ابرز أسباب الاخفاق الإعلامي للتحالف باليمن؟

كتب: عماد الديني

يواصل تحالف دعم الشرعية باليمن اخفاقه الإعلامي الذريع سواء في نقل حقائق الأرض ومستجدات الواقع القائم أوفي مواكبة الانتصارات العسكرية والنجاحات الأمنية التي تحققت وتتحقق بصورة مستمرة في المناطق المحررة رغم الهجمة الإرهابية الجماعية الشرسة من قبل فرق الموت وخلايا التخريب وكلاء الاخونج وحلفائهم المجمعين على استعداء الجنوب وتصوير شعبه المطالب بحقه المشروع في استعادة استقلال دولته الجنوبية وكأنه يرتكب بذلك كبائر الجرم بحق من في السماء والأرض.
ولذلك يمكن القول ان فشل أداء وسائل إعلام دول تحالف الشرعية باليمن يعود إلى عدة عوامل يمكن ايجاز أبرزها في التالي:
اولا: غياب استراتيجية إعلامية تكاملية لتغطية كافة جوانب الحياة وتطورات الأوضاع باليمن ما تسبب في ظهور حالة من التشتت والتشضي وغياب أي رؤية موحدة للتعاطي الخبري من قبل وسائل إعلام دول التحالف مع القضايا والحوادث والمستجدات التي تشهدها اليمن ومنها الهجوم الحوثي بطائرة مسيرة انتحارية على منصة العرض العسكري بالعند الخميس قبل الماضي والذي ظهر في تباين وتنافس على نشر مشاهد ولقطات أكدت للعالم والحوثيين ان ضربة المليشيات الانقلابية حققت هدفها بدقة في استهداف منصة العرض التي كان يتواجد فيها كبار قادة الجيشبرئاسة رئيس الأركان الفريق بحري عبدالله النخعي ونائبه اللواء الزنداني واللواء الشهيد محمد صالح طماح رئيس الأركان والاستطلاع العسكري وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن وآخرين.
ثانيا:سوء الاختيار الموجه للمراسلين المتعاملين مع قنوات ووسائل إعلام التحالف بالمناطق الجنوبية بسبب الهيمنة الشمالية المستمرة من قبل صحفيين ونافذين شماليين يتحكمون حتى اليوم باختيار مراسلي وضيوف قنوات ووسائل إعلام دول التحالف بسبب المعرفة المسيسة لهم بتلك الوسائل والفضائيات منذ عهد نظام علي عبدالله صالح عفاش الذي كان يمنع التراخيص لسواهم من الصحفيين الجنوبيين حتى لاينقلوا صورة واقع الرفض الشعبي الجنوبي المتنامي لجراىم دولة للوحدة المرفوضة ومطالبتهم باستعادة استقلال دولة الجنوب المغدورة.
وثالثا: تضارب اجندة دول التحالف الداعمة لماتسمى بالوحدة اليمنية وتقاطعها مع اهداف الشعب الجنوبي الذي كان له شرف قتال الغزاة الجدد والانتصار عليهم وتحقيق أول إهداف التحالف باليمن الذي مايزال يراهن على إمكانية تحرك الإصلاح وقوى الشمال المنهزم والمفكك بعد عفاش لتحرير صنعاء وماحولها ويقدم لهم مئات الملايين والأسلحة من أجل ذلك ومقابل تطفيش كبير ومثير للاستغراب للجنوبين الذين حققوا النصر ورفعوا رأس التحااف وهامات قادته العرب.
ورابعا: انتهاج إعلام دول التحالف سياسة تجاهل الأحداث والتعالي عن المواطن الذي ينتظر منهم تنويره بالحقائق وتوضيح الكثير من الاتهامات المتعلقة بممارسة قوات التحالف باليمن وتفنيد تقارير إعلامية حقوقية عالمية تستهدف دور التحالف الذي أهمل الإعلاميين الحقيقين وتجاهل دورهم وضرورة دعمهم وانتشالهم ووسائلهم من واقعهم الاستقطابي السيء وتمكينهم من المساهمة في تنوير الشارع اليمني بالحقائق التي يتلهف إليها كل ما جد جديد أو استجد مستجد.
خامسا: كيف يمكن ومن اين للقنوات الإخبارية للسعودية والإمارات ان تنجح حتى في مجاراة أداء قناة الجزيرة التي تعبث وتشوه وتصادر كل دور إنساني وموقف اخوي جميل للتحالف باليمن وترسم للتحالف وجها احتلاليا يسيطر بالنار والحديد على المناطق المحررة-اذا كانت تلك الوسائل تستضيف شخص يمني هارب باسطنبول استيقظ لتوه من النوم الذي مايزال باديا بعينيه للتحدث إليها عن الهجوم الحوثي على قاعدة العند الجوية ويتجاهل كل الصحفيين والناشطين الجنوبيين بمن فيهم الذين كانوا يومها في الحفل بالعند.
وليس هذا وحسب بل وصل تخبط قناة العربية الحدث إلى استضافة الناشط الاخونجي الكمالي من القاهرة أو تركيا للحديث لها عن حريق مصافي عدن.
وختاما يحزننا كثيرا ان نرى كل هذا التخبط والفشل الاعلامي للأشقاء بالتحالف في اليمن رغم توفر الامكانيات الكبيرة لدى تلك القنوات المدعومة بسخاء ورغم محاولات تجاهل الكثير اليوم لتضحيات دول التحالف سواء بالمليارات او بعشرات القادة ومائة الجرحى الذين ارتوت أرض اليمن المحررة بدمائهم الزكية خلال هذه الحرب المفروضة عليهم من قبل المليشيات الإيرانية الساعية لالتهام المنطقة وإحياء أمجاد الهرمزان وامبراطورية فارس والهيلمان.

رئيس تحرير صحيفة أخبار حضرموت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى