إحالة قائد القوات المشتركة للتقاعد والتحقيق… هل هو مؤشر لمرحلة جديدة في التعامل مع الملف العسكري في حرب اليمن؟ “تقرير خاص”
عدن24- خاص
تفاعل الكثيرون من الساسة المهتمين بالشأن اليمني مع الأمر الملكي الذي صدر أمس يقضي بإحالة قائد القوات المشتركة للتقاعد والتحقيق بسبب ملفات فساد.
ووصف سياسيون وإعلاميون القرار الملكي الذي اصدره أمس الملك سلمان بن عبدالعزيز بالشجاع كونه يؤكد وجود نية سعودية تصحيحية قوية لمسار معركة التحالف باليمن.
وأكدوا أن الأيام القادمة ستشهد تحولات فارقة في جانب الحكومة اليمنية، كما حدث اليوم في جانب التحالف، وسيتم الإطاحة بعوامل فشل عديدة ساهمت في عرقلة حسم المعركة التي شارفت على عامها السادس دون أي تقدم يذكر في المحافظات الشمالية التي ماتزال تسيطر عليها المليشيات الحوثية.
قرار شجاع
اتخذت المملكة العربية السعودية قرارا شجاعا لتعامل مع رؤوس الفساد الذي يأمل الجميع في الداخل اليمني من الرئيس عبد ربه منصور هادي اتخاذ موقف قوي وحازم مع افاعي الفساد الكبيرة في حكومته الذين لعبوا دورا محوريا في عرقلة حسم المعركة لصالحهم الشخصية مستغلين نفوذهم العميق داخل السلطة.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اوروبا احمد عمر بن فريد: بسبب الفساد سقطت شبوة في قبضة الإخوان، وسقطت جبهة نهم بكاملها في قبضة الحوثي ثم تلتها الجوف ونصف محافظة مأرب.. !
واضاف” ان الفساد مناصفة مع عناصر ورؤوس كبيرة في الشرعية ومن المعيب على هادي أن يقف متفرجا ولا يفعل شيء فيما اكبر الرؤوس في الجانب السعودي تم التعامل معها بحزم من قبل ولي العهد.
أما الاعلامي انور التميمي علق بالقول: الأمر الملكي القاضي بإنهاء خدمة الفريق الركن/ فهد بن تركي آل سعود قائد القوات المشتركة وإحالته إلى التحقيق، وتكليف الفريق مطلق الازيمع خلفا له ، حدث كبير سيكون له تداعيات ايجابية على إدارة الحرب في اليمن ، وما دام الإخوان في الشرعية اليمنية زعلانين فالأمر جيد.
مكافحة فساد
قال الصحفي حسين حنشي: بن تركي قد يحمل الفشل ثم يتم انهاء الحرب.
وأضاف: اذا كانت القرارات هي مكافحة فساد حقيقية فستشمل قيادات يمنية بصفتها قيادة ضمن (القوات المشتركة )محل الفساد.
واضاف: اذا لم تشمل قيادات يمنية فهي فقط(تقديم كبش فداء كمسؤول عن الفشل لحرب اليمن )وستكون مقدمة لنهاية الحرب كليا بفشل (شخص وشلة لا بلد)
من جانبه قال الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي: ان شاءالله تنعكس التغييرات العسكريه في السعوديه إيجاباً على الحرب في اليمن بحكم انها قائدة التحالف وكان هناك قصور واخطأ صاحبت ادارة الأزمة اليمنيه سمحت بإطالة الحرب التي استفاد منها لوبيات الفساد وجماعات الارهاب. مازال بالامكان اعادة الامور الى نصابها.
مسار معركة التحالف
قرار إحالة قائد القوات المشتركة في التحالف للتحقيق يغير مسار المعركة في اليمن نحو الافضل، و يكشف في الوقت نفسه عن جوهر مشكلة التحالف وتعثره في تحقيق أي انتصار أوحسم عسكري لأي جبهة مع الحوثيين شمالا.
وقال الصحفي ماجد الداعري: إن إعفاء فهد بن تركي من قيادةالقوات المشتركة واحالته ونجله عبدالعزيز نائب أميرمنطقةالجوف للتحقيق بتهم تتعلق بفساد مالي و”تعاملات ماليةمشبوهة،يؤكد وجود نية سعودية تصحيحية قوية لمسار معركةالتحالف باليمن وإقرارشجاع من قيادة المملكة بتورط أمراء بالعائلةالحاكمة.
وأضاف” أن هذا القرار يكشف عن استيعاب سعودي متأخر لجوهر مشكلة التحالف وتعثره في تحقيق أي انتصار أوحسم عسكري لأي جبهة مع الحوثيين شمالا،بسبب توغل فساد كبار أمراء العائلة وصولا لوزارةالدفاع التي يقودها ولي العهدوشقيقه.
وختتم بالقول: تكليف قائد عسكري محنك من غيرالعائلة السعودية الحاكمةكالفريق الركن مطلق بن سالم الازيمع،نائب رئيس هيئة الأركان العامة،لتولي قيادة القوات المشتركة،دليل إصرارالقيادة السعوديةعلى البحث عن كفاءة قياديةقادرة على تصحيح مسارالتحالف ومراجعة أخطائه وتقييم حرب باليمن.
من جانبه تساءل الصحفي صالح البيضاني” هل بدأت مرحلة جديدة في التعامل مع الملف العسكري في حرب اليمن؟.
وأضاف: اعتقد ان الأيام القادمة ستشهد تحولات فارقة في جانب الحكومة اليمنية، كما حدث اليوم في جانب التحالف، وسيتم الإطاحة بعوامل فشل عديدة ساهمت في عرقلة الحسم خلال ست سنوات من الحرب.
