تقرير خاص| ماهو مصير مليشيا الحوثي بعد اتفاق الرياض؟

الرئيس الزُبيدي: سنضل شريكاً استراتيجياً مع التحالف حتى تحقيق جميع الأهداف المشتركة

الدكتور السعدي: سيؤدي الاتفاق إلى توحيد الصفوف وتوجيه كافة القوى لمحاربة الحوثي ومليشياته

محلل سياسي: الاتفاق سيكون له أثر كبير في تحقيق الانتصارات في مختلف جبهات القتال ضد الحوثيين الذين يعانون من الضعف

النقيب: لا يقلق أحد على مصير القضية الجنوبية فالجميع يطالب باستعادة دولة الجنوب

عدن 24| تقرير: خاص

بدأت القوات المشتركة للتحالف العربي عملية الإشراف ميدانياً على تنفيذ الشق العسكري لآلية تسريع «اتفاق الرياض» عبر فصل القوات العسكرية في محافظة أبين وتحريكها باتجاه الجبهات، إلى جانب إخراج القوات الموجودة في عدن إلى خارجها.

التطورات السياسية والعسكرية التي أعلن عنها مصدر مسؤول في التحالف، تقضي كذلك بتشكيل حكومة جديدة قوامها 24 وزيراً من مختلف المكونات السياسية اليمنية بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي بعد تنفيذ الشق العسكري في غضون أسبوع.

وفيما لقيت هذه المستجدات ترحيبا يمنيا وخليجيا وسعوديا، ويترقب الشارع أن يؤدي إعلان الحكومة الجديدة ووقف التوتر الميداني في أبين وإعادة نشر القوات إلى التركيز على إنقاذ الوضع الاقتصادي المتهاوي وتحسين الخدمات وحشد الجهود لمجابهة الانقلاب الحوثي.

        هل ستتكاثف الجهود لمحاربة جماعة الحوثي؟

يرى سياسيين ومحللين أن بعد تنفيق اتفاق الرياض، ستتكاثف جهود كل الأطراف لمحاربة مليشيا الحوثي والقضاء عليها، وقد أكد باحثان سياسيان، أن «اتفاق الرياض» سينتهي بتوحيد صف اليمن في مواجهة الحوثيين بعد تشتت شهدته الأزمة بسبب الصراعات الجانبية، لافتين إلى أن الحوار الذي ترعاه السعودية بشكل غير مباشر بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي ستنعكس فوائده على المواطنين والمقاتلين في الجبهات.

الباحث السياسي الدكتور محمد السعدي، أكد أن «اتفاق الرياض» سيؤدي إلى توحيد الصفوف وتحقيق الاستقرار في عدن وإنهاء حالة الاضطراب، وتوجيه القوى العسكرية كافة لمواجهة الميليشيا الحوثية الانقلابية، وتحقيق أهداف الحكومة الشرعية بمساعدة التحالف العربي في حال تم تشكيل جبهة وطنية كاملة تحدد أهداف المرحلة المقبلة بدقة لتكون متوافقة مع أهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن، وإذا تحقق ذلك سيكون للشرعية رؤية واضحة لمرحلة ما بعد «اتفاق الرياض» والتوجه لمواجهة الحوثيين.

ولفت إلى أن السعودية تبذل جهوداً كبيرة للدفع بتنفيذ الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفيما يتعلق باتفاقية استوكهولم؛ اعتبر السعدي أن الاتفاقية فشلت نتيجة تماهي الأمم المتحدة مع الخروقات من الجانب الحوثي التي بلغت في عام واحد أكثر من أربعة آلاف خرق دون اتخاذ أي موقف يذكر، واستمرار الميليشيا الحوثية في استخدام الأسلوب الإيراني في المراوغة السياسية وإيجاد أعذار واهية لتعطيل الاتفاق، موضحاً أن ذلك أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في الحديدة وبقيت المدن في وضع اللاحرب واللاسلم، ولا تزال الميليشيا تبطش بالأهالي وتستبيح دماءهم ومنازلهم.

إلى ذلك، رأى المحلل السياسي الدكتور محمد قيزان، أن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران استفادت كثيراً من الاقتتال بين القوات الجنوبية ومايسمى بالجيش الوطني لصالحها، وما لا شك فيه أن الوصول إلى اتفاق بين الشرعية والانتقالي سيوحد الجبهة لمواجهة الميليشيات الانقلابية وسيكون له أثر كبير في تحقيق الانتصارات في مختلف جبهات القتال على الحوثيين الذين يعانون أصلاً من ضعف وهزيمة في غالبية جبهات القتال، ويستعيضون عن ذلك بالدعايات الكاذبة ونشر الإشاعات في صفوف أتباعهم بتحقيق انتصارات وهمية.

وأضاف، أن الحكومة اليمنية أكدت أنها لن تمضي إلى أي مشاورات سياسية جديدة مع الميليشيات الانقلابية في صنعاء إلا بعد تطبيق ما تم الاتفاق عليه في استوكهولم بالسويد في ظل استمرار تعنت تلك الميليشيات في تنفيذ اتفاق الحديدة، ولا سيما ما يتعلق بقضية قوات الأمن والسلطة المحلية، وأيضاً ملف المعتقلين في سجون الحوثي الذين يزيد عددهم على عشرة آلاف معتقل.

وتابع «على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الضغط على الحوثيين لتطبيق تلك الاتفاقيات فعلياً؛ حتى يتم الانتقال إلى خطوات أخرى تضمن التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام في اليمن بموجب المرجعيات الثلاث المتفق عليها».

وشدد قيزان على أن نجاح الاتفاق «الوشيك» مع المجلس الانتقالي الجنوبي سينعكس إيجاباً على وضع المواطن والجبهات القتالية في الساحل الغربي ومدينة الحديدة بالذات، خصوصاً أن الوحدات العسكرية المختلفة ستتوجه من المدن إلى الجبهات لقتال الحوثي بدلاً من المواجهة فيما بينها.

وتطرق إلى أن الحوثي عندما يدرك جدية وحتمية معركة التحرير سيذعن للقرارات الدولية والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في استوكهولم وظل يتهرب ويراوغ في تنفيذها، ولن يكون أمامه سوى الهزيمة عسكرياً أو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سياسياً.

القيادي طاهر العقلة تحدث عن ذلك أيضاً بقوله: “ان الجميع ينتظرون التنفيذ والعمل لما بعد اتفاق الرياض، وعلى دول التحالف الزام كل من يقف في طريق الاتفاقية والضغط على حزب الاصلاح الإخواني بعدم عرقلة توحيد الجهود بالمنطقة لمجابهة المليشيات الحوثية”.

وفي السياق ذاته قال عبد العالم بجاش، “كافة الأطراف المتمثلة بالحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة وألوية العمالقة والأحزاب السياسية، تسعى إلى توحيد كل قواها ضد الحوثيين، وهو ما يشكل أكبر مصدر للقلق لدى جماعة الحوثيين، في الوقت الراهن أيضاً، إضافة إلى متغير جديد في المنطقة على وقع الغليان الشعبي في لبنان والعراق ضد النفوذ الإيراني، بعد أن استغلت الصراعات والمواجهات الداخلية بين القوى والأطراف المناهضة خلال الفترة الماضية”.

واضاف: “تخشى جماعة الحوثي من أي ضغط عسكري من قبل القوات المشتركة تحت قيادة حكومية، وفق اتفاق الرياض، لخوض مرحلة حاسمة معها”، فهل سيتحقق ما يخشاه الحوثيين؟.

        فائدة الجنوب بعد تنفيذ الاتفاق

من المتوقع أن تم تنفيذ الاتفاق وتكاتفت كل القوى لمحاربة الحوثيين وتمت هزيمة الجماعة ودحرهم من صنعاء، بدء مرحلة جديدة سيكون فيها الجنوبيين هم المنتصرين وستعود لهم دولتهم مستقلة وتتحقق كل مطالبهم، وستبدأ هذه المرحلة بسيطرة طرف من الأطراف الشمالية على الشمال بعد دحر جماعة الحوثي، فيما سيتولى المجلس الانتقالي الجنوبي حكم الجنوب.

وعن فوائد تنفيذ اتفاق الرياض بالنسبة للجنوب والبلاد عامة تحدث الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وقال: “يمثل اتفاق الرياض فرصة حقيقية للسلام في الجنوب واليمن عامة، ويوفر محطة محورية على طريق تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته المشروعة، ومن هذا المنطلق سيظل المجلس شريكاً استراتيجياً مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة حتى تحقيق وتأمين جميع المصالح والأهداف المشتركة”.

وفي السياق ذاته قال الدكتور عيدروس النقيب في مقال طويل له اختتمه بقوله: “أقول لكل أهلنا الجنوبيين، أن عودة رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الكفاءات التي ستعمل من عدن هو لصالح كل الجنوبيين فالحكومة هي المسؤولة عن الخدمات وهي المسؤولة عن تحصيل الإيرادات وعن توفير مرتبات الموظفين وتوفير الأمن ومكافحة الفساد والتصدي للإرهاب ومحاربة الجريمة وفتح أبواب الاستثمار وتطبيع الحياة في المدينة وفي كل الجنوب “الذي يسمونه المحافظات المحررة” فإن نجحت هذه الحكومة في هذه المهمات وإلآ فهي تحت رقابة الشعب الذي من حقه أن يتصرف معها كما يتصرف أي صاحب حق مع من يعبث بحقه”.

واضاف: “أما في ما يخص القضية الجنوبية فهي حية في وجدان كل جنوبي ومطلب الشعب الجنوبي باستعادة دولته باقٍ ويتجسد بتصاعد في وعي كل جنوبي، وليس من حق أحد أن يصادره أو ينوب عن الشعب الجنوب بشأنه، وما موقف المجلس الانتقالي الجنوبي سوى تعبير عن موقف الشعب وتجسيد لتطلعاته، لكن مثلما قلت دائما إن لكل ثمرة أوانها، ولا حصاد إلا بعد نمو النبتة ووصول الثمرة إلى مرحلة النضج الكافي ليحين قطافها، فلا يقلقن أحدٌ على مصير القضية الجنوبية فهي كالشمس لا تحجبها الغرابيل ولا تمحوها كل محاولات المحو والإزالة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى