هيثم أحمد زكي.. فنان قتلته الوحدة

كان الحزن جزءا من ملامح الفنان المصري الراحل هيثم أحمد زكي، ربما لأنه فقد أقرب الناس إلى قلبه، وربما بسبب الوحدة التي لازمته مثل ظله.

وفي ذكرى وفاته التي تحل السبت، 7 نوفمبر، تلقي “العين الإخبارية” الضوء على لحظات مؤثرة في حياة هيثم أحمد زكي الذي أفسدت الوحدة طعم حياته.

ولد هيثم أحمد زكي في 4 أبريل 1984، وسط أسرة تعشق الفن إلى حد الهيام، فوالده هو الفتى الأسمر وصاحب الموهبة الاستثنائية أحمد زكي، ووالدته هي الفنانة الجميلة هالة فؤاد.

لم يعرف هيثم معنى الدفء الأسري؛ إذ انفصلت والدته عن أحمد زكي وكان عمره وقتها 3 سنوات، وعاش مع جدته لأمه، بعدما تزوجت والدته من رجل أعمال شهير.

استطاعت جدته أن تعوضه غياب الأم وانشغال الأب، لذا ارتبط بها جدا، وكانت الصدمة الأولى في حياته أن تموت والدته، ولم يدرك وقتها هيثم معنى الرحيل والغياب، وعندما بلغ من العمر 14 عاما ماتت جدته وتألم من أجلها كثيرا.

وتولى خاله هشام فؤاد أمر رعايته، لكن بعد عامين رحل هو الآخر عن الدنيا، ولم يجد هيثم طريقا أمامه إلا العيش بجانب والده.

ولم يستطع أحمد زكي إسعاد ابنه، حيث كان الأب دائم الانشغال ولا يعبأ إلا بشيء واحد فقط وهو التمثيل.

وعندما اخترق المرض جسد أحمد زكي، نشأت علاقة رائعة بينه وبين نجله، وراح هيثم يرعى والده ويساعده في تناول الدواء، وبعد صراع مؤلم رحل أحمد زكي عن الدنيا وترك ابنه أسيرا للوحدة والألم.

كان من الممكن أن يتملك اليأس من قلب وعقل الفتى الصغير، لولا ارتفاع منسوب الصبر بداخله، واقترابه من مجموعة أصدقاء مخلصين، راحوا يساندونه ويشجعونه على الانغماس في العمل، ونسيان ما فعلته به الأيام.

كانت بداية هيثم الفنية مع المخرج شريف عرفة، من خلال فيلم “حليم” الذي يحكي قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ إنتاج عام 2005.

توالت بعد ذلك أعمال هيثم الفنية وقدم خلال مسيرته الفنية 7 أفلام أبرزها “البلياتشو، الكنز، كف القمر”.

كما تألق عبر شاشة التلفزيون وقدم خلالها 8 أعمال درامية منها “الجماعة، السبع وصايا، أستاذ ورئيس قسم”.

لكن بمرور الوقت عاش هيثم أحمد زكي حزينا على أحبائه، ووحيدا لا يجد من يشعره بأن الحياة رائعة.

وفي 7 نوفمبر 2019، رحل هيثم عن الحياة بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وكان رحيله صادما لمحبيه، ومؤلما أيضا، لأنه رحل عن عمر ناهز 35 عاما، وهو نفس العمر الذى رحلت فيه والدته.