تقرير خاص| الرياضة في عدن.. بين مطرقة الحرب وسندان الإهمال، فهل تعود؟

عدن 24| تقرير: خاص

تعيش الرياضة في البلاد كلها حالة “موت سريري” بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد، منذ سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء ومعظم المحافظات وصولاً إلى محافظة عدن المعروف عنها الثقافة والمدنية والسلام.

الحرب الضروس التي اندلعت، لم تستثن البنية التحتية للرياضة في عدن فقط والمتمثلة في منشئاتها، بل تضرر منها الرياضيين من مختلف الألعاب، فمنهم من سقط في الحرب بين قتيل وجريح، ومنهم من نزح وتأثرت موهبته ومنهم من غادر البلاد باحثاً عن لقمة العيش له ولأسرته، خاصة وأن الرياضيين في بلادنا كلها لم يُعاملوا كبقية رياضيين الدول الأخرى، سوى في الجانب المادي أو حتى القيمة الإنسانية.

   استهداف مُتعمد

لم تتعرض الرياضة في عدن لتدمير وانحسار في أنشطتها طوال تاريخها، مثلما تعرضت له منذ بداية الحرب التي حولت تلك المنشئات الى ركام بين الأطلال.
حيت أن معظم الملاعب والمنشئات الرياضية دمرت بعد تعرضها للقصف المليشاوي الحوثي، وفيما بعد فوضى الاغتيالات التي تقوم بها الخلايا النائمة التابعة للحوثي وكذلك للإخوان، وبسبب الحرب تم تحويل بعض الملاعب الى مخازن للسلاح، ليجد من تبقى من الرياضيين والعاشقين للرياضة، أنفسهم في معزل لا يجدون مكاناً يمارسون فيه نشاطهم.

كل ذلك استهداف ممنهج ومُتعمد للرياضة في عدن وقبلها المدنية والسلام.

    أثر الظروف المعيشية 

ارتفاع الصرف والغلاء الفاحش في المواد الغذائية والاستهلاكية وكافة المشتريات، لم يترك لأحد التفكير في شيء سوى البحث عن عمل يجني منه الفرد ما يوفر له ولأسرته قوت يومهم.

معظم الرياضيين كانوا من أكثر الفئات تضرراً، كون الدولة لا تعطيهم ايما اهتمام ولا تتعامل معهم كتعامل بقية الدول مع الرياضيين، فتبعثرت الرياضة جراء ذلك وذهب كل رياضي يبحث عن لقمة عيشه، ناسياً موهبته وربما كارهاً لها، ولم يعد طائقاً دخول الملاعب، وباتت تزعجه صيحات الجماهير المشجعة.

إهمال الدولة للرياضة

بعد انتهاء الحرب في عدن وتحريرها من مليشيات الحوثي، ضلت المدينة تعيش لسنوات ارهاصات كثيرة واثار تلك الحرب عادت سلباً على حياة الرياضيين وكذاك المشجعين، وكان للدولة الدور الأكبر في قتل الرياضة وطمس هويتها في عدن بسبب إهمالها لدورها، وعدم تفعيلها.

حيث بقية الملاعب بدون تأهيل ولا إعادة ترميم بعد أن تدمر اكثرها، ولم تعمل على إقامة الأنشطة الرياضية والدوريات والبطولات، وضلت الرياضة في عدن راكدة، إلا على سواحل شاطئها الذي حوله عشاق الرياضة إلى ميادين يمارسون فيها رياضتهم.

هل عادت الرياضة؟

رغم كل الظروف التي تعصف بالعاصمة عدن، ورغم ما يُحاك ضدها وضد الجنوب من دسائس ومكر، إلا أن الحياة المدنية بدأت تعود فيها بفضل رجال القوات المسلحة الجنوبية وقيادة الانتقالي ومؤخراً قيادة المحافظ لملس للمحافظة.

فخلال الأشهر الماضية شهدت عدن نشاطاً رياضياً ملحوظ، وبدأت البطولات تقام في مختلف المجالات الرياضية، وعادت الفرق إلى ملاعبها تمارس النشاط الرياضي، ولعل اخر الأنشطة الرياضية التي تعطي المجتمع الأمل في عودة رياضة عدن، بطولة الشيخ محمد بن زايد التي اقامها المجلس الانتقالي، وإعادة تأهيل المحافظ الجديد لبعض الملاعب أهمها ملعب الشهيد الحبيشي، الذي شهد اليوم عرس كروي كبير بين الناديين العريقين الوحدة والتلال، وبهذا العرس الكروي يتطلع المواطنين لغد مشرق للرياضة في العاصمة عدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى