تقرير خاص| الشائعات.. سلاح الاعداء لتقويض انتصارات الجنوب وتمزيقه

نزار هيثم: هدف الأعداء من خلق الشائعات هو حرف الأنظار عن جرائمهم الشنيعة بحق أبناء الجنوب

صحافي: نقل الإشاعات والمساعدة في نشرها والترويج لها يؤثر سلباً على سير قضيتنا الجنوبية

العكبري: تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الإجتماعي

عدن 24| تقرير خاص

الشائعات هي خبر أو مجموعة من الأخبار الغير صحيحة، وتنتشر بشكل سريع في المجتمع نتيجة تداول العامة لها، وفي الغالب تكون شيقة ومثيرة للفضول لذلك تمثل مصدر جذب للكثير من الناس، وتنتشر من شخص إلى آخر، والإشاعة أشدّ فتكاً من القتل حيث أنها وسيلة للفتنة والوقيعة، وهي تعمل على شق الصف، وتعمي الناس عن الحق والصراط المستقيم، وهي بالتالي أداة وبيئة خصبة للفاسدين والمفسدين وأصحاب القيل والقال، ولذلك فهي معول هدم.

      خطر الشائعات

في كل الأحوال، يجب على الجميع الحذر من الشائعات والامتناع عن ترديدها، وعدم السماح بذلك من قبل كل مناوئ للجنوب وقضيته، ويجب القضاء على كل شائعة في مهدها، لأنها سلاح فتاك يستهدف مسيرة الشعب وقضية الجنوب.

وقد استخدم اعداء الجنوب واعداء قضيته الشائعات والبلبلات كسلاح لخلق الفوضى في الجنوب وفي العاصمة عدن بالذات، وذلك في حال هزيمتهم عسكرياً في الجبهات، وبقصد أو بدون قصد يتلقف تلك الشائعات الكثير وينشرها الكثير ليصل بها الأمر إلى أن تكون حقيقة ليس شائعة بسبب انتشارها.

وقد يقدم الكثير منا معلومات دسمة بحسن نية للعدو المتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية وجماعة الحوثي ايضاً، من تصديق الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن خطر الشائعات على الجنوب، قال: الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، “أن الشائعات الُمغرضة من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً ضد الجنوب، ويتم صناعتها من دوائر ترتبط بالإرهاب الإخواني والحوثي وموجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية.

وقال هيثم “أن الهدف من كل ذلك هو حرف الأنظار عن جرائمهم الشنيعة بحق أبناء الجنوب والإساءة للجنوب وقيادته السياسية والعسكرية والأمنية، ونشر الفوضى في محافظات الجنوب، وتأليب الرأي العام المحلي والدولي”.

وتابع قائلاً: “اجتهدت قوى الشر في عدة شائعات لا أساس لها من الصحة واختلاق قصص وهمية عن كثير من الأمور”.

واشار الى كثرة المحاولات الرخيصة لإلصاق الحوادث الفردية غير المقبولة تارة بأسم قوات المقاومة الجنوبية واخرى بأسم قيادات المجلس الانتقالي التي أكدت مراراً وتكراراً ادانتها ورفضها لكافة الجرائم التي تنطبــق عليهــا كــل تعريفــات وتوصــيفات الجــرائم المروعــة والانتهاك الممنهج والمخطـط لـه والجـسيم لحقـوق الإنـسان.

واختتم هيثم حديثه بقوله “نرجو من الجميع تجاهل وفضح تلك المطابخ، بالأخص في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم تناول وتعاطي شائعاتها والاعتماد على المصادر الرسمية”.

وسائل التواصل الاجتماعي آفة للترويج

تساهم الإشاعة في الكثير من الآثار السلبية والمدمّرة على الجنوب، ومن ذلك على سبيل الأمثلة لا الحصر:خلق حالة القلق والعبث بالصحة النفسية للأفراد والمواطنين، من خلال الحرب النفسية سواء الباردة أو الحامية وتحطيم المعنويات واستبدالها بالتواكل والتخاذل والسلبيات، وبالتالي تؤثّر على أمن الجنوب واستقرارها، وإرباك وزعزعة الثقة للقوات المسلحة الجنوبية وللشعب ايضاً.

وعن وسائل التواصل الاجتماعي ودوره في انتشار الشائعات والترويج لها، بقصد أو بدون قصد، قال عمر العكبري، “أصبح التواصل بين الأفراد في زمننا هذا من أسهل الأمور، خاصةً مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن سرعة التواصل تؤدي إلى نتائج جيدة، عندما يتعلق الأمر بالأخبار المهمة التي تأتي من مصادر وأفرادٍ موثوقين، ولكنها تتحول إلى سلبية في حال اعتبارها وسيلة لنشر الإشاعات التي تصل إلى الجميع وتنتشر كانتشار النار في الهشيم.

ولفت إلى أن على الفرد واجب كبير في التأكد من مصدر الأخبار أو المعلومات أو الصور والمقاطع التي تصل إليه، وذلك في محاولة منه لتجنب نشر المعلومات الصادرة من فرد أو جهة غير معروفة، وخوفاً من أن تكون تلك المعلومات خاطئة، مشيراً إلى أنه يجب أن يعتمد على جهات رسمية في الحصول على المعلومات، وكذلك قنوات الأخبار الرسمية وليس شبكات الأخبار الموجودة حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع: أرى ضرورة التأكد من مصدر المعلومة، وهذا واجب على الفرد إن أراد نقلها، فنقل المعلومات المغلوطة ينتج أضراراً جسيمة، ومنها تضليل أفراد المجتمع، ونشر مفاهيم واعتقادات وتأويلات خاطئة حول المعلومة.

وقال: يجب تجرم الدولة ناشري المعلومات الخاطئة والأخبار المغلوطة والإشاعات، بإقرارها قانون العقوبات الخاص بنشر المعلومات، ومن المهم النظر إلى التأثيرات السلبية على الشعب من هذاه الشائعات.

         حرب الشائعات

أن الأعداء فشلوا في هزيمة الجنوب وقواته بالسلاح، وفشلوا في تفكيك الصف الجنوبي، وفشلوا أيضاً في تقليص شعبية المجلس الانتقالي، ولم يجدوا أمامهم إلا اختلاق الشائعات ليفككوا بها اصطفاف الجنوبيين وزعزعة امنه ونزع شقة الشعب بقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك لكي تخقق أهدافها في العمق الاستراتيجي لدس السم بالدسم، والحذر من خطر الشائعات واجب.

وعن ذلك تحدث الصاحفي علاء حنش، في مقالة صحفية له، وخصص حديثه عن الشائعات التي تم نشرها مؤخراً والتي تتحدث وكان انقلاب سيحدث في العاصمة، فقال: “خلال النصف الأول من ليلة أمس الخميس، ومع نهاية ذات اليلة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على أطراف مُعادية للقضية الجنوبية، بخبر يتحدث عن انقلاب في العاصمة الجنوبية عدن، وإن هناك قيادات جنوبية قامت بخيانة المجلس الانتقالي الجنوبي، وانقلبت عليه، في أحداث دراماتيكية فظيعة من المخرج والمؤلف، ومِن مَن ساعد على نشر تفاصيل ذلك الفيلم الذي لا تراه إلا في الـ(هوليوود)”

وقال حنش “استغربت من تلك الاخبار، وتساءلت كيف يحدث كل هذا وانا اعيش وسط العاصمة عدن ولم ارِ أو اسمع عن أي شيء من هذا كله؟، ولكن يبدو الأمر أن اولئك المرموقين لم يستطيعوا حبك فيلم الـ(هوليوود) تبعهم، وأعتقد أن ذلك يعود إلى ضيق الوقت، فميلشيا الإخوان شنت هجومًا كبيرًا في جبهة الطرية بأبين في ذات اليوم، وكان أمر (انقلاب عدن) الكاذب تزامنًا مع ذلك الهجوم.

واختتم حنش حديثه بقوله: “نحن في مرحلة تتطلب الحرص على قول أي كلمة، والتفكير فيها مليون مرة، وكيف ستؤثر، وهل هي لصالح القضية الجنوبية، أم ستكون نتائجها عكسية، لنبتعد عن العواطف، ولنعمل بجدية متناهية من أجل بناء دولتنا الجنوبية التي ضحّى من أجلها آلاف الشهداء، وجُرح الآلاف أيضًا، والان القوات المسلحة الجنوبية تخوض معارك شرسة في جبهات القتال في كل مكان، ويحتاجون لمساندتنا معنويًا كثيرًا، فالحرب معنوية إعلامية أكثر مما هي عسكرية، وهذا أمر معروف منذُ القدم، وليس الان فقط، كما أن القيادة السياسية الجنوبية تخوض معركة لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية، وإشاعات عن انقلاب أو ما شابه يؤثر سلبًا عن سير قضيتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى