من مكافحة الإرهاب إلى «منافي الخارجية»


كتب/ أحمد الربيزي

هذه قراءة سريعة للقرارات الصادرة عن (الرئيس هادي) وعلاقتها بمكافحة الإرهاب وتأثير أطراف حزبية بعينها، مسيطرة ومتحكمة بالقرارات الرئاسية، وتوجيهها لما يخدم أجندات سياسية تخص، توجهها السياسي الحزبي، مما جعل صدورها يثير مواقف وردود أفعال كثير من الجهات المعنية محلياً وإقليميا.
من المؤسف له أن يجعل الرئيس هادي الخارجية اليمنية، منفى للكوادر الجيدة التي يريد التخلّص منها، والتي كانت لها بصمات واضحة في محاربة الإرهاب، وتحظى بسمعة طيبة في أوساط المجتمع، وهذا يؤكد أنّ “هادي” يمضي على نفس سياسة سلفه الراحل (صالح)، في جعل سفارات اليمن في الخارج منافي لمعارضيه، مع اختلاف بسيط أن (عفاش) كان يمكّنهم من السفارات لإرضائهم ولإسكاتهم، فيما “هادي” ومن يوجه قراراته يكتفى فقط بإحالتهم كسفراء في الخارجية اليمنية بلا سفارات محددة، لكون غالبية السفارات والملحقيات ليس فيها متسعاً لغير الموالين لحزب الإصلاح (إخوان اليمن).

27 أبريل 2017 صدر القرار الرئاسي رقم (31) لسنة 2017 بتعيين اللواء عيدروس قاسم الزبيدي سفيراً في وزارة الخارجية.

29 ديسمبر 2020 صدر القرار الرئاسي رقم (8) لسنة 2020 بتعيين اللواء على ناصر لخشع سفيراً في وزارة الخارجية.

29 ديسمبر 2020 صدر قرار رئاسي رقم (64) لعام 2020 بتعيين اللواء شلال علي شايع ملحقاً عسكرياً لسفارة اليمن في أبوظبي.

15 يناير 2021 صدر القرار الجمهوري رقم (2) لسنة 2021 بتعيين الدكتور علي أحمد ناصر الأعوش سفيرا في وزارة الخارجية.

ومما سبق يتضح أنّ من يتم نفيهم إلى (منافي الخارجية اليمنية) – إن صح التعبير، بعد عزلهم من مناصبهم الهامة، يرتبطون مباشرة ومن نواحي عدة بمكافحة الإرهاب، وقد حققوا خلال توليهم لمهامهم الأمنية أو الإدارية أو القضائية، نجاحات مشهودة لهم.

فالمعروف أنّ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي أعلن من منصبه كمحافظ للعاصمة عدن، الحرب على الإرهاب، وحقق مع اللواء شلال شايع، ومع قوات الحزام الأمني بمساندة التحالف العربي انتصارات كبيرة على قوى الإرهاب، واستطاعوا إسقاط مشروع الإرهاب الذي كان يسيطر بشكل شبه كامل، على العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين.

كما أنّ لنائب وزير الداخلية على ناصر لخشع بصمات كبيرة في مكافحة الإرهاب، الذي لم يسلم منه شخصياَ، وقد استشهد أحد أبناءه بأيادي الإرهاب الآثمة، كما أنّ “لخشع” يحظى بقبول مجتمعي، ولم يلوّث أياديه مع القوى المناهضة للمشروع الجنوبي التي قادتها مليشيا الإخوان ومرتزقة قطر وتركيا.

وبالنسبة للدكتور “الأعوش” الذي أُقيل من منصبه كنائب عام، وبرغم أنّ القضاء كان في فترات ماضية شبه معطل، إلا أن الرجل كان قد سبق له وأن حاكم الكثير من القيادات الإرهابية والعناصر التي أحيلت إليه ولم يتهاون في عمله، كما أّن الرجل يحظى بقبول مجتمعي وله علاقات مميزة مع الجميع.

بعد اللمحة السريعة التي سردناها فيما سبق يتضح جلياً الجهات التي يخدمها إبعاد الكوادر التي لها بصمات في مكافحة الإرهاب، والتي تُسيطر على قرارات الرئاسة اليمنية، حتى لا نتجنى على أحد فقد وضعنا قراءة سريعة، وركّزنا بالذات على القرارات التي تبعد هذه الكوادر الفاعلة، ولها بصمات واضحة في مجالها العملي الأمني والإداري والقانوني، ولكنها تعزل ويتم تكديسها في منافي الخارجية اليمنية، مع جل احترامي للمخلصين في الخارجية اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى