تقرير| الحوثيون يريدون إشعال حرب ناقلات في البحر الأحمر

عدن 24| العرب اللندنية

اندلع حريق الاثنين في إحدى ناقلات النفط التابعة لشركة هافنيا السنغافورية للشحن قبالة ميناء جدة الذي يعد مركز توزيع لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو.

وقالت الشركة في بيان إنّ “مصدرا خارجياً” مجهولاً استهدف ناقلة النفط مما تسبب في اشتعال حريق ووقوع انفجار أثناء تفريغ السفينة في ميناء جدة بالسعودية.

وأعلن بيان صادر عن وزارة الطاقة السعودية عن تعرض الناقلة المخصصة لنقل الوقود في جدة لهجوم بقارب مُفخخ، نتج عنه اشتعال حريقٍ صغير، قبل أن تتمكن وحدات الإطفاء من إخماده.

وأكد البيان أن الحادث  لم يتسبب في أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح، ولم يلحق أضرار بمنشآت تفريغ الوقود.

وأشار المصدر إلى أن هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، الموجهة ضد المنشآت الحيوية، تتخطى استهداف المملكة، ومرافقها الحيوية، إلى استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي وهو ما يتحتم اتخاذ إجراءاتٍ عمليةٍ رادعة ضد جميع الجهات الإرهابية التي تنفذها وتدعمها.

وتعرّضت ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الأحمر لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حملت السعودية والولايات المتحدة مسؤوليتها للحوثيين وإيران التي تدعمهم وتنفي أي دور لها في الهجمات المتكررة.

ويعد البحر الأحمر أحد ممرّات النقل الأساسية لتحقيق أمن الطاقة عبر باب المندب وخليج عدن، ويكتسي بعدا جيوسياسيا كبيرا في وجود عدد كبير من الجزر ذات الأهمية الأمنية والعسكرية البالغة، أهمها: جزيرتا شدوان والأخوين اللتان تتحكمان بالملاحة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، ثم جزيرة بريم التي تربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، والواقعة في فم مضيق باب المندب، ثم جزيرة دميرة التي تطل على باب المندب قرب مثلث الحدود بين الدول الثلاث (إريتريا، جيبوتي، إثيوبيا).

ويرى مراقبون أن استهداف الناقلة قبالة ميناء جدة لا يخلو من رسائل سياسية تستهدف الضغط على السعودية للقبول بالحوثيين، وأيضا في محاولة للضغط على توجه أميركي لتصنيف الجماعة الموالية لإيران منظمة إرهابية.

وصنفت السلطات السعودية الحوثيين جماعة إرهابية عام 2014، فيما نظرت إدارة ترامب سابقا في تصنيف الجماعة المعروفة رسميا باسم “أنصار الله”، كجماعة إرهابية في عام 2018، لكن الخطة تم تأجيلها، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف من بينها تعقيد تسليم المساعدات الإنسانية، وتعريض الدبلوماسيين الغربيين العاملين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن إلى الخطر، فضلا عن تعقيد جهود التسوية السلمية للأزمة اليمنية.

وعاد الحديث مؤخرا عن إمكانية ذهاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الخيار مع اقتراب رحيلها، وسط تحذيرات دولية من ردود فعل الجماعة.

وأوضحت الشركة السنغافورية في بيان على موقعها على الإنترنت “أصيبت بي دبليو راين من مصدر خارجي أثناء تفريغها في جدة بالمملكة العربية السعودية في نحو الساعة 00:40 بالتوقيت المحلي يوم 14 ديسمبر 2020، مما تسبب في انفجار وحريق على متن السفينة”.

وتمكن طاقم الناقلة من إخماد الحريق ولم يصب أحد، وفق بيان الشركة، الذي أوضح أن أضرارا لحقت بأجزاء من جسم السفينة.

وبينما لم تؤكد السلطات السعودية على الفور وقوع الحادث، قالت الشركة المالكة إنّ الهجوم تسبب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط.
وتابعت “من المحتمل أن يكون بعض النفط قد تسرب من السفينة لكن لم يتم تأكيد ذلك، وتشير الأجهزة حاليا إلى أن مستويات النفط على متن السفينة لا تزال عند المستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الحادث”.

من جهتها، أكّدت شركة المعلومات البحرية “درايد غلوبال” ومقرها في لندن وقوع الانفجار ليل الأحد – الاثنين، موضحة أنه وقع في سفينة “عندما كانت تقوم بعمليات في المرسى الرئيسي في مرفأ أرامكو في جدة”.

ويأتي هذا الحادث بعد انفجار وقع الشهر الماضي في ناقلة نفط يونانية راسية في ميناء الشقيق في جنوب السعودية، وهو هجوم حمّلت السلطات السعودية مسؤوليته إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

وكثف المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق في شمال اليمن المتاخم للسعودية، بدعم من إيران، هجماتهم على المملكة منذ أن تولت الرياض في 2015 قيادة تحالف عسكري لدعم الحكومة اليمنية. 

وكثيرا ما يُنظر إلى قصف الحوثيين لمواقع داخل السعودية باعتباره محاولة ضغط على المملكة عبر استهدافهم لأراضيها بالطائرات المسيّرة لدفعها إلى القبول بهدنة عاجلة لتخفيف الضغوط الميدانية عليهم.

وتحدثت مصادر يمنية متعدّدة مؤخرا عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات الحوثيين، مشيرة إلى مواجهة المتمرّدين صعوبات كبيرة في تعويض تلك الخسائر وإعادة إمداد الجبهات بالمقاتلين والمعدّات.

ونقل في وقت سابق عن مصدر سياسي يمني قوله إنّ الحوثيين في أشدّ الحاجة إلى توجيه رسائل سياسية عبر استهداف السعودية في الوقت الحالي نظرا لتعقّد أوضاعهم المالية، وحتى العسكرية بسبب دخولهم في مواجهات مرهقة شتّتت قواهم على عدّة جبهات.

وفي نوفمبر الماضي، انفجر لغم في البحر الأحمر، قبالة ساحل السعودية، ودمر ناقلة النفط أم.تي أغراري، التي ترفع علم مالطا، وتديرها اليونان قرب مدينة الشقيق في السعودية.

وذكر بيان من الشركة المشغلة للسفينة أن “السفينة هوجمت من مصدر غير معروف، ضربت أغراري على بعد متر واحد فوق سطح البحر وتم اختراقها، وتأكد أن الطاقم آمن ولم تقع أي إصابات”.

وأشارت الشركة إلى أن “الانفجار وقع في محيط الميناء وتسبب في خرق بدن السفينة” التي كانت تحمل شحنة من روتردام في هولندا، ونقلتها إلى محطة الشقيق لتوليد الطاقة بالبخار.

وفي سبتمبر 2019، أدت هجمات على منشآت نفطية رئيسية لشركة أرامكو، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى خفض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتا، ما تسبب في اضطرابات في الأسواق العالمية.

واتهمت السعودية إيران مرارا بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة.
وتقود السعودية، منذ مارس 2015، التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ومعظمهم من المدنيين في اليمن فيما بات حوالي 80 في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى