تقرير خاص| شبوة.. ميناء قناء تهيئة الاجواء لفتح سواحل المحافظة للتهريب

عدن24| خاص

“اليوم التاريخي في مستقبل شبوة، المحافظ بن عديو يفتتح ميناء قناء النفطي والتجاري”، هذه العبارات وعبارات اخرى مشابهة، تحدثت عن إنجاز لا أساس له على أرض الواقع، فضجت صفحات الإخوان على وسائل التواصل الإجتماعي بمشروعاً عملاق سيحدث نهضة إقتصادية للمحافظة، ويكون الرافد لعملية البناء والتنمية المتسارعة التي تشهدها المحافظة على حد قولهم، وفي حقيقة الأمر لم يكن هناك أي مشروع حقيقي قد يخدم المحافظة ولا تتعداء فائدة هذا الميناء تهيئة الأجواء وتحسين الظروف لعمليات تهريب الأسلحة والخبراء الأتراك والإيرانيين عبر سواحل شبوة.

       ميناء متنقل 

لا ميناء حقيقي بدون بنية تحتية متكاملة من أرصفة ومعدات وصوامع ومخازن ومباني وملحقات ومرافق اخرى، لكي يكون الميناء جاهز للتصدير والإستيراد لكافة انواع البضائع، واستقبال كل انواع السفن، ولكن كل هذا غير موجود في ميناء قناء الذي افتتحه المحافظ محمد صالح بن عديو، يوم امس الاربعاء، وكل ما في الامر انه جلب سفينة على متنها خزان عائم يتم شراءه ويتم تجهيز منظومة الانابيب من وإلى السفن وكذلك إلى البر، وهذا الخزان سيكون متهالك مع انتهاء الفترة الزمنية، وبكل بساطة هذا هو الميناء المتحرك، أي بقاء هذه السفينة في البحر من أجل تبرير عمليات التهريب، التي يتم التهيئة لها تحت غطاء النشاط التجاري، الذي سيشهده الميناء مستقبلاً.

هذه الدعايات الإعلامية المفبركة التي روج لها إعلام الإخوان بوصفها بالمشروع العملاق، والذي سيحدث نقلة نوعية في المحافظة، لاقت ردور افعال غاضبة، فقد علق الناشط والكاتب الجنوبي علي النسي قائلاً:
“بعد ان تصفحت صور افتتاح ميناء قنا لأرى حجم المشروع الضخم الذي بسببه تم قتل مشروع الخزن الاستراتيجي في مهده، و بحثت في الصور لأجد هذا المشروع ولكنني لم اجد اي منشأت حقيقية لأي مبنى رسمي، فلا جمارك ولا إدارة، ولا رصيف بحري، ولا غاطس، ولا حتى وجود لسفن القطر والسحب، ما دفعني ان اتساءل كيف ستدير الدوائر الحكومية الميناء؟ وكذلك مصلحة الضرائب ووزارة النفط وزارة الصناعة والتجارة وغيرها؟.

و قال ساخراً “هل ستكون مكاتب ممثلي تلك الوزارات في قارب او سيارة سفري؟، وكذلك اين ستفحص الشحنات الواصله كما يحدث في الموانى النفطية في عدن والمكلا والحديدة؟ وهل سيتم الفحص تحت البوزة أم ان النوايا الحسنه تكفي”.

واختتم النسي حديثه قائلاً: “باختصار ميناء قنا هو أقرب لان يكون نقطة تهريب من أن يكون ميناء، فلا يوجد بهذا الميناء إلا اربعة خزانات و بوزة وحنفية”.

 من يقف وراء انشاء الميناء

تساءل العديد من الكتاب والناشطين الجنوبيين على وسائل التواصل الاجتماعي، عن الجهة التي تقف وراء إنشاء هذا الميناء المتنقل، وما موقف التحالف العربي تجاه هذه الخطوة، وكذلك تسآءل المواطنين عن الخدمة التي سيقدمها هذا المشروع للمحافظة، واسئلة عديدة تم طرحها.

الناشط سعيد بكران، قال: “نعرف أن الموانى على البحر العربي لها سلطة، وهي هيئة حكومية كما الموانئ على البحر الأحمر، ونعرف أيضاً ان السلطة المحلية ليس من صلاحيتها انشاء وإدارة الموانئ، ومن حق الجميع أن يسأل عن تبعية الميناء الذي يتحدث بن عديو عن افتتاحه في شبوة،
ومن يتبع بالضبط وكيف سيدار؟.

واضاف: “المشتقات النفطية التي ستوردها البواخر للميناء، هل ستُباع في شبوة فقط أم ستبيعها سلطة شبوة للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمالاً أيضاً؟ وماذا عن فوارق السعر والأرباح، أين ستذهب وكيف سيتم مراقبتها من أجهزة الدولة المعنية؟.

واستطرد: “إذا كان يحق لمحافظ شبوة فتح منافذ وإنشاء موانئ، هل يحق لبقية المحافظين فعل ذات الشيئ وخدمة محافظاتهم وتوفير موارد غير مركزية ولا تخضع للمركز ادارياً ومالياً؟.

وعن ردة فعل سلطة الإخوان قال بكران “تخويف الناس حتى لا يتسائلوا بأنهم حاقدون على شبوة وتأليب أبناء شبوة بأكاذيب الجماعة وأهدافها بإسم مصلحة شبوة لن ينطلي على أحد، لأن لا أحد يحقد على شبوة أكثر من جماعة الإخوان التي تريد شبوة وغيرها مطية لنوايا جماعة لاتؤمن لا بوطن ولا بقبيلة ولا بمحافظة.

واختتم بكران حديتة بقوله: “قدموا إجابات واضحة عن كل التساؤلات، أو ليس انتم من يقول لابد من إقامة الدولة؟.

الدولة أجهزة وهيئات مختصة في المركز والمحافظات وليست محافظ فقط يفعل مايريد ويحل محل كل سلطات وهيئات الدولة”.

    لمحة تاريخية عن ميناء قناء

يقع ميناء قنا على ساحل البحر العربي، ويبعد عن المكلا بحوالي 120 كيلو متراً، وعن عتق المركز الإداري لمحافظة شبوة بحوالي 140 كيلومتراً.

حيث جاء ذكره في العهد القديم من الكتاب المقدس، كما ورد ذكره في المصادر الكلاسيكية، الإغريقية واللاتينية، ولاسيما في كتاب الطواف حول البحر الإريتري، وقد جاء اسمه عند بطليموس ترولا، غير أن اسمه في النقوش اليمنية القديمة قنا أما اليوم فيطغى عليه اسم بئر علي، وهو الاسم الذي تعرف به تلك القرية الحديثة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة قناء والتي تبعد عنه بحوالي 3 كيلومترات.

وكشفت التنقيبات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية عن الدور الذي كان يؤديه ميناء قناء كمرفأ على الطريق الممتد على الهند منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد، ولم تكشف بعد الحفريات الأثرية عن الفترات الأقدم لها.

إذ كان الميناء الرئيس لليمن القديم والذي ازدهرت فيه تجارة الترانزيت من القرن الأول وحتى القرن الرابع الميلادي، وذكرت النقوش اليمنية القديمة أن خليج قناء فرضه ملك حضرموت، وقد ورد في النقش الموسوم من أنه كان الميناء الرئيسي لمملكة حضرموت.

إذ كان ينقل منه البخور واللبان اليمني عبر الطريق البري إلى دول البحر الأبيض المتوسط بواسطة القوافل وعن طريق البحر في الفترات المتأخرة، كما كانت تنقل إلية توابل الهند وسلع شرق أفريقيا، وكان من أفضل موانى الجزيرة العربية التي تلجا إليها السفن لحمايتها من الرياح الموسمية الجنوبية الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى