تقرير خاص| عبر جماعة الإخوان.. تركيا تبحث عن موطئ قدم في الجنوب!.

تركيا تحلم بنشوب خلاف بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة في الجنوب لكي تتدخل

تركيا تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض عبر أدواتها المتمثلة في جماعة الإخوان

مراقبون: الفوضى التي يختلقها جماعة الإخوان هي محاولة لتدخل تركيا بدلاً عن التحالف

مستشار الأحمر: يطالب بتدخل تركيا بعد أن اتهم السعودية واتفاق الرياض بالفشل

عدن 24| خاص

بين تلك الأحداث وما آلت إليه الأمور اليوم في الجنوب من صراعات، تتفاعل على هامش الصراع الأصلي ضدّ الحوثيين، سلسلة طويلة من الأحداث والمنعطفات الحادّة التي يربط بينها خيط ناظم يتمثّل في مواصلة إخوان اليمن اللعب لحسابهم الخاص ولمصلحة مشروعهم العابر للحدود، مع الالتزام بالتكتيك ذاته المتمثّل في الاختباء تحت عباءة السلطة ومحاولة استغلال مكانتها السياسية وعلاقاتها الإقليمية ومقدّراتها المالية والعسكرية لمواجهة خصومهم وانتزاع ما يمكن انتزاعه من مكتسبات وتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهداف.

إنّ الصراع الذي تخوضه القوات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني والتي باتت المكوّن الرئيسي في القوات العاملة تحت لواء الشرعية اليمنية في محافظات أبين وعدن وتعز وأرخبيل سقطرى، هو بمثابة محاولة من إخوان اليمن للتعويض عما خسروه إلى غير رجعة في شمال البلاد وغربها، حيث لا يبدو أنّ ثمة أفقاً حقيقياً لاستعادة تلك المناطق من أيدي الحوثيين ودمجها مجدّداً في دولة موحّدة مع باقي أنحاء البلد ومناطقه.

فأغلب المناطق التي يقاتل الإخوان حالياً للسيطرة عليها تمثّل جزء أساسيا من أراضي دولة الجنوب التي يطالب الجنوبيين باستعادتها، بعد أن تراكمت مبرّرات ذلك وتوفرت الظروف السانحة لتحقيق هذا الطموح الذي لم يغب قط عن أذهان الكثيرين من سكان الجنوب ونخبه بعد الوحدة التي تحققت في مطلع تسعينات القرن الماضي والتي ظلت في أذهان الجنوبيين بمثابة احتلال شمالي يتوجب النضال لإزالته.

تركيا تتطلع للسيطرة على الجنوب من خلال الإخوان

بدأ الدعم التركي في عام 2015، عندما تم تنظيم رحلات جوية منتظمة من أنقرة إلى عدن ومدن يمنية أخرى، حين أيقنت تركيا بإنها لن تستطيع السيطرة على الجنوب إلا من خلال جماعة الإخوان، وما كان عليها إلا أن تحتوي تلك الجماعة وتدعمهم بكل شي.

وعندما اعطت تركيا للإخوان ضوء أخضر بوقوفها إلى جانبهم، بدأت الجماعة في التمرد على التحالف، غير آبهة بالعواقب، كون دولة تركيا ستكون معهم في كل شي إذا ما أعلن التحالف عن شيء يضر الجماعة.

وعن نوع الدعم الذي تقدمه تركيا لحزب الإصلاح الإخواني في اليمن، قال العميد ثابت صالح: “أكبر مشكلة في اليمن هي الخط الساحلي غير المحمي والبالغ 1200 كم.

لذلك، فإن التهريب في بلادنا معقد للغاية، وبسبب ذلك، تزود تركيا حزب الإصلاح الإخواني بالأسلحة والمال”.

وقد خصصت قطر ملايين الدولارات لدعم جماعة الإخوان، وعلى وجه الخصوص، أحضر صالح الجبواني الكثير من الأموال من الدوحة ووزعها على المرتزقة، وقام بتلك ابأموال بإنشاء معسكرات في محافظة شبوة وجند الآلاف من الشباب وكل ذلك كان للزج بهم في معركة أن حدثت ستكون الأول من نوعها في الجنوب، إلا أن تركيا وقطر لم تقوم بشيء وذلك ربما لعدم وجود الفرصة المناسبة التي ستكون قاضية.

وفي هذا السياق طالب، سيف الحاضري، المستشار الإعلامي لعلي محسن الأحمر، الى طلب تدخل تركي في حرب اليمن.

وقال الحاضري في تغريدة له على “تويتر”، “أن السعودية فشلت في حرب اليمن طوال الـ6 سنوات الماضية.

واضاف “أن هذا الفشل يحتاج إلى بحث اليمن عن تدخل جديد، وتركيا أحد الخيارات.

وسيف الحاضري يشغل منصب المستشار الإعلامي لـ علي محسن الأحمر، والمكلف من قبل الأحمر بإدارة صحيفة أخبار اليوم التي تهاجم التحالف منذ بداية عاصفة الحزم، وهو أحد الإعلاميين المقربين من أنقرة.

تركيا تحاول التدخل عسكرياً في البلاد

في الظاهر لا تبدي أنقرة موقفاً علنياً واضحاً تجاه اليمن بشكل عام، لكنها لا تخفي استياءها مما يجري وتتطلع إلى دور ما غير متاح لها في الأزمة.

وبالأمس ومع إعلان المجلس الإنتقالي الإدارة ذاتية للجنوب، وانسحابه من الإلتزامات السابقة التي ترتّبت على اتفاق الرياض والإعتراف بتحالف دعم الشرعية، مع ذلك الإعلان عبّرت وسائل إعلام الحكومة التركية عمّا يدور في عقل صانع القرار في حكومة العدالة والتنمية.

وما نشره موقع تي آر تي الذي يعبّرعن وجهة نظر الحكومة التركية حينها كان ترقّباً خيالياً لأمكانية نشوب خلاف بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لأن الخلاف بين الإمارات والسعودية يتيح لتركيا التدخل بسهولة.

حيث كان تقرير موقع (التي آر تي) تحت عنوان “اليمن.. هل يجدّد تمرد المجلس الانتقالي الخلاف بين السعودية والإمارات؟”، وكان تقريراً مفصلا كرّسه بالتمنيات لنشوب خلاف إماراتي – سعودي على خلفية إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتيّة للجنوب.

هذا الخوض في التفاصيل يدل على حقيقة ما تريده تركيا من الجنوب، وهو أن ينشب خلاف أماراتي – سعودي على خلفية ما جرى في عدن ويتطور إلى صراع بين إرادتي الدولتين مما يتيح لاحقاً تدخّلاً تركياً مباشراً في الشأن اليمني عامة كما تدخلت تركيا في ليبيا وسوريا والعراق والصومال والسودان وغيرها.

لكن بيان الخارجية التركية الصادر بعدها يتوارى خلف أكثر العبارات الدبلوماسية حذراً، من أجل إخفاء النوايا الحقيقية.

الموقف التركي الحذر من خلال بيان الخارجية لم يكن كذلك يومها من خلال تقرير موقع (تي أر تي) عندما كال ما شاء من الإتهامات لدولة الإمارات بأنها عملت على ايجاد سلطات موازية مكونة من مجموعات عسكرية ومجلس انتقالي، وتقويض مؤسسات الدولة ومحاربة وتجريف كل رموز الشرعية ومكوناتها، وإبعاد وإزالة كل المناوئين لمطامعها الذين يمكن أن يكونوا حجر عثرة في طريقها، بالإضافة إلى تنفيذ اغتيالات واستئجار مرتزقة من شتى بقاع العالم وفتح السجون، لتبنّي مشروعها الخاص”.

وفي الحقيقة أن الموقف التركي يتجاهل بشكل كامل ومستغرب التطابق الكامل بين الموقفين الإماراتي والسعودي وكأنه لا يقرأ ولم يسمع عن سلسلة البيانات والمواقف الإماراتية والسعودية الرسمية على السواء التي تؤكد موقف البلدين من الأزمة اليمنية بشكل عام.

تركيا سبباً في عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض

جن جنون تركيا عندما أُعلن عن إتفاق الرياض بين الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي والمجلس الإنتقالي، حيث أن تنفيذ هذا الإتفاق سيقضي على احلامها في السيطرة على الجنوب، وما كان منها إلا أن دفعت مرتزقتها جماعة الإخوان للتصعيد واختلاق الفوضى في أبين بدواعي استعادة عدن وتحريرها، و حاولت ميليشيات حزب الإصلاح الإخواني السيطرة عدن تمهيداً لإحكام السيطرة على الجنوب، في انتهاك مقصود ومتعمد لمقررات الرياض، ورغبته في الاستئثار بالسلطة، وإقصاء كل الأطراف الأخرى.

واللافت للنظر أنّ قوات حزب الإصلاح الإخواني تزاحم المجلس الإنتقالي وقواته الجنوبية المسلحة، في الأماكن التي قام بتحريرها، فيما تتجنب مناطق أخرى ذات أهمية إستراتيجية.

حيث يعتبر المراقبون أنّ محاولة الإخوان إثارة الفوضى في الجنوب تأتي بهدف السيطرة على مقدراته، بالإضافة إلى تصفية حسابات سياسية ودولية مع التحالف العربي، والأهم هو محاولتهم لإضهار التحالف بقيادة السعودية بموقف الفاشل، لكي يتم إستعاء تركيا للتدخل، وأيضاً لتوطيد العلاقة مع طهران التي تحاول اختراق الجنوب عبر جبهة الضالع من دون أن تتمكن من ذلك.

وما زالت تركيا تحاول بشتى الوسائل أن تتدخل في هذه الأزمة، وذلك لكي تسيطر على المنطقة من خلال سيطرتها على عدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى