تقرير خاص| القاعدة والحوثي والإخوان.. ثلاثي الشر لتدمير الجنوب

عدن 24| تقرير: خاص

يحاول تنظيم القاعدة استعادة نفوذه في الجنوب مرة أخرى، بعد أن طهّر الحزام الأمني والقوات الجنوبية بمساعدة القوات المسلحة الإماراتية، الجنوب من خطر التنظيمات الإرهابية، لكن التنظيم يحاول العودة هذه المرة من أجل تنفيذ أهداف التحالف الحوثي والإصلاح والذي قرر الارتكان على العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة.

ويمكن تفسير الاعتماد على تنظيم القاعدة لتحقيق أكثر من هدف، الأول له علاقة على صورة الطرفين الدولية في ظل التضييق الذي يمارسه التحالف العربي والقوات الجنوبية ضد مليشيات الإصلاح الإخواني، باعتبارها مسؤولة عن إفشال اتفاق الرياض، ما انعكس على جملة من الانتقادات الموجهة إليهم، حيث أضحت في موقف ضعيف وتحاول أن تستعين بالقاعدة لتتراجع هي خطوات للخلف.

وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية هي الأخرى تسعى للارتكان على تنظيم القاعدة عبر علاقتها بمليشيات الإخوان، لأنها فشلت في اختراق الجنوب ولم تحقق أي انتصارات تذكر في جبهة الضالع، وبالتالي فهي تحاول أن تخفف الضغوطات عليها بالتنسيق مع القاعدة لتتفرغ لجبهات الشمال والساحل الغربي.

ولا يمكن أن يكون كل هذا التنسيق بعيداً عن محور الشر الإيراني التركي القطري، والذي يشرف على تلك العلاقة ويراقب نجاحها في صمت، غير أن تشابك الخيوط الداخلية وظهور التنسيق بين الثلاثي الإرهابي ( الحوثي – الإخوان – القاعدة)، في وقت يتزايد فيه مؤشرات التدخل التركي باليمن، يفضح العلاقة الآثمة بينهم.

              تنظيم القاعدة والإخوان

لم يكن للقاعدة ضهور في المناطق الجنوبية التي كانت تمثل معقل لها، بعد أن قامت القوات الجنوبية بتجفيف منابعها ومطارتها، إلا أن تصعيد الإخوان على مشارف أبين اعادها إلى المشهد وبدأت تدب في عناصرها الحياة بعد أن تبنتها جماعة الإخوان وتحالفت معها.

حيث صعّد تنظيم القاعدة من عملياته في الجنوب، واخر تصعيدها كان هجومها على منزل قائد قوات التدخل السريع في الحزام الأمن، بمديرية المحفد، التابعة لمحافظة أبين، جمال لكمح العولقي، قائد قوات التدخل السريع في وادي حمراء بمديرية المحفد، وكشفت مصادر عن وقوع إصابات مباشرة في أسرة القائد جمال لكمح، بينهم أطفال ونساء.

ومؤخرًا، انضمت محافظة أبين إلى القائمة التي تدفع ثمن الإرهاب الإخواني، وذلك من خلال ظهور التنظيمات الإرهابية في جبال وشعاب مديرية المحفد، بعدما عملت المليشيات الإخوانية على تحشيد عناصر إرهابية تابعة لها باتجاه المحافظات الجنوبية للتمركز فيها وتنفيذ مخططات وأجندات إرهابية.

وقالت مصادر مطلعة إنّ حزب الإصلاح الإخواني هو الذي يقوم بتمويل هذه الجماعات بالمؤن والغذاء والأموال والسلاح، وقد ظهر جلياً في تعاونه المباشر مع تنظيم القاعدة، من خلال مشاركة هذه القوات في مهاجمة القوات الجنوبية في كثير من مناطق المحفد وكذلك في جبهات أبين وتهيئة الظروف لعناصرها الإرهابية.

ومن جانبه أعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أن تنظيم القاعدة في اليمن هو الجناح العسكري لحزب الإصلاح، وتحدى أي إصلاحي نفي علاقة الأب الروحي لهم الزنداني مع بن لادن.

وقال بن بريك في تغريدة نشرها سابقاً عبر تويتر: “يخطئ من يقول إن تنظيم القاعدة متعاون مع حزب الإصلاح الإخونجي، الصحيح إن تنظيم القاعدة في اليمن هو الجناح العسكري لحزب الإصلاح منذ تأسيسه”.

وأضاف: “ولازال الزنداني الأب الروحي لتنظيم القاعدة دوليا، وهو الأبن الحنون لبن لادن، وأتحدى أي إصلاحي ينفي علاقة الزنداني وقيادات الإصلاح ببن لادن”.

         الإخوان واستعانتهم بالعناصر الإرهابية

وتستخدم جماعة الإخوان في عدوانها على الجنوب، تنظيم القاعدة الذي أعادت له الجماعة الحياة من جديد على أراضي الجنوب، على نحو يكشف حجم المؤامرة الإخوانية المفضوحة ضد الجنوب.

وتجلّى هذا الأمر في هجماعت إرهابية غادرة استهدفت العديد من القيادات والجنود الجنوبيين، وقد اتضح في تفاصيل تلك الهجمات استعانة المليشيات الإخوانية بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في شن هذا الاعتداء.

الكاتب الصحفي وضاح بن عطية تحدّث عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة للقوات المسلحة الجنوبية في مدينة لودر قائلًا في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “كيف تستهدف القاعدة نقطة الحزام الأمني وتقتل خمسة وتلوذ بالفرار وتختفي، وهذه النقطة محاطة بعدد من المعسكرات التابعة للشرعية الإخوانية”.

الإرهاب الإخواني تجلّى أيضًا فيما أكّده شهود عيان، حيث قالوا إنّ العناصر الإرهابية التي نفّذت هذا الهجوم الإرهابي الغادر على نقطة الحزام الأمني خرجوا من معسكر عكد التابع للؤي الزامكي ومصطفى الكازمي، حسبما ورد في تغريدة “بن عطية”.

وتؤكد المعلومات أن القيادي الإخواني لؤي الزامكي يمتلك علاقات نافذة مع القاعدة، ويحشد عناصر التنظيم الإرهابي في شن اعتداءات ضد الجنوب، وكثيراً ما يعمل على استقطاب عناصر من التنظيم في معسكر عكد بمديرية لودر.

ويعمل القيادي الإخواني على استغلال صلاته القوية بالتنظيم الإرهابي وقياداته لحشد العناصر المتطرفة والتكفيرية، قبل نقلهم إلى مدينة شقرة، كما يجري الزامكي تنسيقاً مع قيادات في التنظيم، بينهم إرهابي يدعى أبوعلي السعدي، لجمع العناصر الإرهابية، عبر مساعدين للأخير هما ابن عمه أحمد حسين السعدي، وعبدالله الزيدي.

وتمتلك المليشات الإخوانية باعاً طويلة فيما يتعلق بالعمل على إعادة استنساخ نفوذ عناصر القاعدة في الجنوب، على الرغم من أنّ نجاح القوات المسلحة الجنوبية بدعم وإسناد مباشر من قِبل القوات المسلحة الإماراتية في دحر هذا التنظيم الإرهابي قبل سنوات.

وفي عدوانها المسعور على الجنوب، واصلت جماعة الإخوان طوال الفترة الماضية، سعيها لحشد العديد من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من أجل توظيفها في هذا الإرهاب الخبيث.

ولا شك أنّ الحديث عن علاقات الإخران بالقاعدة، تجذب الأنظار سريعاً إلى جنرال الإرهاب النافذ في الشرعية الإرهابي علي محسن الأحمر الذي عمل منذ عدة سنوات على إتاحة أرض خصبة لفصائل متطرفة، تحوّلت فيما بعد إلى تنظيم القاعدة.

          تعاون حوثي إخواني 

في كثير من المناسبات، تم فضح حجم التنسيق الكبير بين المليشيات الحوثية و”شقيقتها” الإخوانية في التكالب على الجنوب، وتهديد أمنه واستقراره بغية احتلال أراضيه، بما يمكّن هاذين الفصيلين الإرهابيين من الحيلولة دون تحرك الجنوبيين من أجل تحقيق حلمهم الشرعي والأصيل المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

وضمن المؤامرة على الجنوب، تعمل جماعة الإخوان على إشغال القوات الجنوبية بمواجهات متصاعدة مع المليشيات الحوثية، في محاولة من حزب الإصلاح الإخواني لتنقض هي الأخرى على الجنوب.

وباتت محافظة الضالع مسرحاً للوحة عظيمة ترسمها القوات الجنوبية، إذ يواصل هؤلاء الأبطال الأشاوس حماية عرين الوطن ليس فقط من عدوان حوثي خبيث، لكن من مخطط تشارك فيه أيضاً دول كبيرة كتركيا وقطر بالتنسيق مع وديعها جماعة الإخوان.

ولا تتوقّف المليشيات الحوثية عن رسائلها الخبيثة التي تفضح مساعيها الإرهابية للعمل على إطالة أمد الحرب على نحوٍ يُعقّد من الأزمة الإنسانية بشكل مرعب.

وإقدام الحوثيين على التصعيد العسكري أمرٌ غير مستغرب على الإطلاق، بل يمثّل أمراً معتاداً منذ فترات طويلة، وهو ما يبرهن على خبث نوايا المليشيات وعملها على إطالة أمد الحرب حتى أبعد فترة ممكنة، ما يمثّل مزيداً من الاستهداف للمدنيين.

وبالنظر لما خلّفته الحرب الحوثية من أزمة إنسانية شديدة البشاعة على مدار السنوات الماضية، فإنّ أي سياسة متراخية في التعامل مع المليشيات أمرٌ لن يكون مجديًّا على الإطلاق، بل على العكس فإنّه يمنح الفرصة لهذا الفصيل الإرهابي ليتمادى في إرهابه.

وفي مقابل هذا المخطط الخبيث، فإنّ البطولات العظيمة التي تُسطّرها القوات المسلحة الجنوبية تمثّل خط الدفاع الأول لردع هذه الاعتداءات الشريرة، والمساعي الإرهابية الرامية إلى إحراق الجنوب بنيران الفوضى الغاشمة.

هذه البطولات تعضّد من قوة الموقف الجنوبي في التحرك نحو تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو حلمٌ لا يمكن أن يتحقّق من دون أن يملك الوطن قوة عسكرية تملك من المقومات ما يؤهلها لردع الاعتداءات الشريرة التي تُحاك ضد الجنوب، ليل نهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى