مولود ميت. .

كتب: محمد السليماني

 

بعد إنشاء المجلس الإنتقالي والذي هو أصلاً نتاجٌ طبيعي لكل الإرهاصات التي مرت بالجنوب منذ دخوله في وحل الوحدة اليمنية ثم حرب الإحتلال عام ٩٤م ثم آخراً الغزو (الحوثعفاشي) عام ٢٠١٥م ، بعد كل هذه الأحداث ، كان من الطبيعي جداً أن يصل الجنوبيين للنضج وأن تتمخض فترة النضال الطويلة بمنتج عملي ينقل القضية من شوارع الاعتصامات وخطابات المنصات إلى أروقة السياسة ، مكاتبها ودهاليزها.

المهم أن هذا المجلس الذي نشأ في ظروف إستثنائية ، يُلاقي حرباً شعواء من زيدية اليمن وشافعيته وحوثييه بل وحتى المهمّشين في ذلك اليمن لم يفكروا قط في دفع الظلم عن أرضهم أو أنفسهم أو حتى عن “مكالفهم” كما يُسمّون نساءهم، بقدر إهتمامهم بمحاربة هذا المجلس ومحاولة عرقلته وإسقاط مشروعه.

مع بداية ظهور المجلس كانت نظرة اليمنيين له على أنه مكوّن جنوبي ضعيف مثل تلك المكونات التي يقودها مجموعة من فاقدي الأهلية الذين لا حاضنة لهم على الأرض وانما (يعومون) في بركٍ من أموال الدوحة ؛ هؤلاء وأعني اليمنيين بنظرتهم القاصرة الاستعلائية تجاه المجلس ساعدوه بأن يتحرك بحرية أكبر كونهم لم يتوقعوا ان يكون هو الطوفان الذي سيغرقهم جميعاً ، من شدة استخفافهم صرح أحد مسؤولي شرعية العار ذات يوم عن المجلس قائلاً أنه “وُلِدَ مَيْتاً”.

المولود الميّت كان في الأيام الماضية يجول في شوارع لندن بعد أن تلقى دعوة من مجلس العموم البريطاني ولكي تعلم أهمية هذه الدعوة كل ما عليك فعله هو أن تُمسك هاتفك ( اللي في الغالب أنت تقرأ منه هذه السطور ) وتدخل لمتصفح “جوجل” وتكتب مجلس العموم البريطاني ، لتعلم أكثر عن أعظم وأقدم مجلس تشريعي في العالم لدولة من الدول العظمى.

المولود الميت تلقى دعوة رسمية من وزارة الخارجية لدولة روسيا الاتحادية وهي تُعتبر أول دعوة رسمية يتلقاها المجلس الإنتقالي الجنوبي من دولة عظمى، وهذا بلا شك إعتراف ضمني بقوة وأهمية المجلس وتأثيره على الأرض.

في الحرب السياسية التي يخوضها المجلس من أجل استعادة دولة الجنوب ، نعلم تماماً أن اليمنيين سيسعون بكل ما لديهم داخلياً وخارجباً لكسب هذه الحرب وتدمير آمال الجنوبيين بتحقيق حلمهم بعودة دولتهم ، المثير للاشمئزاز هي تلك العاهات التي من المفترض أنها جنوبية ولكنها تقف ضد الجنوب.

فما بين معتنقٍ لفكر حزب الإصلاح الاخواني الارهابي الممول من تركيا وقطر وما بين أولائك الذين يقتاتون على خيرات الجنوب ويتكسبون بوجود هذا الاحتلال اليمني ، نقف ننظر لهم باشمئزاز حائرين ، هل هؤلاء جنوبيون فعلاً؟!!

لتعلم هذه الحثالة أننا أبناء هذا الشعب لن تُنسينا الأيام خياناتهم المتكررة وأننا بعد الإستقلال سُنطالب بمحاكمتهم من أتفه كبير فيهم إلى أحقر صغير، وأن جرائمهم لن تسقط بالتقادم.

جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس ، نحن اليوم الجانب الأقوى وما يجب أن يعلمه كل جنوبي لا زال يُلقي مسمعه لحثالة الاعلام وصحفيين (شي عيشة)، أن الجنوب قادم بإذن الله ثم بوعد الرجال للرجال.

لذا من يريد الجنوب فليقف في صف المجلس، ولنكن خلفه قيادة واحدة أمة واحدة هدفاً واحداً هو استعادة دولة الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى