١٤ أكتوبر ثورة مجيدة فجرها شعب عظيم

بقلم: أسعد عبدالله الغلابي
تحل علينا الذكرى ال٥٧ لثورة ١٤ أكتوبر المجيدة التي فجرها شعب الجنوب عام ١٩٦٣م ضد الإستعمار البريطاني وسطر خلالها أروع البطولات وقدم تضحيات كبيرة وجسيمة من شهداء بمقدمتهم الشهيد البطل راجح غالب لبوزة وجرحى وأسرى وخسائر بشرية ومادية .

إلا أنه وبفضل تلاحم الثوار الأحرار ودعم المواطنين وتكاتفهم في ظل تلك الظروف الصعبة حققت ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة هدفها بطرد الاستعمار البريطاني وتوجت تضحيات شعبنا بانتزاع الاستقلال المجيد من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في ال٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م .

وفي هذا المقام ومع إحتفالات شعبنا بالذكرى ال٥٧ لثورة ١٤ أكتوبر المجيدة نتطرق لبعض الأحداث والابطال الذين شاركوا بهذه الثورة في جبهة حالمين – ردفان التي كانت منبع تلك الثورة العظيمة ومنها تفجرت شرارتها الأولى ضد المستعمر الإنجليزي .

فمثلا مطلق صالح وأولاده واخوانه واولادهم جميعهم كانوا قادة وفدائيين منهم من استشهد ومنهم من جرح ومنهم من ساقوهم الى السجون وتعرضوا للتعذيب .
ثوارنا الأبطال قدموا اروع التضحيات والفداء وقارعوا الاحتلال البريطاني بكتائبه ومرتزقته وسلاح الجو الانجليزي الذي دمر قصور جبل القضاة من الجبل ابتدأ بقصر مطلق صالح وانتهى القصف بقصر جرمل ودار الحويج بيوت آل الغلابي واسقط الوالد عبدالله علي الغلابي إحدى مروحياته ببندقيته حينها.

ظن المستعمر أنه بالقصف والتدمير قادر على تركيع جبل القضاة واجتياحها، لكن كانت لهم اسود حالمين بقيادة الشيخ مطلق بن مسعود واولاده واخوانه والشهيد شايف علي الغلابي والشيخ علي مثنى صلاح وعبدالله علي الغلابي والكثير من أبناء المنطقة لايسعفنا المقام لذكرهم جميعا فمنهم من استشهد ومنهم من توفاه الاجل رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته .

استشهد الكثير من المقاتلين من أبناء جبل القضاه وال أنعم ولوديه وحالمين والشعيب، والذي شكلوا خط الدفاع من القرين شرقا إلى اسفل الموعين غربا، وتم آنذاك صد زحوف المرتزقة وتكبدوا خسائر بالأرواح والعتاد في كل محاور القتال، وانكسرت جيوشهم وخابت نواياهم على ايدي آبائنا واجدادنا ودماء الشهداء والجرحى الذي ضربوا بانتصارهم نصر عظيم لابطال عظماء .

استمر الثوار بتطهير الوطن من الاحتلال مع كل المناضلين الثورة من جميع قرى ردفان والضالع وحالمين وبالعزيمة والاصرار على طرد المحتل من ارض الضالع وحالمين وردفان الثورة. وكان آبائنا في خط النار الاول بقيادة المناضل علي صالح مسعود وعبدالله مطلق واخوانه وكثير من قيادة الثورة على راسهم الشهيد علي عنتر والبيشي وقيادات كبيره من الشعيب وردفان والضالع ويافع .

وبعد توحيد كل الجبهات تحررت ردفان وسقطت الحواشب والعند وفر مرتزقة الاحتلال الى عدن وفرضوا طوق دفاعي صلب على المناطق المحررة وشكلوا خلايا فدائية داخل عدن بذلك اختلت موازين المستعمر وسقط رهانهم في مرتزقتهم العملاء الذين قاتلوا تحت رايتهم ضد ابناء وطنهم في كل مديرية وشارع وحافه من مديريات عدن .

كان الفدائيين من ابطال الثورة بالتزامن مع التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ينحرون الانجليز كما نحر البعران مما اصابهم الخوف والذعر من النمار والذئاب الحمر القادمة من جبال ردفان الثورة ومن مختلف مناطق الجنوب، هنالك أيقن الاحتلال انه خاسر وان الجنوب لأهله، فخضع واستسلم وانزل العلم من فوق ساريته وسلم الارض لمن وهبها الله لهم ورحل عن وطني الجنوب .

تحيه لكل المناضلين الاحياء والرحمة للشهداء وانها ثوره خالدة سطرها اجدادنا وآبائنا البواسل تاريخ ونضال يدرسها الطلاب في مناهجهم التعليمية وفي كل المراحل انها ثورة 14 أكتوبر المجيدة فيها تحرر الجنوب العربي ونحتفل بذكراها في كل عام.
ومبروك عليكم العيد وإلى تحرير آخر وقريب ان شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى