الرياض تسعى لإقامة منطقة عازلة مع اليمن مقابل وقف إطلاق النار

عدن 24|العرب اللندنية

 تعمل المملكة العربية السعودية على تأمين طول حدودها البرية الشاسعة مع الجارة اليمن عبر “إقامة منطقة عازلة” تمنع بموجبها أي تحركات مشبوهة أو هجمات محتملة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن السعودية أبلغت جماعة الحوثي في اليمن في محادثات رفيعة المستوى بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة بهدف تأمين حدودها الشاسعة مع اليمن.

وإذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك أكبر انفراجة في الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية منذ أن بدأ الصراع في عام 2014.

وتتحرك السعودية على أكثر من صعيد لتسريع الحلول السياسية لملف الأزمة اليمنية عبر ترتيب البيت الداخلي لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتسريع المفاوضات للتوقيع على “الإعلان المشترك” بين الحكومة اليمنية والحوثيين على صعيد حل الأزمة.

وقالت المصادر إن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن وأكبر مناطقه المأهولة بالسكان، قد يكونون أقل استعدادا للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب.

ويرتبط الحوثيون بعلاقة وثيقة مع إيران، وسط اتهامات للأخيرة بتزويد الجماعة بخبراء تصنيع وبأسلحة متطورة مكنتها من مهاجمة الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران رغم الأدلة التي كشفت تورطها.

ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ولا متحدث باسم الحوثيين على طلبات للتعليق.

وقال مصدران إن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات افتراضية، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤول سعودي أكبر.

وذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيدا من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.

وتهدف إقامة المنطقة العازلة إلى تأمين السعودية لحدودها الجنوبية التي تربطها مع اليمن، والتي قامت بتوسيعها في يناير 2015 بمسافة عشرة كيلومترات إضافية ليصبح 20 كيلومترا حاليا، لمنع أي تحركات مشبوهة أو هجمات محتملة للحوثيين.

وتريد الرياض من قوات الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية. وفي المقابل، ستخفف المملكة حصارا جويا وبحريا في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، والذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.

والأربعاء، طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، أطراف النزاع بالتزامات جادة وقرارات حكيمة من الجميع لإنهاء أزمة البلاد.

وشهدت الأيام القليلة الماضية نشاطا ملحوظا في سياق الاهتمام الدولي بالأزمة اليمنية التي تؤكد المؤشرات أنها باتت تمر بالمرحلة الأخيرة من مسارها العسكري، قبيل الانخراط في مرحلة جديدة من المفاوضات بين القوى الإقليمية الداعمة للفرقاء المحليين.

واعتبر مراقبون سياسيون أن الزيارة التي أداها المبعوث الأميركي الخاص لإيران إليوت إبرامز، إلى الرياض ولقاءه بنائب وزير الدفاع السعودي، المسؤول عن الملف اليمني الأمير خالد بن سلمان، بحضور السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، مؤشر على ارتباط هذا اللقاء بتداعيات الملف اليمني وآفاق حله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى