قال: “إن ابرز تلك الإبعاد هي أن الانتقالي أصبح جزء من الشرعية، وحامل وممثل لقضية الجنوب، بالإضافة إلى ثقل روسيا عالمياً وكونها الطرف الأقرب للعب دور الوسيط الضامن بين مختلف الأطراف، وكذا جديتها كما جدية الانتقالي في محاربة الإرهاب”.

واضاف مسعود : “تأتي اهمية زيارة قيادة المجلس الانتقالي الحالية لموسكو باعتقادي في أربعة اعتبارات، اولها ان المجلس الانتقالي في زيارته الثانية هذه اصبح جزء من شرعية سياسية وعسكرية قائمة بعد توقيع اتفاق الرياض يسهل على عواصم القرار العالمي ومنها موسكو التعامل معة بشكل طبيعي ومباشر كطرف اساسي، لإيجاد اي مقاربات سياسية لملف الحرب في اليمن، وثانيها، بخلاف اي وفود اخرى لا يحمل المجلس الانتقالي في هذه الزيارة وفي كل مخاطباته للدول الكبرى إلا ورقة واحدة وهي ورقة القضية الجنوبية وهو حامل أصيل لها ، بعكس اطراف اخرى طرقت او تطرق أبواب عواصم العالم وهي تحمل أوراق غيرها من الاحزاب السياسية اليمنية او مراكز القوى السابقة في صنعاء بمسيات الوحدة او الاقلمة، او غيرها بما يعني ذلك أن حل القضية الجنوبية هي الأرضية الوحيدة التي سوف يبنى عليها أي حوار مع الروس، بما في ذلك رؤية الحل السياسي الشامل للوضع القائم اليوم في عموم الجمهورية اليمنية، وثالثها، أن المجلس الانتقالي يشترك وروسيا بشكل صادق دون أي مناورة في العمل الجاد ضد الارهاب بتنظيماته المختلفة، على المستوى المحلي وفي المنطقة، وهي حجر زاوية يمكن البناء عليها بثقة في تقوية العلاقة بين الطرفين، ومدخل لدراسة مقاربات سياسية عميقة في ملفات اخرى تهم الجانبين، ورابعها أن روسيا تُعد الطرف الدولي الاقرب للعب دور الوسيط الضامن، بين معظم الاطراف المعنية بملف الحرب باليمن، لامتلاكها علاقة جيدة مع معظم الاطراف المحلية او مع اللاعبين الاقليميين الداعمين لهذا الطرف او ذاك، وبالتالي فأن تجسير علاقة الانتقالي بروسيا سوف تضمن ورقة رابحة للطرفين مستقبلاً في اي جهد دولي للتسوية النهائية لملف الحرب”.

     انتصار للقضية الجنوبية

لا يضيع حقاً وراه مطالب، هكذا كان ولا يزال يؤمن ويعتقد الجنوبيين، الذين سلبت منهم الوحدة اليمنية كل حقوقهم وعاشوا لاربعة عقود من الزمن يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، ولان العالم لا يعترف إلا بمن يملك القوة، ظل الجنوبيين خارج المشهد حتى إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استطاع ان ينقل القضية إلى العالم وصناع القرار، وحول هذا الموضوع وزيارة الانتقالي ألى روسيا اعتبر قادة وسياسيون جنوبيين إن زيارة وفد الانتقالي إلى روسيا تأتي ضمن جهود المسار الذي اختاره المجلس، في الانتصار للجنوب وقضيته.

وعن ذلك قال القيادي الجنوبي أحمد عمر بن فريد: ‏”سنذهب بقضيتنا إلى جميع اصقاع الدنيا شرقا وغربا”.

واضاف” منفتحين على كل دول العالم لا توجد لدينا قيود او عقد ضد أحد، ولا نعادي إلا من يعادينا، نحترم من يحترم قضيتنا وإرادة شعبنا”

واختتم بن فريد بقوله “روسيا أظهرت لنا قدرا كبيرا من الاحترام والتفهم ونحن نبادلها قدرا اكبر من الاحترام أيضا، كل التوفيق لوفدنا”.

من جانبه قال: الناشط السياسي محمد حبتور، “ان المجلس الانتقالي الجنوبي ليس لديه ما يخفيه، وقد وضع اهدافه ووضح توجهاته منذ اليوم الأول لتأسيسه، لذلك كل تحركاته وزياراته معلنة للجميع”.

وأضاف: “المجلس شريك في الحكومة وفقاً لإتفاق الرياض، وهذا لا يعني أنه سيضع قضيته الأولى على الرف، كما ظن البعض، فذاك مسار، وهذا مسار آخر”.

         كسب ثقة العالم

سياسيون وإعلاميون أعتبروا زيارة وفد الانتقالي إلى روسيا، ضمن المسار الدبلوماسي، الهادف لبحث التعاون وتعزيز الشراكة وكسب ثقة العالم.

حيث قال متحدث محور أبين والمنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب: “‏كسب ثقة العالم هدف مستطاع لمن ملك قبل كل شيئ قيم الوفاء الصادق لشعبه وامته وكان رصيده عقودا من النضال التحرري ومكافحة الارهاب”.

وأضاف: “إنها رحلة متأتية فقط لمن خاض غمارها بما يكفي من الشجاعة والحنكة والبذل والعطاء والتضحية والفداء للأرض والامن والسلام الدوليين”.

ووصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم أمس الأحد إلى العاصمة الروسية موسكو، برئاسة، اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، رافقه اللواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، وأحمد لملس الأمين العام لهيئة الرئاسة، محافظ العاصمة عدن، والدكتور ناصر الخبجي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري نائب رئيس وحدة شؤون المفاوضات المتحدث الرسمي للمجلس، وعمرو البيض عضو هيئة الرئاسة، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، وأنيس الشرفي عضو وحدة شؤون المفاوضات.

وفور وصوله موسكو صرح الزُبيدي، مجدداً لشعب الجنوب، العهد بالسير بهم في طريق آمن لتحقيق طموحاتهم وآمالهم واستعادة الدولة الجنوبية.

وأوضح أنه سيتلقي خلال زيارته بعددٍ من المسؤولين الروس في الحكومة ومجلسي الشيوخ والنواب (الدوما)، بالإضافة إلى المراكز المتخصصة والمؤسسات العلمية، لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسُبل تحقيق السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة، بما يلبي التطلعات المشروعة لشعبنا الجنوبي، مؤكداً ثقته بالخروج بنتائج مثمرة وإيجابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى