تقرير خاص| استهداف مطار عدن.. ملامح إيرانية وراء الهجوم

عدن24

تواصلت ردود افعال وتداعيات تفجيرات مطار عدن الدولي الذي وصل عدد ضحاياه إلى 26 قتيلاً و110 جريح.

وعقدت حكومة المناصفة الخميس، أول اجتماع لها في قصر المعاشيق بالعاصمة عدن، برئاسة الدكتور معين عبد الملك، وذلك بعد انفجارات مطار العاصمة عدن الدامية، التي خلفت عشرات القتلى والجرحى.

 خبراء ايرانيين نفذوا عملية المطار

ناقش الاجتماع ملابسات الجريمة، وما توصلت إليه التحقيقات الأولية، واتهم رئيس حكومة المناصفة، معين عبدالملك، خبراء إيرانيين اشرفوا على عملية تفجير مطار العاصمة.

وقال عبدالملك، إن “المؤشرات الأولية للتحقيقات في الهجوم الإرهابي، على مطار العاصمة عدن، تشير إلى وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية ورائها، حيث أن الهجوم تم من خلال صواريخ موجهة، وهناك معلومات استخباراتية وعسكرية تثبت وجود خبراء إيرانيين في مناطق اليمن التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي لتولي مثل هذه الأعمال.

وقال: “يجب أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار، إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة.

        لا خيار أمامنا إلا الاستمرار

في اول اجراء لحكومة المناصفة، قال رئيسها معين عبدالملك، “لا سبيل أمام هذه الحكومة إلا النجاح، وستكون أكثر صلابة في المرحلة المقبلة حتى تستعيد محافظات الجنوب والمحافظات اليمنية عافيتها، ولا شيء في هذه المرحلة مغرٍ في أن نتقلد منصباً، وسنضع أعناقنا على أيدينا من أجل الوطن، وسنقدم أي تضحيات لخدمة المواطن.

            اعداد ملف عن الهجوم

ضمن هذه الاجراءات لحكومة المناصفة، وجّه رئيسها، وزارات الخارجية والمغتربين والشؤون القانونية وحقوق الإنسان، إلى بدء إعداد ملف متكامل عن الهجوم، وتقديمه إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي، وشدد على ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي “مجرد الاستنكار” إلى تحديد مرتكب الهجوم بوضوح ومن دون مواربة، مع المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما بالنسبة إلى ما نحن فيه اليوم فالأمر اصبح اكثر وضوحاً، أفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت أنها تنظيم إرهابي”.

         لجنة تحقيق

جه الرئيس عبدربه منصور هادي، وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات “العمل الإرهابي الإجرامي” الذي استهدف مطار العاصمة عدن، أثناء وصول حكومة المناصفة، في أول إجراء رئاسي تجاه الحادثة التي تسببت بسقوط 26 قتيلاً و110 جريحاً.

وقضى القرار بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية، اللوا إبراهيم حيدان، وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطة المحلية في العاصمة عدن بالتنسيق مع التحالف.

وفي تلميح إلى دور مليشيا الحوثي المدعومة من ايران، والأعمال الإرهابية التي تفتعلها، قال الرئيس هادي انها لن تثني حكومة المناصفة عن ممارسة مهامها من العاصمة عدن، ومواصلة جهودها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار وجهود تطبيع الأوضاع في مختلف محافظات الجنوب والمحافظات اليمنية الاخرى وإنهاء الانقلاب.

             صمود لمواجهة المصير

وعن التساؤل الذي بات يعصف بمواقعرالتواصل الاجتماعي عن ما اذا ستغادر حكومة المناصفة العاصمة عدن، بعد حادثة تفجير المطار أم انها ستصمد وتواجه المصير، رد مصدر في حكومة المناصفة بشكل قاطع وجود أي نية لدى الحكومة بمغادرة العاصمة عدن، وقال إن رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة عاقدون العزم على البقاء فيها وممارسة مهامهم.

        حادثة المطار لا تخدم سوى جماعة الحوثي

اصابع الاتهام في هذا العمل الاجرامي موجهة إلى جماعة الحوثيين، هكذا علق نائب الدائرة الاعلامية، للمجلس الانتقالي الجنوبي، على حادثة مطار العاصمة عدن، حيث اكد ان هذه الخطوة لا تخدم سوى الحوثيين.

وفي السياق ذاته قال: منصور صالح نائب رئيس الدائرة الاعلامية في تصريح لنيوزويك “الحوثيون هم الجناة الرئيسيين في هذه الجريمة وهم أكثر من سيستفيد من نتائجها، وعلى حكومة المناصفة أن تخلق مناخاً وآليات جديدة لخوض المعركة ضد هذه الجماعة”.

واضاف: “هناك أطرافاً أخرى قد تكون متورطة في الهجوم “من بينهم مسؤولون من حكومة اليمن ما بعد الربيع العربي، وهم جماعة الإخوان المسلمين”، و أكد على أن الطرف المسؤول الحقيقي سيتم تحديده من قبل لجنة التحقيق المشكلة بهذا الخصوص.

وأوضح صالح في تصريحة أن هذه هي الحكومة الأولى التي تشارك فيها القوات التي تخوض المعركة ضد الحوثيين وهي جادة في إجراء إصلاحات اقتصادية وعسكرية” ، على عكس الحكومات السابقة التي اتسمت أنشطتها بالفساد والعجز ومقيمة في الخارج، ولا تتمتع بدعم واعتراف دولي على عكس الحكومة الحالية، وبالتالي تم استهدافها”.

وفي نفس السياق قال مدير أمن لحج اللوا صالح السيد، أن الأحداث المؤلمة التي شهدها مطار عدن الدولي الذي أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح، يجب ألا يمر مرور الكرام دون الكشف عن من يقف وراء هذه الجريمة عبر لجنة تحقيق.

وعلق السيد في تصريح اعلامي عن حادث المطار قائلا ، إن حجم الدمار الذي تسببته الانفجارات فور وصول طائرة حكومة المناصفة يؤكد أن استخدام أسلحة نوعية لا تمتلكها سوى جماعة الحوثيين المدعومة إيرانية، و مصادفة الانفجارات لعودة الحكومة تعني أن هناك جهة ليس في صالحها نجاح تشكيل هذه الحكومة وأن الرسالة توضح بأنهم غير راضين عن أي حلحلة للأوضاع السياسية والأمنية والأقتصادية في البلاد.

واضاف: “مسارعة مليشيا الحوثي لنفي صلتهم بالهجوم، دليل إضافي على أنهم هم المستفيد الوحيد من إفشال حكومة المناصفة، إذ إنهم يعرفون تمام المعرفة أن توحد الجهود، ولملمة الخلافات، وتوافق الأطراف كلها، تصب في اتجاه التخلص منهم وتحرير المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.

واستهداف المطار المدني يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وجريمة إرهابية نكراء تتطلب موقف شجاع من كافة أعضاء المجتمع الدولي لمحاسبة المتسبب، تشكيل لجنة تحقيق مهم جداً لكن ينبغي أن تتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق دون أي عوائق أو عراقيل لكشف خفايا هذه العملية الإجرامية ليس فقط لينال الجُناة ومن يقف خلفهم جزاءهم وتعريتهم بل من اجل الاقتصاص للضحايا وذويهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى