تقرير خاص| الإرهاب الحوثي .. إدانات دولية واختبار لحكومة المناصفة في العاصمة عدن

عدن24| خاص

استبشر المواطنين خيراً بعد تنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة الى عدن والعمل على توفير كل الخدمات، الا ان هناك جهات لم يروق لها تطبيع الحياة والعيش الكريم للمواطنين، فخططت لعملية ارهابية قذرة ارادت من خلالها الانتقام من هذا الشعب وبقاءه يصارع أمل الحصول على العيش بسلام.

وقد راح ضحية هذا التفجير الارهابي عشرات المواطنين ولاقى ذلك ادانات واستنكارات دولية ومحلية، فيما تحركت الحكومة الجديدة في اليوم الثاني وبدأت بعض اعمالها في رسالة للمليشيات مفادها (لن يعيق اتفاق الرياض عائق ولن يثني الحكومة الجديدة عن اداء مهامها اعمال المليشيا الاجرامية).

     كيف حدث التفجير! 

القصف تم بعد نزول اللوا شلال شايع من الطائرة بهذة المعلومة بدأ علي شايف الحريري، رواية الحادثة، و اكمل حديثه قائلاً: “القصف حصل بعد نزول اللواء شلال شايع من الطائرة بحوالي دقيقه ونص،
غادرت انا وعدد من ضباط الأمن والجنود، من أمام سلم الطائرة بعد نزول القائد ومغادرته المطار، اتجهنا نحو الصالة، نريد الوصول الى خارج المطار للاتحام بالموكب، وبمجرد وصولي جنب المدرعة، قاصد الخروج من المطار، كان نبيل المشوشي وكثير من القيادات، واقفين في صف استقبال الحكومة، التي لم تنزل وقتها من الطائرة، في طريقي التقيت بالعميد عبدالدائم، سلمت عليه، وعند وصولي أمام صدام المدرعة، حدث انفجار مروع خلف المدرعة، سقط العديد من الضحايا، الذي كانوا يمشون أمامي وانا حمتني من الشضايا المدرعة، لم اكون قد تجاوزتها، هرعت نحو الضحايا ثم دوي انفجار ثاني، ثم ثالث، انكسرت رجلي، لم أشعر الا عندما حاولت المشي ولم نستوعب مايحدث حينها، كان أحد الحشود يصيح المطار كله مفخخ يتقارح، تدافعت الحشود ولم استطيع الخروج من المطار ، وبقيت انا واحد الزملاء داخل المطار ،لم نستوعب من يقصف من كنا نتوقع انه هجوم إرهابي وخرجنا من المطار دون معرفة الحادثة ومن يقف خلفها”.

       سنكون يداً واحدة في مواجهة الارهاب

في تصريح للواء شلال علي شايع حول تفجير مطار عدن قال فيه، “ان مدينة عدن تتعرض لمؤامرة، هدفها زرع فوضى خلاقة في عدن ،ولن يترددوا لحظة واحدة في استخدام الوسيلة لتنفيذ خططهم، ولكننا سنكون يدا واحدة في مواجهة هذه الاعمال، بتفعيل الاجهزة الامنية، والاستخباراتية حتى القضاء عليها، واضاف في اتصال هاتفي لقناة الغد المشرق لقد تعاهدنا امام الله لابناء عدن والجنوب، ان نكون يدا واحدة في مواجهة الارهاب والتمدد الايراني في المحافظات الجنوبية، حتى القضاء عليه وتحقيق اهدافنا بستعادة الدولة”.

وفي هذا السياق اكد النقيب محمد النقيب على ان هذه الاعمال الارهابية لن تزيد الجنوبيين الا اصرار نحو بناء وتاسيس، مؤسسات دولتهم الجنوبية، وقال، “يلجأ الخائبون خصوم السلام اعداء اتفاق الرياض الى هذا الاسلوب الارهابي الخاسئ، لكننا وبعزم وصلابة ارادتنا وسمو هدفنا ووحدة صفنا في التضحية والفداء والبناء وفي اجتثاث الارهاب على اختلاف فكره واجنداته ومشاريعه، نحن الاقوى والابقى .. دوما نحن الغالبون المنتصرون”.

    إدانات واستنكار

منذ تعرض مطار مدينة عدن لانفجارين، الأربعاء، تزامنا مع وصول الطائرة التي تحمل أعضاء الحكومة الجديدة، توالت الإدانات العربية والدولية للهجوم الإرهابي، وفي تصريح للمجلس الانتقالي يوم الاربعاء ادان وستنكر هذه الحادثة التي اودت بحياة عشرات الضحايا والجرحى وقال “فيما كان الجميع يترقب وصول حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى عدن، وبدء عملية البناء والتنمية وانتشال البلاد من وضعها المأساوي، أبت أيادي الإرهاب والتطرف والفوضى إلا أن تمارس دورها الإجرامي المعهود في القتل والتدمير وتعطيل فرص البناء والسلام والاستقرار”.

وادان المجلس الانتقالي الجنوبي بأشد عبارات الإدانة والتنديد تلك العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت مطار عدن الدولي لحظة وصول حكومة المناصفة المنبثقة عن اتفاق الرياض، و يحمّل المليشيات الحوثية الإرهابية والقوى المتضررة من اتفاق الرياض والساعية لإفشال تنفيذه، المسؤولية الكاملة عن هذا العمل الإرهابي الغادر، داعياً حكومة المناصفة والأجهزة الأمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم والشروع بتحقيق فوري وعاجل بمشاركة دولية، لكشف ملابسات هذا العمل الإجرامي، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة تدخل الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإسناد الأجهزة الأمنية وتقديم الدعم اللوجستي اللازم لتثبيت الأمن في العاصمة عدن.

ونعى المجلس الانتقالي الجنوبي شهداء هذا الحادث الإرهابي الغادر، سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وغفرانه، كما نسأله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، ويؤكد المجلس بأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، مجدداً التزامه بالاستمرار مع الشركاء الاقليمين والدوليين في مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف بكافة أشكاله وأنواعه.

وعلى الصعيد العربي أدان الأمين العام لـجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، “بأشد العبارات” التفجير، ونعى الضحايا الذين فقدوا حياتهم فيه.

وقال أبو الغيط إنه يشد على يد أعضاء حكومة المناصفة ورئيسها، الذين يقومون بمهمة شجاعة في وقت بالغ الصعوبة، من أجل تخفيف معاناة شعبهم في المناطق الجنوبية المحررة

وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أن التفجير “عمل إرهابي جبان يستهدف تخريب الاتفاق السياسي الذي جرى التوصل إليه مؤخرا برعاية الرياض”، والذي تم بمقتضاه تشكيل حكومة المناصفة ورأب الصدع مع المجلس الانتقالي الجنوبي، كما شدد على أن من يقف وراء الهجوم “لا يريد الخير لعدن وأهلها، ويسعى إلى تثبيت حال الفوضى وإرباك المشهد وإطالة معاناة اليمنيين”.

وبدوره، أدان مجلس التعاون الخليجي الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن ظهر اليوم الاربعاء.

      تحركات حكومية

لليوم الثاني على انفجار المطار تحركت حكومة المناصفة في عدن مقدمين بذلك رسالة يخبرون فيها المليشيات الارهابية بان اعمالهم لن تثني حكومة المناصفة عن اداء مهامها، حيث قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، مساء اليوم الأربعاء، بزيارة ميدانية الى عدد من مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن للاطلاع على أحوال الجرحى جراء الهجوم الارهابي الغادر الذي استهدف مطار عدن الدولي، واطلع على احوالهم واستمع من الأطباء الى تقارير أولية عن سير عملية علاجهم وحالتهم الصحية.

واستمع رئيس الوزراء من المصابين الى حالتهم وما تقدمه مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن لرعايتهم .. مجددا التوجيه بتقديم كل اشكال الرعاية والاهتمام لجميع الجرحى على نفقة الدولة حتى يتماثلوا للشفاء الكامل، ورعاية اسر الشهداء، موجهاً وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية بمحافظة عدن بمتابعة أحوال الجرحى وتنفيذ التوجيهات برعاية اسر الشهداء بشكل فوري وعاجل.

وأكد الدكتور معين عبدالملك، ان دماء الشهداء والجرحى لن تذهب هدرا وسيتم الاقتصاص لهم عاجلا غير اجل، لافتاً الى الانتصار لهذه الدماء هي في استعادة الدولة واستكمال انهاء الانقلاب والمزيد من التلاحم ورص الصفوف في هذه معركة مواجهة الإرهاب والانقلاب وهما وجهان لعملة واحدة.

وأشاد رئيس الوزراء بجهود الكوادر الطبية في المستشفيات على ما يبذلونه من جهود لتقديم الرعاية الصحية والعلاج للجرحى رغم الإمكانات المحدودة .

وعلى صعيد متصل قام محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس بمعية معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، اليوم الخميس، بزيارة تفقدية لمطار عدن الدولي.

واطّلع لملس وحُميد خلال الزيارة على حجم الاضرار التي لحقت به جراء العمل الإرهابي الذي استهدفه عقب وصول الطائرة التي أقلت رئيس وأعضاء حكومة المناصفة والذي نتج عنه استشهاد وجرح العشرات من المسؤولين والإعلاميين والمواطنين الذي حضروا لاستقبال حكومة المناصفة.

وجال لملس وحميد في أرجاء مبنى المطار واستمعا من مدير مطار عدن الدولي عبدالرقيب العمري إلى شرح عن مجمل الأضرار وتأثيرها على النشاط الملاحي للمطار، موجهين بسرعة رفع الانقاض والبدء بعملية ترميم المطار واستئناف نشاطه الملاحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى