اتفاق السويد .. مسار في مهب الريح

عدن24 | خاص

في الوقت الذي كشفت فيه الأنباء عن اجتماع مرتقب لمجلس الأمن للاستماع إلى تقرير مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن  جريفيت اليوم الأربعاء بشأن اليمن تتعالى أصوات هنا وهناك بعدم جدوى أية مساعي لإحلال السلام والتي تصطدم في كل مرة بتعنت حوثي مشين إذ أكد المراقبون والمحللون السياسيون أن هذا التعنت الحوثي لم يأت من فراغ وانما هناك قوى دولية واقليمية تسانده هذه الجماعة الانقلابية المتمردة لأهداف تتعارض مع مسارات السلام في اليمن بصفة خاصة والمنطقة بصفة عامة والمتضرر الاول من ذلك شعب الجنوب الحر  فالتعنت الحوثي ومن يقف ورائه ينعكس سلبا على القضية الجنوبية ويستهدف خيار الشعب في استرداد دولته الجنوبية المستقلة الحديثة 0

ولقد أفصح التحالف العربي مؤخرا عن استنكاره الشديد لهذا التعنت الحوثي المتكرر دون رادع دولي حقيقي يذكر فطل ما هنالك أشبه بالتدليل والتدليس لمراضاة الحوثي المارق في سلوكه مع متطلبات السلام الحقيقي.

الخطاب السياسي للتحالف العربي شهد خلال الساعات القليلة الماضية تطورا لافتا كانعكاس لرفض الحوثيين تنفيذ أي من بنود اتفاق ستوكهولم، الأمر الذي يرجح وصول الجهود الأممية إلى طريق مسدود.

لقد أضحى التعامل مع الحوثي المتمرد أشبه بمن يحرث في البحر ولقد بات الأمر جليا واضحا كوضوح الشمس اذ أنه  لا نية لدى الحوثي لاحترام التزاماته الإنسانية والسياسية منذ اتفاق السويد، وقد عبر عن ذلك غير مرة التحالف العربي ومنها دولة الامارات اذ أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في سلسلة تغريدات نشرها على تويتر، استنزاف الحوثيين لفرص إحلال السلام في اليمن.

وقال قرقاش إن التطورات المتعقلة بالحديدة تشير إلى أن لا نية لدى الحوثي لاحترام التزاماته الإنسانية والسياسية منذ اتفاق السويد، مشيرا إلى أنه على الحوثيين الانسحاب الكامل من الحديدة للاستمرار في

العملية السياسية، ومضيفا أنه “آن الأوان للعديد من المنظمات غير الحكومية والرأي العام الدولي أن يضغط على المعطّل الحقيقي للحل السياسي في اليمن”.

وأكد الوزير الإماراتي في تغريداته على أن “التحالف في موقف سياسي جيد جدا وهو يراقب محاولة الحوثي التلاعب بالتزامات واضحة”، مضيفا أن “الحوثي يكرر ممارساته الساعية لإفشال اتفاق السويد كما أفشل الكويت وجنيف”.

واستطرد قرقاش قائلا “التطبيق الكامل لالتزامات السويد أولوية بعيدا عن التسويف والتعطيل والتلاعب، والهروب عبر المطالب والشروط الجديدة لن ينفع الحوثي هذه المرة، ومن الضروري التنفيذ الكامل للانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة للاستمرار في المرحلة المقبلة للعملية السياسية”.

محللون سياسيون أكدوا أنه حتى الان ليست هناك معطيات يمكن أن تشير إلى وجود رغبة لدى الحوثيين في تطبيق الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة.

فقد قضى الحوثيون على أهمّ ما في الاتفاق الذي يطالب بوضع الحديدة تحت سيطرة الأمم المتحدة،بل قضوا عمليا على روحه0

ولعله من الأهمية بمكان الاشارة الى أن من بين الأسباب التي تدعو إلى الأسف حصر مارتن غريفيث المفاوضات بين الحوثيين و“الشرعية”، في حين أن هناك حاجة أكثر من أيّ وقت إلى إعادة تشكيل هذه

 

 

“الشرعية” فهذه المنظمة الدولية لاندري ما اذا كانت نست أم تناسا مفتاح حل الازمة اليمنية والذي يتمثل بالقضية الجنوبية ولقد أكدت ذلك الشرعية وكذلك رئيس الجمهورية عبدربه منصور خلال مؤتمر الحوار فكيف تتبدل الصورة اليوم ويتنصلون عن أهم مفصل رئيسي بل ومفتاح لحل الازمة في اليمن من خلال القضية الجنوبية وممثلها حي يرزق على تراب الجنوب وبقوة ،فالمجلس الانتقالي الذي فوضه شعب الجنوب على أن يكون حاملا لقضيته قد أكد مرارا وتكرارا على استعداده في الدخول بمشاورات أو مفاوضات لحل الازمة اليمنية وانصاف شعب الجنوب بتحقيق استقلاله وبتاء دولته على تربته الطاهرة ولكن يبدو للعيان اليوم ذلك التجاهل لأهم قضية عادلة ، وظلوا يراضون الحوثي على حساب مقدرات الوطن والشعب وتماهيا مع مخططات دولية واقليمية لا تخدم مصالح الشعب لا في الجنوب ولا في الشمال وأضحت اليوم هذه المسارات التي يمضون بها باسم السلام والمتمثل بمسار اتفاق استوكهولم في مهب الريح فواقع الحال على لسان الشعب يقول :لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى