دولة جنوبية وليس حقائب وزارية!

بقلم : علاء عادل حنش

طفت، خلال الأيام الفائتة، إلى السطح بعض الأقلام النشاز التي تحاول استغلال الفرص لنفث سمومها، وادعت زورًا، وبهتانًا بأن قضية أبناء الجنوب ذهبت أدراج الرياح مع إعلان عدد الحقائب بين الشمال والجنوب، وأن الكرةّ عادت كما كانت، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي تنازل، أو تناسى، مع دخوله في الحكومة الجديدة، القضية الجنوبية، وأن كل ما قدمه كان من أجل تلك الست الحقائب الوزارية، وغيرها من الخزعبلات الفارغة التي لا تنمّ إلا عن حقد دفين تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل بالرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي أذق أعداء الجنوب مر الهزائم العسكرية والسياسية، سواءً منذ اندلاع شرارة الثورة الجنوبية عام 1994م، أو حتى مع بداية انطلاق الحراك الجنوبي السلمي من ردفان عام 7/ 7 /2007م، مرورًا بالغزو الشمالي الثاني المتمثل بالحوثيين وأتباع صالح وحتى طرد الشرعية اليمنية من العاصمة الجنوبية عدن في اغسطس / آب 2019م، انتهاءًا بالنصر السياسي ممثلًا بتوقيع اتفاق الرياض في نوفمبر / تشرين الثاني 2019م، الذي شرع قضية الجنوب، واعطائها شرعية دولية.

إن خزعبلات إعلام العدو واضحة الدلالة، ومغزاها مفضوح، فهي تحاول حرّف الانتصار الذي حققه الانتقالي الجنوبي من خلال الترويج بأن القضية الجنوبية تميعت، أو تم تناسيها، واظهروا أنفسهم بأنهم حريصين على القضية الجنوبية أكثر من حرصهم على الثروات التي ينهبوها، وهم ذاتهم من كانوا يحرضون ضد القضية الجنوبية وأبنائها خلال السنوات الماضية.

هم تناسوا بأن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بُني على هدف رئيسي، وأساسي لا ثاني له، وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كامل حدودها المتعارف عليه دوليًا، أي قبل 21 مايو / أيار 1990م.

كما تناسوا بأن من يقود الانتقالي الجنوبي هو المناضل عيدروس الزُبيدي، الذي تعرفه ميادين القتال، والذي كان شوكة في حنجرة صالح في عز قوة نظامه، والذي كان يطمح، أي صالح، القبض على الزُبيدي بأي ثمن كان، لكنهُ فشل كما فشل في الإفلات من قبضة الحوثيين.

وأيضًا، تناست تلك الأبواق الإعلامية أن المجلس الانتقالي الجنوبي مكون من أشخاص جنوبيين مناضلين، جاءوا من ساحات النضال.

وما يجب أن يعلمه الجميع أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لن تنخرط في تلك الحكومة الجديدة المُزمع تشكيلها في الأيام القادمة، ولن ينتهي دور المجلس الانتقالي الجنوبي عند تشكيل الحكومة الجديدة، لأن مهمة، وهدف الانتقالي الجنوبي هي استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، ولا غير ذلك، وهذا الهدف قيادة الانتقالي مُدركه له، وكل عملها يكون تحت إطار ذلك الهدف السامي.

لذا، فإننا نعلنها للجميع، بأن هدف الجنوبيين هو استعادة #دولة الجنوب وليس حقائب وزارية كما يدّعي إعلام العدو الفاشل.. استعادة الدولة التي ضحى في سبيلها آلاف الشهداء الميامين، وآلاف الجرحى الابطال، ولن يثنينا عن تحقيق ذلك الهدف أي قوة في العالم مهما بلغ شأنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى