مواقع التواصل الاجتماعي تفضح مسؤولي اليمن وتكشف حصولهم على شهادات دكتوراة مزورة

عدن24-متابعات


أثارت حملة إلكترونية كشفت حجم عمليات التلاعب في الشهادات العليا، وحصول العشرات من النخب السياسية والإعلامية والاجتماعية في اليمن على شهادات ”الدكتوراه“ من جامعات وهمية، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدأت القصة مع نشر صحيفة سعودية خبرا مفاده “قيام أحد الأشخاص ويدعى ثابت الأحمدي بإهداء أطروحته للدكتوراه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.

وجاء في الخبر أن “الباحث اليمني الدكتور ثابت الأحمدي أهدى أطروحتَه للدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تخصص علوم دبلوماسية، في الأكاديمية الأميركية الدولية للتعليم العالي والتدريب، والموسومة بـ’الدبلوماسية الجديدة ودورها في صناعة السلام في الشرق الأوسط.. رؤية استشرافية’ لولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز”.

وكشف المدون اليمني عبدالواحد العوبلي على حسابه على تويتر أن الأكاديمية الأميركية المزعومة في الخبر هي عبارة عن موقع إلكتروني على الإنترنت، واصفا الشهادة بأنها “مزورة”.

وسخر العوبلي: يقولك واحد اسمه ثابت الأحمدي، حصل على شهادة دكتوراه مسروقة من موقع إنترنت اسمه الأكاديمية الأميركية الدولية للتعليم العالي والتدريب، مش هنا المشكلة، بدل ما يعمل (د) قدام اسمه ويسكت سكته، إلا يزيد يهدي الشهادة المزورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ونشر الناشط اليمني عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي العشرات من الصور والوثائق التي تشير إلى حصول مسؤولين يمنيين على شهادات ”دكتوراه“ مزيفة وذلك تحت هاشتاغ #هبلووحبهنفر_دكتوراه، ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا من قبل المئات من اليمنيين.

وكشف العوبلي حصول عدد من المسؤولين على شهادات جامعية مزيفة من جامعات غير حقيقية، وعلى رأسها “الجامعة الدولية الإلكترونية” التي يملكها شخص يدعى محفوظ سلام.

وقال في تغريدة: محفوظ سلام رئيس مجلس إدارة الجامعة الدولية الإلكترونية ضمن تشكيل عصابي لتزوير الشهادات الجامعية. #هبلووحبهنفردكتوراه #الشهاداتالمزيفة.

وبحسب وثيقة نشرها العوبلي فقد تم تعيين سلام عام 2014 مستشارا لوزير الثقافة بحكومة الوفاق عبدالله عوبل، الذي منح شهادة دكتوراه فخرية من هذه الجامعة.

وذكر العوبلي عددا من المسؤولين الذين زعموا حصولهم على شهادات من هذه الجامعة، ومنهم وزير الدولة صلاح الصيادي، وعضو مجلس النواب محمد رشاد العليمي، ويحيى أبوحاتم مستشار وزير الدفاع.

كما حصل جمال جباري مستشار الدائرة السياسية في سفارة اليمن بالقاهرة وشقيق نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري على شهادة الماجستير من ذات الجامعة.

ولم تكتف هذه الجامعة بمنح الشهادات في العلوم الإنسانية، بل قامت بمنح شهادة ماجستير في علوم الطيران لأحد اليمنيين.

وسخر المدون عبدالواحد حمود على فيسبوك: وأحسن شهادة دكتوراه للسيد المحترم مدير عام مطار صنعاء الدولي، الدكتور خالد بن أحمد الشايف، في مجال العلوم الإدارية من الرابطة العالمية للإبداع والعلوم الخنفشارية.

وما يثير السخرية، قيام ذات الجامعة بمنح شهادة دكتوراه فخرية لمحافظ إب المعين من قبل جماعة الحوثي، عبدالواحد صلاح، تقديرا لجهوده في “إحلال السلام”.

وعلق المدون اليمني نبيل البيضاني على الحملة بالقول ”عبدالواحد العوبلي ينبش عش الدبابير بالحديث عن ملف حملة الدكتوراه من المؤسسات المزيفة. هذا ملف مثير؛ لأنه يفضح أشخاصا كثر نعرفهم ونشاهدهم في المنصات الإعلامية كخبراء نافذين، بعضهم أصدقاء معروفون للأسف“.

وأضاف: ليس عيبا أن تكون إنسانا عاديا يقرأ فيتحدث في العلوم.. الكثير من المجلات الأكاديمية لا تطلب درجتك العلمية عندما ترسل لها مقالا.. وبعض كبار الفلاسفة لم يتحصلوا على درجة علمية أكاديمية.. فهم يعرفون أن قيمتهم الحقيقية ليست بمكانتهم الأكاديمية والاجتماعية بقدر ما هي في مقدار المعرفة الحقيقية وقيمة ما يقدمونه للبشرية من تأثير وأثر إيجابي..

وتابع: الأكاديمية مجرد مجال وظيفي لا يقدم للإنسان أي ميزة اجتماعية إلا في المجتمعات التي يكثر فيها الجهل.. فتتحول المعرفة إلى ميزة وعامل نفوذ على الآخرين ووسيلة لإحراز المكانة والهيبة الاجتماعية.

ونشر مغرد يمني إعلانا على هيئة دعابة، على غرار إعلانات طالبي الزواج، وكتب:
ثلاثيني جاد أبحث عن شهادة ماجستير أو دكتوراه عبر تطبيق #Zoom. #هبلووحبهنفردكتوراه #الشهاداتالمزيفة.

وأعلن مغرد: بعد حملة #الشهادات_المزيفة التى دشنها الصديق alobaly@ قام بعض حاملي الشهادات المزيفة بحذف حرف الدال من أمام أسمائهم. خطوة جيدة ونحن بانتظار عنوان رسالة الماجستير. #اليمن

وسخر آخر: يا جماعة لا تدققوا بكل حرف دال قدام الاسم يمكن كاتب Donkey (حمار) #الشهادات_المزيفة.

وطالب يمنيون بمراجعة رسمية لشهادات المسؤولين. وقال معلق: الناس تسافر وتغترب وتبيع ما تحتها وما فوقها لأجل التحصيل العلمي، ويجي البعض ما بين عشية وضحاها إلا والشهادات العليا والألقاب تتزاحم أمام اسمه.

وأضاف: ماجستير ودكتوراه في أسبوع أو شهر وهي تؤخذ على أقل تقدير في 5 سنوات.

وأردف: مراجعة كشوفات الخدمة المدنية للموظفين والمؤهلات العلمية لهم والحد من عمليات التزوير.

وتابع: مطلب شعبي حتى لا تذهب تضحيات طلاب العلم الحقيقيين في مهب الريح.

ونشر معلقون نص تحقيقات نيابة الأموال العامة في القضية المتورط فيها مسؤول كبير بوزارة الخارجية، بتكوين تشكيل عصابي تخصص في تزوير الشهادات من الجامعات والأكاديميات والمراكز المصرية والأجنبية، والتصديق عليها من وزارة الخارجية المصرية، جهة عمله؛ لإضفاء المشروعية عليها.

ووجهت وزارة التعليم العالي في الحكومة اليمنية رسالة للمستشار الثقافي بالسفارة اليمنية بالقاهرة، طالبته فيها بتقديم كشف بالمؤسسات الأكاديمية المعتمدة في جمهورية مصر العربية، والبيانات اللازمة لمعادلة الشهادات الواردة منها.

وكتب نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب في نقابة الصحافيين اليمنيين: بعد فضائح حراج الشهادات الخنفشارية… الحكومة توجه ملحقاتها الثقافية بتقديم كشف بالجامعات ومؤسسات الاعتماد الأكاديمي في تلك الدول..

وكذلك مستوى التصنيف الأكاديمي للجامعات والكليات والبرامج المعتمدة ونمط الدراسة المعتمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى