سقوط محمود عزت الصندوق الأسود لجماعة الإخوان في يد الأمن المصري

عدن24-متابعات

يفقد الإخوان المسلمون في مصر إحدى آخر أوراقهم بعد إلقاء القبض على العقل المدبر والصندوق الأسود للجماعة، والقائم بأعمال التنظيم خلال السنوات السبع الماضية، محمود عزت، الجمعة.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها تمكنت من ضبط عزت بالشقة التي كان يختبئ فيها، بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، وألقت عليه القبض لعدة اتهامات منها الانضمام إلى تنظيم إرهابي وقيادته وإدارة حركة أمواله وتوفير الدعم المالي له.

وأضافت الوزارة في بيان لها أنها صادرت “العديد من أجهزة الحاسب الآلي والهواتف المحمولة التي تحتوي العديد من البرامج المشفرة”. وقالت إن عزت مشتبه به في الإشراف على عدة اغتيالات أو محاولات اغتيال منذ عام 2013، بالإضافة إلى تفجير.

ويرى مراقبون أن القبض على عزت، وإن تأخر لسنوات مع أنه مختفٍ في القاهرة، يعني تفكيك شبكة النشاط الخفي للجماعة في مصر، ما يربك العناصر التي كانت تعمل تحت إدارته في هذا النشاط، وما يترتب على ذلك من توفر معلومات دقيقة لأجهزة الأمن لما يحمله من أوراق تنظيمية واتصالات سرية، وذلك بتتبع خيوط اتصالاته وعلاقاته وتوجيهاته الحركية المشفرة، وما يشيعه خبر القبض عليه من شكوك بين باقي أعضاء الشبكة السرية.

ومن شأن القبض على محمود عزت، بما يمثله من ثقل في النشاط السري داخل الإخوان، أن يقود للتوصل إلى من هم دونه، وأقل احترافية ومكانة، وبالتالي المزيد من الارتباك وتوتر العلاقات داخل الشبكة السرية التي تتهم على مدى سنوات بتشكيل اللجان النوعية الإخوانية، وإدارة التواصل مع القيادات الهاربة في الخارج من خلال برامج مشفرة.

وينسف القبض على القيادي الإخواني داخل مصر تكهنات سابقة رجحت هروبه خارج البلاد (غزة أو السودان) وعدم اشتراكه في الأحداث التي دبرتها ونفذتها الجماعة منذ سقوط حكم الجماعة في الثالث من يوليو 2013.

ويقطع فقدان الجماعة لرأسها المدبر، الذي أناب عن القيادات المسجونة وفي مقدمتها مرشد الجماعة محمد بديع ونائبه القوي خيرت الشاطر، حلقة وصل على المستويات المالية والأمنية وشؤون الجماعة مع القيادات الهاربة والجهات الممولة في الخارج.

كما يمثل ضربة للعمود الفقري الذي كان يحفظ ما تبقى من تماسك التنظيم، وقدرته على مواصلة النشاط، الذي اقتصر بعد سنوات من المواجهة والصراع على محاولة عرقلة المسار السياسي الحالي، وبث الفوضى الأمنية عبر تنفيذ عمليات للضغط على النظام المصري والسعي لإفشال جهوده في تثبيت الاستقرار.

ولم تتوقف جماعة الإخوان عن إستراتيجيتها في التعامل مع الواقع السياسي المصري، والتي تمثلت في إدارة نشاط دعائي تحريضي من الخارج بالتوازي مع وجود غرفة عمليات لإدارة نشاط ما عرف باللجان النوعية في الداخل.

وأدار هذا النشاط من الخارج قياديون، مثل يحيى موسى ومحمود فتحي وعلاء السماحي وغيرهم، مقابل شبكة سرية تتلقى الأموال والمعلومات وتشرف على تنفيذ العمليات بعد تجهيزها بشكل متقن لشباب من الصفين الثالث والرابع في الجماعة.

ونتج عن هذا النشاط عبر شبكة تربط بين قيادات متخفية في مصر، وفي مقدمتها محمود عزت، وأخرى هاربة في تركيا، العديد من العمليات التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية وقضائية، علاوة على مرافق ومصالح عامة، وفق ما تؤكده السلطات المصرية.

ولم تتأثر أجهزة الدولة بالدعاية المضادة التي باشرتها قنوات جماعة الإخوان من تركيا، وانتهجت إستراتيجية مضادة لتحركات ومخططات جماعة الإخوان وارتكزت على قطع خيط التواصل والإمداد المعلوماتي والمالي بين قيادات الخارج والداخل، وهو ما وضح من الأنباء المتواترة خلال مراحل متفرقة بشأن القبض على شبكات تابعة لاستخبارات أجنبية.

ورافق ذلك العمل على تتبع وتصفية الخلايا الشبابية التي شكلتها ودربتها ومولتها قيادات الداخل، علاوة على السعي الأمني الدؤوب للوصول إلى الرؤوس الكبرى المدبرة والموجهة لهذا النشاط في الداخل.

ويعد القبض على عزت في القاهرة الاستهداف الأكثر تأثيرًا وقوة على مستوى شبكة الإخوان العنيفة بعد ضربة أكتوبر 2016 عندما نجحت أجهزة الأمن في تصفية محمد كمال القائد الميداني للجان النوعية التابعة للتنظيم الإخواني.

وكان عزت نائبا سابقا مؤثرا لمرشد الإخوان محمد بديع. وكان يُنظر إليه على أنه من صقور الجماعة، ثم أصبح القائم بأعمال المرشد بعد اعتقال بديع في أغسطس 2013.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى