تقرير| 2020 عام المؤامرات القطرية باليمن.. معارك جانبية لإنهاك الشرعية

عدن 24| العين الإخبارية

لم تكن مليشيا الحوثي الإرهابية هي العدو المركزي الوحيد لليمنيين والحكومة الشرعية خلال العام الجاري، فالنظام القطري كان أشد خطورة.

وسخّر نظام الحمدين كامل إمكانياته لهدم مؤسسات الدولة اليمنية في المحافظات المحررة ضمن مخطط إخواني ـ إيراني تتم رعايته وتمويله من أنقرة والدوحة، والعمل على تشويه مناطق نفوذ الحكومة الشرعية، في مقابل التغاضي التام عن جرائم الانقلابيين.

وخلافا لعشرات المعسكرات التي تم استحداثها خارج إطار وزارة الدفاع اليمنية بتمويل قطري وخصوصا في تعز وشبوة ومأرب، جندّت الدوحة خلايا إلكترونية وأبواقا إعلامية لضرب المناطق المحررة وتشويه التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقبل أيام من انتهاء العام 2020، تستعرض “العين الإخبارية”، حجم المؤامرات القطرية التي بدأت من الاغتيالات في عدن وصولا إلى السموم التي تبثها الجزيرة القطرية.

          إفشال اتفاق الرياض

 عملت قطر، عبر أذرعها من الخلايا الإخوانية في أبين (جنوب) وشبوة (جنوب شرق) على إفشال اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي لأكثر من عام كامل منذ توقيعه في 5 نوفمبر 2019.

وبعد دخول الشق العسكري حيز التنفيذ خلال الأيام الماضية، وبدء عمليات الانسحاب للقوات من جبهة أبين، عاودت قطر مؤامراتها وذلك بدفع خلاياها للتحايل على بنود الاتفاق، وعدم السماح لقوات الحزام الأمني بتولي زمام المقرات الأمنية، رغم أن الآلية التنفيذية اعتبرت الحزام الأمني ضمن قوات وزارة الداخلية في الحكومة المرتقبة.

وخلافا للشق العسكري، أكدت مصادر لـ”العين الإخبارية”، أن حزب الإصلاح، الذراع اليمني لنظام الحمدين في اليمن، يسعى لابتلاع الحكومة المرتقبة، وذلك بالاستحواذ على نحو 7 حقائب وزارية من إجمالي 24، رغم أن المشاورات التي رعتها السعودية نصت على إسناد 5 حقائب بالتوازي لكل من المجلس الانتقالي الجنوبي وحزبي المؤتمر والإصلاح.
وأشارت المصادر إلى أن قطر تسعى للانقضاض على الحقائب السيادية في الحكومة وذلك باقتناص وزارة الداخلية التي هي من حصة الرئيس عبدربه منصور هادي، وممارسة ضغوط بإسنادها إلى أحد القيادات الموالية لها.

         مليشيات غير نظامية

فتحت قطر خزائنها لتمويل معسكرات غير نظامية خارج إطار وزارة الدفاع اليمنية، وذلك تحت إشراف قيادات إخوانية وزعامات قبلية، بهدف تجهيزها لضرب استقرار المدن المحررة، وعدم التعرض إطلاقا للمليشيا الحوثية.

وبات الريف الجنوبي لمحافظة تعز (جنوب غرب)، هو الحاضنة الأكبر للمعسكرات القطرية الإخوانية، وعلى رأسها ما يسمى بـ”معسكر يفرس”، الذي يقوده الإخواني، حمود سعيد المخلافي، المقيم في تركيا.

وخلافا لمعسكر يفرس، مولت قطر إنشاء معسكرات جديدة تحت مسمى محور “طور الباحة” بهدف غرسها في خاصرة المدن الجنوبية، لتهديد عدن وكذلك ممرات الملاحة في باب المندب.

ولا تشارك هذه المعسكرات في أي معارك، ويتم تجهيزها لمعارك مؤجلة وفقا لمراقبين، وخلق توترات جديدة وتفجير حروب وصراعات جانبية، بهدف حرف مسار المعركة الرئيسية عن المليشيا الحوثية.

وبعيدا عن تعز، تحتضن محافظة شبوة، المعقل الرئيسي للمليشيا الإخوانية في مدن جنوب اليمن، عشرات الألوية العسكرية التي تم إعدادها بهدف اجتياح عدن فقط.
وقامت المليشيا الإخوانية، خلال العام 2020،  بتفجير الأوضاع في ريف الحجرية جنوب تعز، كما حاولت اختلاق معارك وهمية مع قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد الركن، طارق محمد عبدالله صالح.
ودحضت القوات اليمنية المشتركة، التي تتواجد بالساحل الغربي، وتحارب الحوثيين من المخا وحتى مشارف مدينة الحديدة (غرب)، المزاعم الإخوانية، عندما أكدت أنها قدمت أكثر من 500 شهيد ضد الانقلاب الحوثي، ولن تنجر إلى معارك أخرى سوى العدو الرئيسي المتمثل بالحوثيين.

              اتهامات رسمية

وشهد العام 2020 نقلة نوعية في الموقف السياسي للحكومة الشرعية من مؤامرات النظام القطري، فبعد أن كانت الاتهامات لنظام الحمدين مقتصرة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، انضمت الحكومة الشرعية إلى قلب المواجهة لتفضح مؤامرات الدوحة.

أواخر يوليو/تموز الماضي، اتهم رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، قطر بإفشال جهود استعادة الدولة وخلق بؤر توترات في بعض المحافظات، في موقف لافت جاء بعد ساعات من اتهامات مماثلة أطلقها وزير الإعلام معمر الإرياني.
واتهم عبدالملك، بشكل رسمي، قطر بـ”دعم المليشيا الحوثية بالمال والسلاح والإعلام منذ وقت مبكر والعمل على زعزعة الاستقرار في اليمن، فضلا عن عملها الآن على إضعاف الحكومة الشرعية”.

وفقا لرئيس الحكومة اليمنية، تتمثل المؤامرات القطرية الجديدة بـ”إفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات في بعض من المحافظات، وتمويلها وإطلاق حملات تشويش هي جزء من هذه السياسة التخريبية”.

وزير الإعلام معمر الإرياني، قام بتعرية النظام القطري في أكثر من مناسبة، واتهم الدوحة بالتماهي مع المشروع الإيراني وأداته الحوثية في اليمن، لافتا إلى أنها تعمل على تحويل المدن اليمنية إلى ساحة لتصفية الحسابات دون إدراك بأن تداعياتها ستطال الجميع”.

ودعت الحكومة الشرعية، قطر التي أصبح موقفها واضحا في التماهي مع المشروع الإيراني باليمن، إلى مراجعة سياساتها والنأي بنفسها عن مستنقع الدم اليمني الذي يوغل فيه ملالي إيران، مؤكدة إلى أن “التاريخ لن يرحم أحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى