تقرير خاص| حنكة ودهاء الانتقالي تقطع دابر جماعة الإخوان الإرهابية في الجنوب

عدن 24| تقرير: خاص

كان المجلس الانتقالي الجنوبي كابوساً يؤرق جماعة الإخوان حيث ظهر كقوّة سياسية وعسكرية أولى في الجنوب منعت جبهة الاصلاح الإخواني من السيطرة على مناطق شاسعة غنية بالنفط والغاز.

ومع استغلال الإخوان للسلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي هاجم مسلحوها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من المحافظات الجنوبية محاولين اثنائه عن مواصلة جهودة في تقليص دورهم في الجنوب وتجفيف منابع ارهابهم، إلا أن المجلس الانتقالي نجح بحنكته ودهاءه في قطع دابر جماعة الإخوان الإرهابية في الجنوب.

     مخطط إخواني للسيطرته

بعد طرد المليشيات الحوثية من محافظات الجنوب، سيطرة عناصر إرهابية على بعضها، حيث تخضع هذه العناصر الارهابية لقيادة التنظيم في محافظة مأرب (معقل الإخوان).

وبدأ هذا المخطط الإخواني في سبتمبر 2015 ، لنشر الارهابيين في عموم ارض الجنوب، والسعي إلى اضعاف الجانب الأمني، تنفيذاً للأجندة الخارجية وتسهيلاً لاقتحامها لاحقاً واعادة احتلالها لصالح الاخوان.

واستهداف إرهاب الاخوان القوات الإماراتية والتي كان أبرزها عملية اغتيال المقدم الشامسي في حي المنصورة بعدن، مما استدعى قيادة التحالف العربي ودولة الامارات الى التدخل العاجل، وتأمين المحافظات الجنوبية، من خطر هذه العناصر الإرهابية، واستئصالها.

وقررت القوات الإماراتية دخول خط المواجهات لمساندة المجلس الانتقالي وقواته المسلحة، الامر الذي شكل منعطفاً هاماً، وانهاء عهد التنظيم الداعشي والقاعدة وكذلك الخلايا الإخوانية الممولة قطرياً.

و تسببت الضربات المدوية للقوات التابعة للانتقالي والمسنودة من القوات الاماراتية في قطع دابر الارهاب في الجنوب، وتلقيه ضربات موجعة ادت الى تدميره وايقاف تصدير نشاطه إلى دول الخارج وفي محافظات الجنوب.

              تصدي وحسم 

استخدم المجلس الانتقالي الجنوبي لغة حاسمة مع الجماعات الارهابية في الجنوب ومنها جماعة الإخوان، وهناك دلائل وبراهين عديدة تؤكد على أن جماعة الاخوان تخشى من الانتقالي لاستخدام القوة، لأنها لم تحقق أي انتصار في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية خلال السنوات الماضية، بل أن الانتقالي نجح في تطهير العاصمة عدن من مجاميعها الإرهابية، إلى جانب صد محاولاتها العديدة التي فشلت في تحقيق أي اختراق يذكر في عدن وغيرها.

وكذلك نجحت القوات المسلحة الجنوبية في تطهير محافظة سقطرى من مليشيات الإخوان، وأحبطت مخططها الساعي لإيجاد موطئ قدم للاحتلال التركي على سطح الجزيرة الهادئة، كما أن المجلس الانتقالي كشف العلاقة الخفية بين جماعة الإخوان والمليشيات الحوثية وكذلك العلاقة بين الجماعة والتنظيمات الإرهابية بعد أن ضبطت قواته عدداً من عناصرهم الذين كانوا يقاتلون مع الحوثي في جبهة الضالع وضبط عناصر ارهابية تقاتل في صفوف الإخوان في أبين.

وتعد الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في أبين بمثابة دليل آخر على دور المجلس الانتقالي في تقليص دور جماعة الإخوان، إذ أنها فقدت المئات من عناصرها بعد أن أقدمت على تصعيد الجبهات مؤخراً، ولم تنجح في اختراق القوات الجنوبية المتحصنة على حدود المحافظة، وهو ما أصاب المليشيات الإخوانية بالإحباط.

أيضا نجحت القوات المسلحة الجنوبية في فضح العلاقة بين الشرعية والتنظيمات الإرهابية بعد أن قامت بأسر عشرات العناصر الذين حاولوا التسلل إلى جبهة أبين، وأحبط الجنوب مخطط الشرعية الساعي لتصدير التنظيمات الإرهابية والتي على رأسها تنظيم القاعدة ليكون في مقدمة الجبهات لتنزوي هي خلفها بما يضمن الحفاظ على صورتها كطرف ساعي للحل السياسي.

       حنكة غيرت ميزان القوى 

كان المجلس الانتقالي هو السباق في تصنيف الإخوان بجماعة إرهابية، حبث صنف الانتقالي الجنوبي في عام 2017م، بعد تأسيسه بفترة وجيزة، حزب الاصلاح (ذراع الإخوان في اليمن) بتنظيم إرهابي.

واعلن رئيس المجلس الانتقالي رسمياً عن “حظر نشاط المنظمات والجماعات الإرهابية والمتشددة المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وداعش وجماعة الحوثي، في كل محافظات الجنوب”.

وحذر، آنذاك، الجميع من التعامل مع مسؤولي الإخوان في الشرعية كون الجماعة تسيطر على جميع مفاصل الشرعية، وتتخذ منها مظلة لتحركاتها المشبوهة.

وأكدت هيئة المجلس الانتقالي على إنه الوقت قد حان لقطع دابر هذه المؤامرات الرخيصة ضد قضية شعبنا التي تُدار من الغرف المغلقة لصانعي القرار ومموليها في قطر وتركيا”.

و قال المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، إن مُخطط جماعة الإخوان الإرهابية باليمن فشل جراء الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، مؤكداً على أن الإخوان كانوا يُريدون فرض شروطهم بالتصادم مع القوات المسلحة الجنوبية.

واضاف: “التصادم مع المجلس الانتقالي في أبين خطوة إخوانية كان الهدف منها تحسين موقعهم في فرض شروطهم فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الرياض، ولكن هذه الخطوة فشلت بعد الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي الذي نجح في تغيير ميزان القوى في أبين وكسر العنجهية الإخوانية”.

وقد وصف تقرير بريطاني، المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية، بالعدو اللدود لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، كاشفاً عن دور قطر في تمويل الإرهاب والعنف في مدن الجنوب المحررة من الحوثيين.

وبعد أن ايقنت السعودية بحقيقة ما يقوله المجلس الانتقالي عن جماعة الإخوان وتصنيفه كمنظمة ارهابية، اصدرت هيئة علماءها بياناً صنفت فيه الجماعة كمنظمة ارهابية.

واعتبر مراقبون أن أهم تلك الانعكاسات السلبية التي انعكست على الجماعة بعد صدور بيان هيئة علماء السعودية بتصنيف الاخوان منظمة ارهابية هي تحجيم إخوان اليمن، بالإضافة إلى الحد من تحركاته الساعية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أشار المراقبون إلى أن موقف السعودية الأخير تجاه جماعة الإخوان يأتي عندما شعرت القيادة السعودية بالخطر الكبير الذي تشكله هذه الجماعة على المملكة.

وقالوا: “خطورة الإخوان على السعودية كان جلياً، وقد حاول الإخوان في أكثر من مرة نسف السعودية، وزعزعت أمنها، واستقرارها”.

وأضافوا، في أحاديث متفرقة مع عدد من الصحف “القيادة السعودية سارعت لتصنيف جماعة الإخوان بجماعة إرهابية، وذلك لشعورها بالخطر المحدق الذي شكلها الإخوان على أمنها واستقرارها واقتصادها”.

      ضربة قاضية

تصاعدت جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في قطع دابر الجماعة في الجنوب وتوالت ضرباته السياسية فوقهم، واخر ضربة قاضية وجهها المجلس الانتقالي لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني بأقصى حزب الاصلاح من اللجنة البرلمانية لاختيار الحكومة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى